«مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء».. عجائب الطبيعة

  • 8/17/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

العين: هديل عادل يجسد مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء التزام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمواصلة السير على نهج والده المغفور له، الشيخ زايد، رحمه الله، وتحقيق رؤيته في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة. ففي هذا المكان يرى الزائر عجائب الصحراء، وما تحويه من كنوز معرفية وتراث وطني عريق، وبالتجول بين أقسامه ينتقل هذا الزائر في رحلة عبر الزمن، تأخذه إلى ماضي وحاضر ومستقبل الإمارات، يمارس فيها متعة الاكتشاف، ويعيد النظر إلى علاقته مع البيئة، وطريقة تواصله معها. الخليج تصحبكم في جولة بين أقسام هذا المركز، الذي يقع داخل حديقة الحيوانات في مدينة العين، تعرض فيها لانطباعات وآراء عدد من زواره. يتألف المركز من خمس طبقات على شكل مستويات متتالية، بأنماط دوران متصلة، ويضم خمسة معارض تفاعلية هي: تكريم الشيخ زايد، صحراء أبوظبي عبر الزمن، عالم أبوظبي الحي، أهل الصحراء، نظرة نحو المستقبل. بداية الرحلة كانت من قاعة تكريم الشيخ زايد، في الطابق الأول للمركز، وتضم القاعة أربع لوحات زجاجية متتالية تلخص علاقة الشيخ زايد بالصحراء، ورؤيته في الحفاظ على البيئة. ومن بين ما تعرضه هذه اللوحات كانت أهم المعلومات التي استوقفتنا، أن المحافظة على البيئة وحماية الطبيعة كانتا أولوية قصوى للمغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، ولهذا استحق لقب رجل البيئة في العام 2000، وحصل على 25 جائزة في مجال البيئة، كان آخرها جائزة الباندا الذهبية من الصندوق العالمي للبيئة بعد وفاته. محطتنا التالية كانت معرض صحراء أبوظبي عبر الزمن، والذي يضم أسرار وعجائب صحراء أبوظبي، وأول ما لفت نظرنا في هذه القاعة مجسم مصغر لجبل حفيت، يسمح لمشاهديه بالتعرف إلى عالم خفي من الكهوف والفجوات والحيوانات التي تعيش فيه. أيضاً نشاهد في هذا المجسم بعض التكوينات الصخرية، التي تكشف عن الوقت الذي تدفقت فيه المياه بغزارة فوق الأراضي التي كانت أكثر خضرة في الماضي البعيد. بعد ذلك شاهدنا أقسام المعرض الأخرى، وأحدها يضم نماذج لأهم خمس صخور في تاريخ أبوظبي، والتغيرات التي طرأت عليها منذ 500 مليون سنة إلى وقتنا الحالي. وآخر عن الحيوانات التي عاشت في مدينة أبوظبي قبل 130 ألف سنة، إلى يومنا هذا، وتأثير المناخ والبيئة فيها، ومدى تأقلمها معهما، والحيوانات التي انقرضت لأنها لم تستطع التعايش مع متغيرات البيئة وتحدياتها. وهناك كذلك قسم للأحافير، كان من أهم ما شاهدنا فيه ناب كبير، طوله متران ونصف المتر، لفيل رباعي الأنياب المنقرض، الذي عثر عليه في منطقة الرويس في أبوظبي. إضافة إلى أحافير لحيوانات أخرى مثل فرس النهر والظبي. كما يضم المعرض قاعة تعليمية لتنظيم ورش عمل، وأنشطة خاصة بالمناهج الدراسية والبحثية. انتقلنا بعدها إلى معرض عالم أبوظبي الحي، الذي يعرض التنوع البيئي في دولة الإمارات وتحديداً في مدينتي أبوظبي والعين، والمناطق الغربية من الدولة، باستخدام عدة وسائط تفسيرية تتضمن نماذج من بيئات الإمارات، ومعارض تفاعلية سمعية وبصرية، ومنحوتات ونماذج متقنة، ورسومات جرافيكية، ومسرحاً تصويرياً. ويضم المعرض أقساماً تبرز التنوع البيئي والبيولوجي في دولة الإمارات، منها قسم المحميات الذي يعرض فيه نموذج المها العربي والطيور المهاجرة، التي نجحت الإمارات في إكثارها وحمايتها من خطر الانقراض. وقسم لعرض الآليات التي كان يستخدمها الخبراء في إجراء بحوثهم البيئية. ومن أجمل أقسام هذا المعرض أحد أجنحته، الذي يبرز تنوع البيئات على ساحل أبوظبي والحيوانات التي تعيش فيها، وقسم الحيوانات الليلية، ونموذج لشجرة الغاف التي ترتبط بعلاقة خاصة مع إنسان الإمارات وأرضه وتاريخه. واستكمالاً لرحلتنا في استكشاف آفاق عالم صحراء أبوظبي، توجهنا إلى معرض أهل الصحراء، الذي يتكون من ثلاثة أقسام تجسد بيئات دولة الإمارات، هي: الواحات، الساحل، الصحراء، ويعرض كل من هذه الأقسام نماذج للحيوانات والنباتات التي عاشت في هذه البيئات، موضحاً كيف استطاعت التكيف معها. وفي قمة مبنى مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء، كان معرض نظرة نحو المستقبل يبسط أجنحته ليكتشف زواره مفهوم الاستدامة، ورؤية قيادة الدولة لها، وتجربتها في تطبيق معاييرها، عبر عرض أبرز المشروعات الخاصة بهذا المفهوم، ومنها تجربة مدينة مصدر، وخطة العين 2030. كما سلط المعرض الضوء على دور الأفراد في الحفاظ على البيئة، عارضاً بعض الأفكار والابتكارات الفردية، التي تؤكد أن الاستدامة تتطلب مشاركة وتفاعل جميع أفراد المجتمع، وأن القرارات التي يتخذها الفرد في حياته اليومية لا تقل أهمية عن القرارات التي يتخذها كبار المسؤولين، لمواجهة التحديات البيئية. أساليب جذابة زينب حسين، التي كانت تتجول بين مختلف المعارض التي يضمها المركز، برفقة أبنائها الثلاثة وأختها، قالت لنا: أكثر ما لفت انتباهي الأساليب الجذابة، والتكنولوجيا المستخدمة في تعريف الزوار بعالم الصحراء، وبيئات الدولة والحيوانات والنباتات التي عاشت فيها، وتحديداً المعارض التفاعلية السمعية والبصرية والمنحوتات والرسومات، التي جعلت من رحلة استكشاف عالم الصحراء أكثر متعة وفائدة. أما مؤيد أحمد، طالب من محبي البيئة، فقد وجد ضالته في هذا المكان، وهذا ما أكده لنا بالقول: لدي اهتمام كبير بعلوم البيئة وعالم الحيوان والنبات، وأحب القراءة عن هذا العالم، وزيارة الأماكن التي تساعدني في الاقتراب أكثر منه، ولهذا سعدت كثيراً بافتتاح مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء، وما زاد من سعادتي أنه يقع في مدينة العين، لأتمكن من زيارته في الوقت الذي يناسبني. وأضاف: أعتقد أن الكثيرين مثلي سعدوا بهذا الإنجاز، الذي قدم لهم كل ما يتعلق بعالم الصحراء في أبوظبي. عزة الكعبي التي زارت المركز بصحبة ابنها، تحدثت عن انطباعاتها بخصوص المكان: استمتعت كثيراً بزيارة معارض وأجنحة المركز التي صممت بمهارة عالية، وأبهرتني التقنيات المستخدمة فيها، واكتشفت خلال رحلتي في عالم صحراء أبوظبي، التي قمت بها مع ابني الذي يبلغ من العمر تسع سنوات، أن أرضنا غنية بالتنوع البيئي وبالكثير من أشكال الحياة الخفية، والروائع والعجائب التي نجهلها. وأضافت: رغم حبنا لأرضنا وبيئتنا، إلا أننا للأسف مقصرون في التعرف إليها، من أجل الحفاظ عليها لنا وللأجيال المقبلة. اللآلئ الخمس مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء هو أول مشروع حكومي يحظى بأعلى درجات التقييم في مجال التطوير المستدام، وأول مبنى في دولة الإمارات يحصل على تصنيف اللآلئ الخمس في نظام الاستدامة، وهو أعلى تصنيف في هذا النظام، وللحصول عليه يجب تطبيق ثمانية معايير بيئية، تتعلق بالمواد المستخدمة في المشروع، والكفاءة في استخدام مصادر الطاقة والمياه، وإمكانية التعايش في بيئة المبنى الداخلية والخارجية، ومراعاة الأنظمة الطبيعية، والابتكار، والالتزام ببرنامج التطوير المتكامل. كما حصل المركز على شهادة البلاتينيوم الأعلى، وفق معايير LEED، وهي شهادة التصنيف الدولية التي تقيّم تصميم وبناء وتشغيل المباني الخضراء عالية الأداء، في المجالات التالية: الموقع المستدام، وكفاءة استخدام المياه والطاقة والجو المحيط والمواد والمصادر، وجودة البيئة الداخلية، والابتكار والتصميم. مرافق وأنشطة يضم مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء مكتبة تحتوي على الكثير من عناوين الكتب والمجلات البيئية المتخصصة، ومقهى وثلاث مسارح. ويقدم المركز عرضاً حياً يقوم فيه المرشد السياحي بعرض نماذج من الأشياء التي كان يستخدمها الأجداد في الماضي كما يعرض المركز فيلم رؤية الصحراء العربية عن صحراء دولة الإمارات والتنوع البيولوجي فيها، كما يقدم أنشطة تعليمية تدعم المناهج الدراسية، وتتوفر جولات تعريفية للزوار يقوم بها المرشدون السياحيون الإماراتيون باللغتين العربية والإنجليزية. ويفتح المركز أبوابه من السبت إلى الجمعة، من الساعة 4.30 حتى 7 مساء، في فصل الصيف، ومن الساعة 9 صباحاً - 8 مساء، في فصل الشتاء.

مشاركة :