كيب تاون: «الشرق الأوسط» تمتلك أفريقيا 12 في المائة من احتياطيات النفط في العالم و40 في المائة من ذهب العالم وما يصل إلى 90 في المائة من بلاتين وكروم العالم، وفقا لمفوضية الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا. وأظهرت بيانات صندوق النقد الدولي أن هناك سبعة اقتصادات لدول أفريقية تقع جنوب الصحراء الكبرى هي من بين الاقتصادات العشرة الأسرع نموا على مستوى العالم، هذا في الوقت الذي لا تزال فيه أوروبا والولايات المتحدة تحاولان التعافي من الأزمة المالية. وفي مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، تحدث الخبير الاقتصادي الأميركي ديفيد هيل عن الاتجاهات الاقتصادية الرئيسية في أفريقيا. وفي سؤال عما إذا كان مستقبل أفريقيا يبدو ورديا بالنسبة لهيل، قال الخبير الاقتصادي: «هناك قدر كبير من التفاؤل بشأن إمكانات النمو الاقتصادي في أفريقيا»، مضيفا أن الأرقام التي تمثل معدل النمو والتي تتراوح ما بين خمسة إلى عشرة في المائة تمثل تغييرا كبيرا عن العقود الثلاثة الماضية. غير أن المشكلة تكمن في أن القارة لا تزال فقيرة. فأفريقيا تمتلك 12 في المائة من سكان العالم لكنها لا تمتلك سوى 2 في المائة فقط من الدخل العالمي. وحول ما إذا كانت جنوب أفريقيا ستظل «بوابة» أفريقيا كما كان يطلق عليها في أحيان كثيرة، قال هيل: «غرب أفريقيا يتقدم ويتخطى جنوب القارة، ومثال رئيس على ذلك نيجيريا التي لديها معدل نمو كبير فيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالي. ومن المقرر أن تصبح جنوب أفريقيا القوة الاقتصادية الثانية في أفريقيا هذا العام بعد نيجيريا. وعن تفسيره لذلك، قال هيل إن نيجيريا استقبلت استثمارات ضخمة بعد أن خصخصت الكهرباء، ويمكن أن يعزز هذا من معدل نموها الحالي البالغ 6 في المائة ليصل إلى 10 في المائة. وأضاف أنه بحلول عام 2020، فإنه يتوقع أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي لنيجيريا بنسبة 50 في المائة، عن الناتج المحلي الإجمالي لجنوب أفريقيا،.. نيجيريا تمثل المستقبل وجنوب أفريقيا تمثل الماضي. وعن أهم الدول الأفريقية الواعدة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، قال هيل: «بوركينا فاسو تبدو جيدة لأنها فتحت سياسات التعدين لديها وخفضت الضرائب لجذب المستثمرين الأجانب، أما موزمبيق فشرعت في عملية نمو دائم طويل المدى وذلك بسبب احتياطياتها المكتشفة حديثا من الغاز والفحم وخام الحديد». وأضاف أن التطورات الكبيرة الحادثة في شرق أفريقيا تتركز حول الاكتشافات الخاصة بالنفط والغاز الطبيعي، وهذا يعني أن كينيا وأوغندا وتنزانيا ستصبح دول موارد، في حين أنه كان من المعتاد النظر إليها على أنها بلدان زراعية وسياحية. وحول إمكانية زيادة الاستثمارات الأجنبية في أفريقيا، قال هيل إن الصين والهند وإندونيسيا تستثمر بكثافة في أفريقيا، مضيفا أنه لا يزال هناك دور لرأس المال الأوروبي. وأشار إلى أن هناك دولة واحدة غالبا ما يتم التغاضي عنها وهي تركيا، فقد ارتفع حجم التجارة التركية الأفريقية من ثمانية مليارات دولار قبل خمس سنوات ليصل إلى 26 مليار دولار حاليا.
مشاركة :