تيريزا ماي تعيّن جونسون وزيراً أول - خارجيات

  • 8/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فاجأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الرأي العام المحلي والعالمي بتعيينها وزير خارجيتها المثير للجدل بوريس جونسون بأن يقوم مقامها في رئاسة الوزراء خلال فترة إجازتها الصيفية التي بدأت، أمس، اذ ستقضي ماي إجازتها برفقة زوجها فيليب ماي في جبال الألب، حيث تفضل ماي قضاء إجازاتها في السير على الأقدام في المناطق الجبلية والوعرة. ونقلت وسائل الإعلام البريطانية، أمس، عن أحد مساعدي ماي الذي لم يكشف اسمه، أن ماي ستبقى على اتصال مباشر مع مكتبها طوال فترة إجازتها لمتابعة شؤون رئاسة الوزراء والقضايا الملحة أول بأول، ومع ذلك يظل لتعيين جونسون في المنصب الذي يُطلق عليه «الوزير الأول» مغزى عميقاً ويكشف عن المكانة التي يحظى بها جونسون داخل الحكومة وفي حزب «المحافظين». فمن المفروض أن يقوم جونسون مقام رئيسة الوزراء في تصريف بعض الأعمال التي ينبغي لرئيسة الوزراء تقوم بها. وكانت ماي تسلمت رئاسة الوزراء في 13 يوليو الماضي عقب تنحي سلفها ديفيد كاميرون عن المنصب، لكنها لم تبادر إلى تعيين نائب لها وظل المنصب شاغراً إلى الآن، وبدلاً من ذلك عيّنت وزير ماليتها فيليب هاموند أن يقوم مقامها في غيابها، لكنها فاجأت الجميع، أمس، بتعيينها جونسون بدلاً من هاموند في هذا المنصب من دون إبداء الأسباب لهذه الخطوة. يُشار إلى أن منصب نائب رئيس الوزراء ليس من المناصب الثابتة وغير منصوص عليه دستورياً، وكثيراً ما امتنع رؤساء الوزراء البريطانيين في الماضي عن تعيين نواب لهم، فعندما وصل كاميرون إلى رئاسة الوزراء العام 2010 عيّن نك كليغ، زعيم الحزب «الليبرالي الديموقراطي» الذي شكل مع حزب «المحافظين» الائتلاف الوزاري، نائباً له. لكن عندما فاز المحافظون بغالبية المقاعد في مجلس العموم وشكلوا الحكومة بمفردهم في العام 2015 لم يعين كاميرون نائباً له وظل المنصب شاغراً إلى حين تنحيه في يونيو الماضي عن رئاسة الوزراء، عقب فشل حملته لاقناع البريطانيين بالتصويت لصالح احتفاظ بريطانيا بعضويتها في الاتحاد الأوروبي. وأثار تعيين جونسون الشهر الماضي وزيراً للخارجية ضجة واسعة، نظراً لتورطه في تصريحات مثيرة ضد أطراف دولية يرى المراقبون السياسيون أنها قد تلحق الضرر بالسياسة الخارجية البريطانية، لكن إقدام تيريزا ماي على اختياره وزيراً لخارجيتها دل على مكانة جونسون في حزب «المحافظين». وإن دل تعيين تيريزا ماي لجونسون وزيراً أول على شيء فهو يدل على أن أحلام جونسون في الوصول إلى كرسي رئاسة الوزراء لم تنته بعد. وذكرت صحيفة «الغارديان» على موقعها الإلكتروني، امس، على خطوة ماي هذه، أن هذا التعيين «يعني أن وزير الخارجية قد رُفع إلى موقع المتحفز للتدخل إذا احتاج الوضع ذلك».

مشاركة :