غبار «الكسارات» يغطي «روابي» الدمام

  • 8/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تزايدت خلال الآونة الاخيرة معاناة أهالي وسكان حي «روابي» في الدمام من الغبار والاتربة الناتجة عن أعمال الحفر والتكسير في منطقة قريبة من المنازل تحتل مساحة كبيرة في نطاق مأهول بالسكان وقريب من البيوت ما أدى الى تغطية المنازل بالاتربة. حفر وتكسير أوضح أهالي الحي لـ «اليوم» أن العمال يقومون بالحفر والتكسير والتفتيت في المنطقة منذ اكثر من سنة بشكل مستمر وفي النهاية تصفية الأحجار والحصي المستخدمة في أعمال البناء وينتج عن ذلك تطاير الأتربة والأحجار الصغيرة إلى البيوت المجاورة ودخول كمية من الأتربة الكثيفة إلى المنازل ما يضاعف حجم المشكلة ويسبب التلوث البيئي وكثيرا من المشاكل الصحية في عملية التنفس والالتهابات والاسهام بشكل سريع في تدهور حالة المريض الذي يعاني ضيقا في التنفس أو الربو أو الحساسية من الأطفال وكبار السن، وأشاروا إلى أن تبعات ما تخلفه منطقة العمل بعد التكسير والتصفية ورفع الأتربة تؤرق نومهم وتقلق تفكيرهم خاصة مع الكميات الهائلة التي تدخل بيوتنا وتغطي واجهات المنازل وتعلو الفناء الخارجي وأسطح المنازل والسيارات، اضافة لازعاج المعدات أثناء العمل والتلوث البيئي الذي تسببه. مرفق تعليمي ورغم محاولات سكان الحي فعل كل ما بوسعهم لإيقاف دخول الأتربة إلى منازلهم، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل للوصول إلى حل نهائي مع العمال وبعد ذلك قاموا بالتواصل مع أمانة الشرقية للنظر في شكاواهم، وفي بداية الأمر تعاونت معهم وأكدت استعدادها لإيقاف العمل في المنطقة، لكنها عادت وأوضحت أنها في الوقت الراهن لا تملك نقالات لحمل الكسارات والمعدات من الموقع، علما بأنه بناء على الاعتماد الرسمي للمشروع، فان الأرض التي عليها معدات العمل مرفق تعليمي، مؤكدين انه اذا كان صاحب العمل يحمل تصريحا رسميا من الجهات المسؤولة عن العمل بالمنطقة فإنهم سيقدمون التضحية ويقدرون الموقف في سبيل المنفعة العامة. بيوت متضررة قال بعض السكان: إن اصحاب البيوت المتضررة من منطقة العمل اصبحوا لا يخرجون إلا في الحالات الضرورية مثل الذهاب الى العمل أو لغرض هام، بينما لا يمكنهم الجلوس في فناء المنزل الخارجي أو أمامه اطلاقا وهو ما يعكر عليهم تحركاتهم اليومية الطبيعية التي تغيرت بشكل تام منذ بداية العمل في هذه المنطقة والتي لم تنته حتى الآن. كميات هائلة وارجع المواطن ابراهيم العبدالكريم سبب تطاير الأتربة بكميات هائلة داخل المنازل الى قيام عمال بمنطقة قريبة من البيوت بجلب حصى بأحجام كبيرة متنوعة وتكسيرها وتفتيتها والمرحلة الأخيرة تصفيتها في نفس الموقع وجراء مراحل العمل هذه نصبح نحن الضحايا الذين نستقبل تلك الأتربة في منازلنا التي لها تأثير كبير في مضاعفة حالات مرضى الربو وضيق التنفس لدى الأطفال وكبار السن، مؤكدا أن منزل والدته يقع بجانب منزله المقابل لموقع العمل وهي كبيرة في السن ولا تتحمل مواجهة هذه الكميات من الأتربة والغبار نظرا لظروفها الصحية، اضافة لازعاج صوت المعدات والكسارات للسكان خلال ساعات العمل، مبينا ان كل من في الحي لا يعلم متى ينتهي العمل في هذه المنطقة المأهولة بالسكان، واضاف انه اذا كان صاحب العمل يملك تصريحا رسميا صادرا من الجهات المعنية مخصصا لهذا النوع من الاستخدام والعمل خاصة ان الأرض تابعة لمرفق تعليمي، فلا نملك سوى تقديم التضحية والتقدير لما يشمل ذلك المصلحة العامة، اما اذا كان خلاف ذلك، فنطالب وندعو لإزالتها فورا لما تشكله من ضرر وازعاج لسكان الحي. أجواء رملية وقال المواطن فهد الجبر: « يوميا نعيش في أجواء رملية ولا أعتقد أننا نستطيع تحمل المزيد فكميات الأتربة التي تغزو المنازل هائلة ولا يخفى على أي متضرر تبعاتها على المستويين الصحي والبيئي. وأكد الجبر أن الغبار أثار الحساسية لدى أبنائه وألحق الضرر بهم، موضحا أنه لا يستطيع الخروج والبقاء في فنائه الخارجي بعض الوقت بسبب التراب المتراكم على ساحة الفناء خشية الاصابة بالحساسية والالتهابات أو تعرض أبنائه للأذى، مشيرا لقيامه بصيانة أجهزة التكييف في منزله أكثر من اللازم ويتفقد منقيات الهواء باستمرار لمنع دخول الأتربة عن طريق جهاز التكييف أو تعرضه للعطل. مصدر قلق وذكر الجبر أن منزل والده يقع بجانب منزله قرب منطقة العمل ويتضرر أيضا من الأتربة التي باتت مصدر قلق وأشغلت تفكير كل من يقع منزله قرب مصدر الأتربة، مؤكدا أنه حاول الوصول إلى حل حاسم مع العمال المسؤولين عن انتشار الأتربة والغبار نتيجة التكسير وتصفية الاحجار وتفتيتها لكن بلا جدوى، وفي كل مرة يتحدث مع العمال يقطعون عهدا على انفسهم بأنهم سينتهون من العمل خلال شهر ونحن على هذا الوضع منذ سنة، وبعد ذلك تواصلت مع امانة الشرقية للنظر فيما يشكو منه سكان الحي، وفي بداية الأمر ابدت تعاونها وأكدت استعدادها لإيقاف العمل في المنطقة، لكنها أوضحت أنها في الوقت الراهن لا تملك نقالات لحمل الكسارات والمعدات من الموقع، وفي المقابل بادر عدد من سكان الحي من جانبهم الى تأمين النقالات المناسبة ودفع تكاليفها على نفقتهم الشخصية لابعاد تلك المعدات عن منازلهم، لكن حتى الان لم يتخذ أي اجراء في ازالتها. واشار الى معاناة السكان من الازعاج الذي تسببه معدات العمل وانتشار دخانها وعوادمها وتسرب زيوتها وتلويثها البيئة، وتحويل المنطقة إلى ورشة بعد انتهاء ساعات العمل نتيجة وقوفها بصورة عشوائية ما يشوه المنظر العام. أمانة الشرقية:احالة الملاحظة للجهات المختصة «اليوم» تواصلت مع أمانة المنطقة الشرقية للرد على شكاوى أهالى حي روابي الدمام، من عمل المعدات والكسارات وانتشار الأتربة بالقرب من المنازل السكنية والتي تعود على السكان بأضرار صحية وبيئية، وأكدت الأمانة أنه ستتم إحالة الملاحظة للجهات المختصة، ثم الرد على ما ورد في الاستفسار، ولم تتلق «اليوم» رداً حتى مثولها للطبع. رئيس جمعية أصدقاء البيئة: الأطفال وكبار السن ضحايا التلوث البيئي أوضح رئيس جمعية أصدقاء البيئة بالدمام المهندس طلال الرشيد أن تكسير الأحجار والكتل الخرسانية وتفتيتها بالقرب من التجمع السكاني لابد أن يؤدي إلى تناثر وتطاير الأتربة وبقايا تلك المواد إلى داخل المنازل القريبة منها، وبالتالي ينجم عن ذلك عدة إشكاليات تقف على قمتها مشكلتان رئيسيتان وهما الصحية والبيئية، وأكد الرشيد أنه لاريب أن يتأثر سكان الحي بهذا العمل وبشكل خاص يقع ضحيتهالأطفال وكبار السن لصعوبة مواجهة التلوث البيئي الذي يحيط بهم كما يصاحب تلك المراحل من التفتيت والتصفية غبار وأتربة وجزئيات دقيقة تحدث ضررا صحيا كبيرا على السكان إضافة إلى الضوضاء الصاخبة والتلوث السمعي الصادر من تلك المعدات والكسارات. ونوه الرشيد بأهمية دور الجهات المختصة والمسئولة والمرتبطة أيضاً في التخلص من أعباء التلوثات البيئية والأضرار الصحية وأن تحرص على إقامة حملات توعوية تحد من التهاون واللامبالاة إلى جانب أن التعريف بالأنظمة والقوانين ومقابلها من العقوبات والغرامات التي تطال المتهاونين في انتشار وتفشي التلوث، كما يجب وقوف الجهات المعنية على آلية منظمة للتخلص وازالة الملوثات البيئية وتحديداً من الأحياء السكنية مع ضرورة فرض عقوبات تلزم الجميع بالمحافظة على البيئة باعتبارها جزءا مهما من حياة الانسان وتسمو إلى الارتقاء بالمجتمع. المعدات تواصل تلويث البيئة وازعاج السكان

مشاركة :