يبدو أنّ مأساة الطفلة (رهام الحكمي) لا يُراد لها أن تنتهي؛ فمنذ أن أهدتها وزارة الصحة دماً ملوثاً بفيروس الإيدز، وهي تتجرع الآلام والأحزان، لتتحول طفولتها البريئة إلى خوفٍ وقلقٍ وعذاب، بين الحاضر الكئيب والمستقبل المجهول، ومع أنّ القضية حظيت بزخمٍ إعلامي في بدايتها، إلا أنّ الإعلان عن خلو دمها من الفيروس، أحال القضية إلى الظل والركود؛ كعادتنا مع قضايانا التي نتعاطى معها في البدء بحماسٍ عاطفي، ما يلبث أن يضمحل ويتضاءل إلى حد النسيان..! آخر الشواهد على استمرار معاناة رهام، ما نُشر في (صحيفة عكاظ، العدد: 4617 فبراير 2014)، وكشف عن عدة مفاجآت، أهمها ما صرّح به المحامي (إبراهيم حكمي) حول رفض وزارة الصحة طلبه المتكرر بالاطلاع على التقرير الطبي القادم من أمريكا، بخصوص سلامة رهام من الفيروس، مشيراً إلى أن الرفض يشكك في صحة التقرير ووجوده، ويقدح في تصريحات الوزارة، ويجعلها مجرد ادعاءاتٍ لم تثبت بعد، وقد تكون الطفلة لا تزال مصابة بالإيدز..! أما أكثر ما يؤلم فيما أوردته الصحيفة؛ شكوى رهام من حالة القلق والشك القاتل، التي تعيشها كل يوم، في ظل عدم وجود ما يثبت سلامتها من الفيروس، كما اشتكى والداها من تبخر الوعود والتصريحات التي تاجرت بقضية ابنتهم؛ حيث لا يزالون في منزلهم المتهالك، يصارعون الفقر والحاجة، بعد انكشاف زيف الوعود الوهمية، وتخلي الجميع عنهم بما في ذلك وزارة الصحة، المسؤولة الأولى عن معاناة الطفلة وأسرتها، ومن المعيب جداً أن تتنصل الوزارة من مسؤوليتها تجاه ضحيتها، وأن تستمر في المماطلة وإخفاء الحقائق عن الرأي العام، وكأن القضية انتهت بمجرد تصريحٍ بلا دليل، وهدية (آيباد)..! ختاماً، يا وزير الصحة؛ خذوا (آيبادكم)، وقوموا بواجباتكم، وأعطوا رهام الحكمي صورة من (التقرير) الذي يُعيد لها الطمأنينة والحياة..!
مشاركة :