يبدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند غداً زيارة دولة لواشنطن بدعوة من الرئيس باراك أوباما. وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية متابعة للزيارة إن الرئيسين سيبحثان ملفات عدة من بينها سورية وإيران ولبنان. وأضافت أن الرئيس الفرنسي سيبلغ لنظيره الأميركي أن القضية السورية تحتاج إلى تعزيز التأييد السياسي لمسار جنيف، كما سيتطرقان إلى أي حد سيستمر مسار جنيف من دون أي نتيجة نهائية. فالجانب الأميركي، بحسب المصادر الفرنسية، غير مقتنع بأن جنيف سيؤدي إلى نتيجة نهائية، ولكن ليس لديه خيار سياسي آخر حالياً. وبالنسبة إلى الشق الإنساني لمسار جنيف ترى المصادر أن هناك مجالاً للتوجه إلى مجلس الأمن تأييداً للمعارضة السورية وللشعب على الأرض لإظهار حسن نيات الأسرة الدولية. ولكن، تضيف المصادر، سيواجه ذلك فيتو روسي، وبشار الأسد سيبقي على أدنى الجهود لتنفيذ الإجراءات الإنسانية المطلوبة منه، وسيطرح هولاند الحاجة أيضاً للتحرك على صعيد تنفيذ النظام المطلوب منه بالنسبة إلى تدمير السلاح الكيماوي بشكل كامل. والرسالة الأساسية التي سيحملها هولاند لأوباما حول الموضوع أن هناك حاجة لتنسيق دولي لتأييد المعارضة السورية على الصعد كافة وخصوصاً في مسألة مكافحة الإرهاب. وكانت سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة سمانتا باور أكدت خلال زيارتها باريس الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة لن تشرك بشار الأسد في قضية مكافحة الإرهاب المتزايد في سورية وأن النظرتين الفرنسية والأميركية متطابقتان لجهة أنه ينبغي مكافحة الإرهاب المتطرف المتزايد في سورية، ولكن هذا لا يعني أنه يمكن بشار الأسد أن يكون شريكاً مفيداً في مكافحة الإرهاب. إلا أن هنالك انطباعاً دولياً بأن أوباما يبقى غير منخرط بما يكفي على هذا الصعيد. أما في الموضوع الإيراني فهناك تطابق بين باريس وواشنطن حول الملف النووي وخريطة طريقه وتنفيذ الاتفاق النهائي من الجانب الإيراني. وعن زيارة وفد من الشركات الفرنسية إيران وانتقاد وزير الخارجية الأميركي ذلك قالت المصادر إنها مبادرة من جمعية أرباب العمل الفرنسية. ولكن الرسالة الفرنسية أن ليس هناك علاقات اقتصادية مع إيران قبل رفع العقوبات الأوروبية بعد انتهاء مدة الاتفاق المرحلي التي هي ستة أشهر وأن المصارف الفرنسية والقطاعات الاقتصادية الفرنسية الحساسة ليست في وضع العودة حالياً إلى إيران قبل رفع العقوبات والشركات تعرف ذلك ولكن على الأميركيين أن ينظروا أيضاً إلى أن الشركة الأساسية الصاعدة اليوم في إيران هي شيفروليه الأميركية. وعلى صعيد الملف اللبناني سيتطرق هولاند إلى الموضوع وهناك تطابق في الموقفين حول تعزيز الجيش اللبناني وتأكيد قراري مجلس الأمن 1559 و1701 وسياسة النأي عن الصراع السوري. وسيبحث الجانب الفرنسي مع الجانب الأميركي تقدير مدى هامش التحرك لديهما والى أي حد بإمكانهما إشراك الإيرانيين في خطة تحمي لبنان لتشكيل الحكومة وإجراء انتخابات رئاسية في ظروف طبيعية. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عقد اجتماعاً مع نظيره الإيراني في ميونيخ كما التقاه جون كيري وهناك قضيتان منفصلتان مع إيران: المسألة النووية والسياسة الإقليمية إذ ترفض واشنطن وباريس أن يكون لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف توكيل سياسي أو تأثير، لا على سورية ولا لبنان. وكان هولاند التقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان في تونس يوم الجمعة لمناقشة موضوع تسليح الجيش اللبناني والوضع في لبنان. وقالت المصادر إن تسلم الجيش اللبناني السلاح الفرنسي في إطار الاتفاق الفرنسي السعودي هو مسألة معقدة في غياب حكومة، ولكن سليمان أكد أن تشكيل الحكومة سيتم. وتبحث باريس في عقد مؤتمر في ٥ آذار (مارس) لدعم لبنان بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، ولكن هناك احتمالين في حال تم تشكيل حكومة لبنانية. فبالإمكان عقد اجتماع بمساهمة شركاء أساسيين لدعم لبنان واتخاذ إجراءات عملية إزاء موضوع اللاجئين والجيش ومساعدة اقتصادية أما إذا لم يتم تشكيل حكومة فلا يمكن عقد مثل هذا الاجتماع لأنه لن يكون هناك شريك لبناني لتأكيد هذه الإجراءات. فإذا لم يتم تشكيل حكومة سيكون اجتماع على نمط ما تم في نيويورك في أيلول (سبتمبر) للدول الداعمة للبنان. والرئيس سليمان سيحضر في الحالين ولكن في الوقت الحاضر لم يتم بعد اعتماد الصيغة الرسمية النهائية. وأعطى الرئيس سليمان لهولاند الانطباع بأن مسألة تشكيل الحكومة ستحل بسرعة فهو يحتاج إلى وزير دفاع إذا أراد تنفيذ الاتفاق اللبناني السعودي الفرنسي.
مشاركة :