«الرواية» في سوق عكاظ.. السرد في ضيافة الشعر

  • 8/16/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عبَّر عدد من الأدباء الروائيين والنقاد عن تطلعاتهم لتطوير جائزة الرواية التي استهلها مهرجان سوق عكاظ هذا العام وجعلها ضمن جوائزه الرئيسة التي يمنحها لأفضل عمل روائي يتقدم للمشاركة والترشح، هذه الخطوة جعلت من برامج وفعاليات السوق تبدو أكثر معاصرة ومواكبة لتطلعات الأجيال المبدعة، ففي الماضي كان السوق مسرحًا للشعر لأنه الفن الذي أجاده العرب وبرعوا فيه، أمّا اليوم فتعددت الفنون والأجناس الأدبية ولذا كانت اللجنة المنظمة على مستوى التطلع والرؤية حين خصصت للرواية جائزة مستقلة. هذه الجائزة للرواية ليست الغاية التي ينتظرها الأدباء والمبدعون والنقاد؛ بل يرون أن على القائمين أدوارا أخرى لابد أن تجد طريقها إلى فعاليات السوق، وألا يتوقف الحال على جائزة بل أن يحضر فن الرواية من خلال فعاليات مختلفة للسوق كالبرنامج الثقافي السنوي المصاحب من الندوات الثقافية والأدبية التي عليها أن تخصص جزءا منها للاهتمام بالرواية والسرديات بشكل عام. ومن خلال هذا الاستطلاع نقرأ مختلف الآراء والتطلعات لجائزة الرواية بمهرجان سوق عكاظ: تسيد الرواية يقول الروائي والقاص عبدالله التعزي: خلال السنوات الماضية شعرت وبقوة بمدى تطور السوق، وتزايد فعالياته، وانغراسه في البنية الثقافية في المملكة لما له من تنوعات في النشاطات والفعاليات مختلفة تضم الفنون المسرحية والفنون التشكيلية والخط العربي والشعر والموروث الشعبي والتراثي واللوحات الشعبية الراقصة والكثير من الحرف والتنوعات المعروضة؛ حيث إنها أصبحت فعلًا من الفعاليات التي ينتظرها المجتمع الثقافي، لما فيها من زخم وتنافس في معظم الفنون البصرية والثقافية والشعرية. مضيفًا: إن البرنامج الثقافي يستقطب الكثير من المهتمين ليس بالأدب والفكر فقط؛ بل بالفن عمومًا وبكل مدارسه ومشاربه وأنواعه، وكل هذا ينعكس على الحراك الثقافي والفني في المملكة، وستظهر نتائجه على الساحة الثقافية والفنية في شكل تتطور فيه القدرات لدى الفنان والمثقفين في معظم الاتجاهات لما للبرنامج الثقافي إذا أحسن اختيار الأسماء المشاركة فيه من أثر إيجابي على كل المثقفين والفنانين في المملكة. ويختم التعزي: وخلال هذا العام أضيفت جائزة للرواية وهو يعكس اهتمامات القائمين على تطوير برامج هذا السوق من خلال الاهتمام بالرواية والسرديات بصورة عامة، خصوصًا أنها متسيدة الساحة هذه الأيام، وأعتقد أن الكم الهائل من الرواية المنشورة في السنوات العشر الأخيرة يستحق أن تنظر اللجنة المنظمة لسوق عكاظ إليه وتحاول استثارة الباحثين والروائيين لتنافس على هذه الجائزة ولقراءات مختلفة من الممكن أن تتلمس الاتجاهات والآفاق الواسعة للسرد بصورة جديدة. رواياتنا عربيًا ويرى الدكتور حسن بن حجاب الحازمي أن إفراد سوق عكاظ جائزة للرواية في دورته العاشرة هذا العام يعد من الملامح المهمة والجديدة التي تأتي في وقت تحضر فيه الرواية السعودية على الساحة الأدبية بشكل لافت، هذا الحضور والإنتاج المتعدد للرواية السعودية صاحبه حصدها لعدد من الجوائز العربية مثل جائزة البوكر العربية التي حققها الروائي عبده خال، والروائية رجاء عالم وقارب الروائي الشاب محمد حسن علوان على الحصول عليها، وغيرها من الجوائز الأخرى، إضافة إلى ترجمة بعض الأعمال إلى لغات أخرى هو ما يجعل من تظاهرة ثقافية بحجم مهرجان سوق عكاظ الثقافي يولي بها الاهتمام، ويخصص لها جائزة نأمل أن تتطور مستقبلًا لتصبح جائزتين في العام على غرار الجوائز التي يمنحها السوق للشعراء، بحيث تضاف لها جائزة الشباب للرواية. ويضيف الحازمي: لإن سوق عكاظ تاريخيًا، كان فضاءً رحبًا للإبداع الثقافي والفكري، يتعلم منه الإنسان العربي أبجدية الانطلاق في ميادين عدة من بينها الشعر، ليؤمن بالمزج والتلاقح والمصاهرة الفكرية، وبإعادة إحيائه اليوم ووصوله إلى عامه العاشر ننتظر منه رمي الأحجار في مياه البرك الثقافية والأدبية الراكدة، ليحدث حراكًا ثقافيًا نافعًا، وأعتقد أنه يسير نحو التطور، وعلى رغم ذلك لم يتحول حتى الآن إلى كرنفال يعج بالألوان والتعبير الحر والفلكلور، بما يختزل الطاقة الثقافية والإبداعية الخلاقة لإنسان الجزيرة العربية، فالبرنامج الثقافي المصاحب متنوع لكنه ليس شاملًا ومتجددًا، فالحراك الثقافي يتطلب التجديد والتغيير واحتضان كل الأنماط الثقافية بما فيها الرواية، فالسوق بالإضافة إلى كونه معقلًا للشعر، يجب أن يكون مهرجانًا للإبداع والأدب والموسيقى والمسرح أيضًا، وما أتمناه هو أن يكون السوق على غرار مهرجانات العالم، يجبر المتلقي أن يستخدم حواسه الخمس لتلقي فعالياته وعروضه. الرواية والمعلقات الكاتب والروائي محمد عزيز العرفج، قال: أصبحت الرواية ديوان العرب المعاصر كما أطلق عليها النقاد، سوق عكاظ كان شكله مختلفا ولهذا لا بد أن يتجدد مع تجديده الحالي الذي تم إحياؤه ليجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهذه خطوة في اعتقادي تعد جيدة، فالآداب تلتقي دائما وبين كل فن وآخر شعرة، فَلَو جردت المعلقات الجاهلية من الوزن والقافية لأمكن قراءتها على شكل رواية لأنها أتت بشكل القطع التي تشبه الفصول والتأمل والفلسفة والحكاية والسرد والحوار والوصف الدقيق الذي ينقلنا عبر الصورة وتذوق المعنى. ويضيف العرفج: هذه الجائزة التي انطلقت مع الدورة العاشرة للمهرجان هذا العام من شأنها أن تضيف الكثير بلا شك، فإذا كانت الرواية ديوان العرب فهذا يعني أن الإنتاج غزير، ومن ثم لا بد أن يواكب ذلك حركة نقدية كبيرة وجوائز عديدة يتخلل ذلك أذواق ومشارب مختلفة، ومدارس وتجارب متعددة، وأصداء هنا وهناك، وحركة مهمة للأدب العربي والرواية العربية مثلما للشعر. ويرى العرفج بأن جوائز مهرجان سوق عكاظ لابد ألا تقتصر على فني الشعر والرواية، وسوق عكاظ يمكنه استيعاب كل تلك الفنون.

مشاركة :