لا أتصور أن يعيش الإنسان حياة تُبنى قراراته فيها على الأحلام، وهكذا يستمر في حياته يشتري الوهم من بائعيه، يستمر بائعاً عقله لمشتريه، ويعيش قلقاً خائفاً يمتلك فكراً اعتمادياً على الغير، بكلماتهم يأخذ آراءه، وبعباراتهم يبني حياته، لا حظ له أو نصيباً في ذاته، وعقله مكبل في قيوده، وكما يقول المفكر محمد الشنقيطي: «إذا لم تفكر بعقلك فذلك كفر بنعمة العقل التي وهبها الله لك». بصراحة أعجبني قرار وزارة الثقافة والإعلام بمنع برامج تفسير الرؤى والأحلام، فهو خطوة رائعة، بعد أن أصبح الفرد منا ينام ويرى الأحلام ويستيقظ في عمق المنام كمدمن يبحث عن جرعة، وهي هنا اتصال في جوف الليل أو في وضح النهار بمن يفسر له حلمه. ليست المشكلة في بيع الوهم هذا فحسب، وإنما هي أكبر من ذلك، فهذه الكلمات التي يقولها بعض المفسرين هي برهان حق عند هذا الحالم، ونتيجة ثابتة قد تغير مسار حياته. وأنا هنا لا أتحدث عن الرؤيا الحق، فهي ثابتة. أعتقد أن من يسرف في هذه الأمور هو شخص لا يشعر بالسلام الداخلي، ولا يمتلك الثقة الكافية في حياته، فتجده مذبذباً لا يعي كيف تكون الحياة. وأعجبتني مقولة جميلة للدكتور محمد العوضي قال فيها: «نحن أمة كثرت فينا الأحلام وقنوات الأحلام ونجوم الأحلام لأننا أمة نائمة».
مشاركة :