سجلت تكلفة الليلة الواحدة في الفنادق المحلية ارتفاعاً عن نظيرتها في أوروبا، بفارق يراوح بين 605 و1870 ريالا أي بمتوسط 1200 ريال، بحسب متعاملين في القطاع الفندقي، مرجعين ذلك إلی أسباب عدة، منها قلة عدد الفنادق إجمالا في المملكة، ولا سيما فنادق الخمس نجوم. وقال لـ "الاقتصادية" عبدالمحسن القحطاني؛ عضو مجالس الأعمال في مجلس الغرف السعودية، إن ارتفاع أسعار الفنادق محلياً أعلى منها عالمياً يرجع إلى التفاوت بين العرض والطلب، مؤكدا الحاجة لزيادة عدد الفنادق في المملكة. وأضاف، "إن قلة المنافسة والإشغال المرتفع، يدفعان ملاك الفنادق إلى عدم الاكتراث بخفض الأسعار أو تقديم عروض ومميزات، أو تحسين الخدمات المقدمة للنزلاء، التي يعد مستواها ضعيفا وأقل من المأمول مقارنة بالفنادق في خارج المملكة، عاداً نقص عدد الفنادق يضطر نزلاءها إلى القبول بأي سعر. ولفت إلى أن فنادق الخمس نجوم قليلة جداً في المملكة، وحتى الفنادق الموجودة منها لا تقدم لنزلائها خدمات ترقى إلى هذا المستوى، إذ لا تقدم لهم سوى وجبة الإفطار، رغم الأجرة المرتفعة التي تتقاضاها. ونوه باهتمام الفنادق المحلية بالمعايير العالمية من ناحية المساحة وجمالية البناء مقارنة بالفنادق في دول أخرى، إلا أن عددها قليل جداً وخدماتها ضعيفة للغاية. وأشار القحطاني إلى أن نحو خمسة فنادق بدأت العمل في مدينة جدة، وهو ما سيلعب دوراً في رفع مستوى المنافسة عبر زيادة الخيارات المتاحة لزوار المدينة، مبيناً أن الفنادق ستتنافس في تقديم الخدمات لجذب النزلاء الذين تعددت أمامهم الخيارات، مبينا أن زيادة الخيارات المتاحة أمام الزوار ستضطر الفنادق إلى تغيير سياستها وخفض أسعارها وزيادة خدماتها والارتقاء بجودتها. وأفاد القحطاني بأنه لا توجد صعوبة في استخراج التراخيص، طالما التزم المستثمر بالشروط حسب كل نجمة، والمساحات المطلوبة والخدمات كذلك. من جهته، قال محمد المعجل، رئيس اللجنة السياحية في غرفة الرياض: "إن ارتفاع تكلفة الفنادق المحلية عن نظيرتها في أوروبا بفارق يراوح بين 605 و1870 ريال، يرجع إلى أن المسافرين إلى الخارج يختارون الحجز عبر حزم خدمية، إضافة إلی أن عدد الفنادق في الوجهات السياحية للمسافرين من المملكة يعد أعلى مما هو موجود في المملكة بكثير". وبين المعجل أن السوق الفندقية تنافسية، وترتفع المنافسة كل ما زاد عدد الفنادق والمنتجعات، وهو ما يهوي بالأسعار ويرتقي بالخدمات لجذب الزوار، مضيفاً: "عدد الفنادق قليل جداً في المملكة، وتفتقر إلى تنويع الخدمات المقدمة، ومنها قائمة الطعام التي لا تتغير، بينما في قوائم الطعام في الفنادق الخارجية تتنوع بين قائمة طعام صيفية وأخرى شتوية، وقائمة طعام عضوي. وأشار إلى أنه لا يوجد في الرياض سوى منتجع واحد وآخر جديد تم افتتاحه قريباً، وغالبية مدن المملكة فيها فنادق وتخلو من المنتجعات، والمتوافر من المنتجعات قليل جداً، وقال: "إن تكلفة إقامة المنتجعات مرتفعة، وتتطلب دعماً حكومياً حتى تكون مجزية للمستثمرين". وزاد: "من الممكن أن يكون لدينا منتجعات على جبل أو طبيعة أو بحر، وتتوافر فيها إطلالة جميلة، وأماكن إيواء جيدة، وهو ما نفتقده في السعودية، لذا لا بد من دعم المستثمرين مالياً بتملك الأراضي، وفرض اشتراطات معينة، منها على سبيل المثال ألا يقل حجم المشروع عن 300 غرفة وبأسعار جيدة. من جهته، قال ماجد، سيف مدير إدارة سياحية: "إن أسعار الفنادق والمنتجعات في الخارج جيدة وتنافسية، كما أن الفنادق تتسابق علی تقديم وتنويع الخدمات، بين ملاعب جولف ومنتجعات صحية، وأخرى مطلة علی الشاطئ، أو تحتوي على منتجع جبلي، كما تضيف بعض الفنادق "الجاكوزي" لنزلائها، وكذلك المسابح الكبيرة، وتتنافس مطاعمها من حيث الجودة والتنوع والأسلوب الفريد، وتحرص علی تلبية متطلبات أكثر الأذواق من حيث قائمة الطعام، وتغييرها باستمرار سواء بحذف أو إضافة وجبات جديدة، وتقدم أيضاً قوائم خاصة بالأطفال".
مشاركة :