ألقت الكاتبة الدكتورة نوال السعداوي حجرا جديدا في مياه المجتمع المصري، بعد تصريحاتها الأخيرة حول قتل الفتيات في صعيد مصر بسبب غشاء البكارة، وطلبها بحرية الجنس للمرأة، خلال ملتقى مكتبة مصر الجديدة، ما أثارت حالة من غضب من البعض، والمطالبة بغلق مركز "نوال السعداوي للفكر والإبداع". قالت الدكتورة نوال السعداوي، إن الهجوم عليها يأتي ممن وصفتهم بـ"تجار الدين"، وأنها لا تنزعج من هذا الهجوم، وتلقي هذا الهجوم وراء ظهرها، ووصفت الهجوم عليها بأنه مجرد فقاعات، ولا تتابع المحطات الفضائية وبرامجها، لأنها "غابة كبيرة"، بحسب تصريحاتها لـCNN بالعربية. وجاء حوارها كالتالي: ما تعليقك على الهجوم الذي شنه البعض عليك مؤخرا؟ لم أتابع كل ما يقال عني، ولا أعرف أين كان هذا الهجوم. الهجوم حدث في بعض المحطات الفضائية؟ لا أتابع المحطات الفضائية وبرامج الـ "توك شو"، فهذه غابة كبيرة، ولا أعرف من هاجمني. هاجمك على سبيل المثال المحامي نبيه الوحش؟ هل يغيب تاريخه عن أحد؟ وهل هناك من يستمع له أو يعلق على ما يقوله؟ هذه فقاعات من مثل هؤلاء، ولا ألتفت إليهم، لدي 61 مؤلفا، وأعيد نشرهم عدة مرات، ولدي بحوث في الأدب والعلم، وأريد أن يناقشني أحد في شغلي، لكن هؤلاء الناس يتاجرون بالدين. كيف تتعاملين مع مثل هذا الهجوم؟ أترك كل هذا وراء ظهري، عمري الآن 81 عاما، ولدي 61 كتابا ومؤلفا، بعضهم ترجم إلى 40 لغة، ورشحت لجائزة نوبل 3 مرات، وعندي جوائز من العالم في العلم، ودكتوراة فخرية في الأدب، ومشغولة بعملي، وغير معقول أن أرد على ناس في القنوات الفضائية. هؤلاء لا يهاجمونني أنا فقط، بل يهاجمون كل شخص يفكر، خاصة عندما يخاطب العقل وجوهر الأخلاق الحميدة، وهؤلاء لهم مصالح معروفة، ومن يريد الحكم على شغلي يحضر ندواتي الشهرية التي يحضرها الشباب. ملتقى "نوال السعداوي للفكر والإبداع"، عمل ثورة في البلد والبلدان العربية، ومؤكد أن هذا يضايق هؤلاء، لأنهم لا يريدون أحدا له تأثير بين الشباب، ويحاولوا إيقافه. ما تفسيرك للهجوم الدائم عليك في كل مرة تتحدثي فيها؟ لأن لي تأثير، وهناك آخرون لا يهاجمون على الإطلاق، وقد تعودت على مثل هذا الهجوم منذ أيام الرئيس الراحل أنور السادات، وحتى في أيام الهزيمة في الستينيات، ولكنه كان هجوما مختلفا، وازدادت وتيرة الهجوم من أيام السادات، وحسني مبارك، واشتد أكثر في هذه الفترة، وأريد أن يدلني أحد على اسم نال الهجوم الذي حدث علي، فلا يحدث هجوم على كاتب ليس له تأثيرا، ولكن عندما يكون الكاتب أو الكاتبة له تأثير جماهيري يتعرض للهجوم. يوجد كتاب يعيشون في بروج عاجية، لا يقرأ لهم 3 أو 4 أشخاص، ولكن كتبي تنشر ويعاد نشرها، وتأثير هذه الكتب على الشباب والشابات كبير، وغيرت حياتهم، هذا ما يزعج هؤلاء المأجورين. وما أسباب هجوم هؤلاء عليك؟ هؤلاء مهمتهم تحجيب العقل، وعندما نرفع شعار رفع الحجاب عن العقل ينزعجوا، وهذا أمر طبيعي. هل تري أن المجتمع يتدهور؟ الحياة تسير في اتجاهات عديدة، وليست خطا مستقيما، فهي متشعبة. هل تشعري بالإحباط من جراء الهجوم الدائم عليك؟ على الإطلاق، أنا متفائلة دائما، وحصلت على جائزة التفاؤل من إسبانا مؤخرا، والأمل والتفاؤل وراء إطالة عمري، وكل شيء سلبي أحوله إلى إيجابي، فتجربة سجني حولتها إلى تجربة إيجابية، كما أن الهجوم علي يتحول إلى أمر إيجابي، لأن هذا الهجوم ينال الشخص صاحب التأثير. كل الرواد والرائدات في العالم هوجموا ورجموا أو حبسوا في السجون أو حتى قتلوا، ولست مختلفة عنهم، ولا أحبط من الهجوم لأنه يثبت أني مؤثرة أكثر، ولا أعرف لماذا تخاف الناس من الهجوم.
مشاركة :