منى بن هدة السويدي: أفتخر بخدمة الأيتام من أبناء الوطن

  • 8/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار : محمد حمدي شاكر منذ أن تولت المسؤولية، أحدثت قفزة نوعية في المؤسسة التي تتولى فيها منصب المديرة العامة. منى بن هدة السويدي، المديرة العامة لمؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، التي تفتخر بخدمة هذه الفئة من أبناء الوطن، وتضع نصب عينيها هدفاً هو خدمة من فقدوا آباءهم، داخل وخارج إمارة الشارقة، والإسهام في تحويل هذه الشريحة من أبنائنا إلى شخصيات مبدعة، وفق خطط وبرامج مدروسة، وضعها مختصون في المجالات التربوية والنفسية والاجتماعية. والآن وبعد 14 عاماً على تأسيسها، تحتضن المؤسسة أبناء أكثر من 800 أسرة، توفر لهم الرعاية والمساندة وتنمية القدرات واكتشاف الإمكانات، عبر عدد من البرامج والمشروعات، التي تحدثنا عنها وعن غيرها من الأنشطة والأهداف، منى بن هدة السويدي في هذا الحوار: * كيف تتوافق رؤية المؤسسة مع توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الخاصة بالاهتمام بجميع فئات المجتمع؟ تلبية للتوجيهات الدائمة لصاحب السموّ حاكم الشارقة، النابعة من رؤيته الحكيمة، واهتمامه اللامحدود بتوفير أسباب الحياة الكريمة لكل إنسان على أرض الشارقة، وانطلاقاً من هذه التوجيهات بضرورة الاهتمام بجميع فئات المجتمع في الإمارة دون استثناء؛ احتضنت المؤسسة منذ إنشائها في 2002 وحتى اليوم، أبناء أكثر من 800 أسرة، وكان انتسابهم إليها هو بوابتهم للعبور إلى عالم من الخدمات الاجتماعية والإنسانية العالية الجودة والمستوى، لتكون المؤسسة الاجتماعية الأولى من نوعها في المنطقة، التي تقدم الرعاية الشاملة للأبناء فاقدي الأب وأوصيائهم. * حدثينا عن أهم أقسام المؤسسة، وأهم البرامج المقدمة؟ تتنوع الإدارات والأقسام في المؤسسة، فتأتي إدارة الرخاء الاجتماعي وإدارة الرعاية الشاملة، ضمن أهم الإدارات المعنية بجوانب الرعاية، الساعية إلى تقديم خدمات شاملة للفئات المنتسبة إليها، وتقوم بدورها التكاملي مع الأقسام الأخرى، لمساندة الأبناء وأوصيائهم على تنمية قدراتهم، واكتشاف إمكاناتهم، وتقديم الدعم النفسي الذي يساعدهم على مواجهة ضغوط الحياة، والتكيف الإيجابي مع ظرف الفقد، وتذليل الصعوبات أمامهم. أما برامج المؤسسة، فهي في مجملها تقدم خدمة نوعية للأيتام على مستوى الدولة، بمفهوم جديد للرعاية، هو الاهتمام بتقديم الرعاية الفائقة للأيتام سعياً لتأمين الحياة الكريمة لهم، والاهتمام بأوصيائهم أيضاً بتقديم الدعم المتواصل لهم في رعاية شؤون الأبناء، وبذل أقصى الجهود لزيادة وعي المجتمع تجاه قضايا وحقوق شريحة الأيتام. * ما أهم الإنجازات التي حققتها المؤسسة في مسيرتها؟ أطلقت المؤسسة في السنوات السابقة حزمة من المشروعات والحملات والمعارض النوعية، وأظهرت الإحصاءات الأخيرة، قفزة نوعية في مستوى الخدمات والرعاية المقدمة إلى منتسبيها الأيتام، بفضل السياسات الناجحة المبنية على خطط مدروسة مستفادة من الحاجة الفعلية للابن الفاقد الأب؛ إذ ارتفع عدد المستفيدين من برامج المؤسسة وأنشطتها المختلفة، إلى 2295 يتيماً جديداً يمثلون 883 أسرة، كما خصّص 15 مليون درهم لبرامج عدة، ولدعم بعض المشروعات، هذا العام، إلى جانب الاستمرار في تنفيذ المشاريع القائمة وتعزيز نجاحاتها، لمصلحة المستفيدين في مختلف مجالات التمكين: الاقتصادي والأكاديمي والبيئي والنفسي والاجتماعي والتربوي، وغيرها. * ما هو مشروع جدران وما أهدافه؟ وكيف يتماشى مع رؤية المؤسسة؟ تنفيذاً لتوجيهات حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، التي حثت على ضرورة إشراك المجتمع في دعم اليتيم، جاء مشروع جدران، ليهدف إلى توفير بيئة سكنية ملائمة للطفل الفاقد الأب، بحيث تكون حامية له وصحية وتوفر الخدمات الاجتماعية الأساسية، فضلاً عن حثّها على تقبله لوضعه وواقعه في المجتمع بكل أريحية، فهذا المشروع قائم على أساس توفير المستلزمات الاستهلاكية اللازمة لكل أسرة، والتكفل ببعض أعمال الصيانة المنزلية، وتوفير الأثاث والمفروشات، وجاءت الحاجة إلى هذا المشروع من واقع الأيتام الفعلي، بعد تنظيم الزيارات الميدانية لمعاينة منازل الأسر وتفقد احتياجاتهم. كما جاء هذا المشروع استجابة للتوصيات التي يقدمها الاستشاريون النفسيون، المشرفون على البرامج النفسية والتربوية والوقائية الخاصة بالمؤسسة، بضرورة إعادة صياغة غرفة الابن بما يتناسب واحتياجاته، فمن خلال التواصل الدائم والدوري مع الأبناء، نلمس الاحتياجات الخاصة بكل منهم، ونتعرف إلى رغباتهم وأمنياتهم، ليتكفل جدران بتحقيقها، وتحويل بيئتهم السكنية إلى بيئة صحية جاذبة، تمكنهم من استقبال أصدقائهم، وتراعي خصوصيتهم، ومراحلهم النفسية، وتخلق منهم شخصيات مبدعة. * هل ما زلتم تواجهون صعوبات في الوصول إلى الأيتام من الأسر المتعففة؟ يتم الانتساب للمؤسسة، إما بالحضور شخصياً عن طريق معرفة مسبقة بالخدمات التي نقدمها من خلال وسائل الإعلام، أو من المحيطين، أو عن طريق التواصل مع المدارس الحكومية والخاصة، حيث تقوم المدارس، الحكومية أو الخاصة، برفع كشوف سنوية إلى المؤسسة، فتقوم بالتواصل مع الأسر، كما تستقبل حالات عن طريق التواصل المستمر مع دائرة الشؤون الاجتماعية، والجهات المماثلة، حيث تحول ونعلم بها. بعد ذلك تبدأ المؤسسة بالتواصل معها لتقديم خدماتها والوقوف على احتياجاتها، وفي أغلب الحالات لا توجد صعوبة في التواصل مع الأيتام، خصوصاً إذا كانت لديهم معرفة مسبقة بنوعية خدمات المؤسسة، أو إذا كانوا بحاجة ملحة إلى الدعم، لكن توجد صعوبة في التواصل مع بعض الأسر، ناتجة عن انعزالها وانغلاقها على ذاتها، وبالتالي ليس لديها ثقة بالتعامل مع المجتمع الخارجي؛ فلا ترحب بالتواصل معنا مبدئياً، ربما بسبب نظرة الإشفاق السائدة في المجتمع، أو الخلفية السابقة عن المؤسسات التي ترعى الأيتام، أو ربما بسبب عدم معرفة نوعية الخدمات التي تقدمها المؤسسة، ولكن المؤسسة تعمل بشكل تدريجي مع مثل هذه الحالات، حتى يُحطم هذا الحاجز النفسي، فتبادر إلى الانتساب إلى البرامج والأنشطة والفعاليات، بعد إدراك أهميتها من جميع النواحي وانعكاسها إيجابياً عليها. * تتطلعون إلى خدمة الأيتام داخل الإمارة وخارجها، فما أبرز الشراكات والعلاقات التي تحققت في سبيل ذلك؟ هناك رؤية مستقبلية لتمكين الأيتام خارج الدولة، أما بالنسبة للأيتام خارج الإمارة فتتم دعوتهم واستضافتهم للمشاركة مع أيتام المؤسسة في عدد من البرامج، ولدى المؤسسة جهود متواصلة في ترسيخ التعاون المتبادل والشراكات الاستراتيجية، مع عدد من المؤسسات، سواء المثيلة أم الجهات الحكومية الرائدة والفاعلة على صعيد برامج وأنشطة المسؤولية المجتمعية، حيث توقّع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع هذه الجهات، للتعاون وتبادل الخبرات والتجارب، لإنجاح البرامج الهادفة لمساعدة ودعم الأبناء فاقدي الأب ودمجهم في المجتمع. * كيف تصفين شعورك وأنت تديرين هذا العمل الإنساني والاجتماعي؟ أفتخر بخدمة هذه الفئة المهمة من أبناء الوطن، خصوصاً أن العمل في هذا المجال يسهم في نهوض المجتمع، كما يسهم في تعزيز بنيانه الاجتماعي الداخلي، ويزيد من تماسك أبنائه وانتمائهم له، ما يعزز قدرة المجتمع على مواجهة تحديات وصعاب الحاضر، ويمكّنه من السير بخطى واثقة نحو المستقبل، وكل ذلك يدفعني إلى بذل المزيد من الجهد، لتحقيق رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة للارتقاء بأبناء الإمارة، والاسترشاد بتوجيهات سمو الشيخة جواهر، لتحقيق كل ما يصب في مصلحة العمل الاجتماعي في الشارقة والنهوض بالفرد في مختلف المجالات، وأعتز بالعمل في هذا المجال الإنساني العظيم الذي يهدف إلى تحقيق الرعاية المثلى لفاقدي الأب، وتأهيل هؤلاء الأبناء في جميع المجالات، لنكون بعملنا هذا نموذجاً مؤسسياً يقتدى به على مستوى العالم العربي.

مشاركة :