«الإنسان قبل العمران».. نهج الإمارات منذ قيام اتحادها

  • 8/18/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انتهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مبدأ الإنسان قبل العمران منذ قيام دولة الاتحاد في الثاني من شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1971، بينما يواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، النهج نفسه مؤكداً أن المواطن أولاً وثانياً وثالثاً. وتمضي رحلة التنمية والنهضة الشاملة في دولة الإمارات، حيث يشكل المواطن قلب أولوياتها ويمثل الهدف الرئيسي من منظومة التطوير المستمرة في ظل حكومة مسؤولة تعي واجباتها وتنفذها بكل مرونة ومصداقية بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومنذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه أخذت الدولة على عاتقها توفير أرقى مستويات الرخاء والرفاهية والعيش الكريم للمواطنين وفي ذلك قال المؤسس رحمه الله: إن الإنسان هو أساس أية عملية حضارية.. واهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر. وأضاف أنه مهما أقمنا من مبان ومنشآت ومدارس ومستشفيات ومددنا من جسور وأقمنا من زينات، فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه وغير قادر على الاستمرار، إن روح كل ذلك الإنسان القادر بفكره القادر بفنه وإمكاناته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها. وعلى النهج نفسه استمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حيث حدد سموه بشكل قاطع المقاصد والغايات بقوله: إننا اليوم على يقين أن إطلاق الاستراتيجيات وتطوير التشريعات وإنشاء المصانع وتعبيد الطرقات وتأسيس الجامعات - على أولويتها وأهميتها وضرورتها - ليست غاية في حد ذاتها ولا هي مقصد في نفسها.. فالغاية هي بناء القدرة الوطنية والمقصد هو إطلاق الطاقة البشرية المواطنة وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع والمنافسة. وأضاف سموه أن الإنسان هو الثروة الحقيقية للأمم وهو أساس نهضة الدول وقد كان الحرص منذ نشأة الدولة على إنماء هذه الثروة بالاستثمار الواعي في أصولها الفتية تنشئة وتعليماً وتدريباً ورعاية وإعداداً لجيل مبادر كامل الولاء عميق الانتماء مشارك في إدارة مجتمعه محافظ على تراث أهله. وحدد سموه صورة المستقبل الذي يريده لوطنه ومواطنيه فقال إن المستقبل الذي نتطلع له ليس مجرد أمانٍ وتطلعات.. إنه جملة ممارسات متقدمة غايتها: وطن آمن وتنمية هادفة ووسائلها: تعليم نوعي عالي المستوى وخدمات راقية وسكن ملائم وتأمين صحي شامل وبيئة مستدامة ومؤسسات تقيم العدل وتوفر الأمن ونظم تنمي أصول المجتمع وتزيد من طاقاته وتحسن جودة مخرجاته وممارسات تصون الهوية وتعلي من شأن التعليم الفني والمهني وتعطي المعرفة دورها الحقيقي في المجتمع. وتعي حكومة الإمارات مسؤولياتها وواجباتها تجاه مواطنيها من منطلق أن الشغل الشاغل لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله هو إسعاد المواطنين وتحقيق الرفاهية لهم وتوفير الحياة الكريمة لأبنائهم وأسرهم.. كما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وأضاف صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أنه مهما انهمكت البشرية وانهمكنا معها في بناء وتعمير الأبراج والعمارات.. فإن قيادة دولة الإمارات تنهمك أكثر في بناء الإنسان وإسعاده وحفظ حقوقه وكرامته الإنسانية. وتؤمن حكومة الإمارات في سعيها نحو سعادة الإنسان الإماراتي بأن سعادة الفرد هي البداية لمجتمع مستقر. وأعرب سموه عن قناعة الحكومة بأنه: لا يعمر الأوطان ويشيد الأمجاد إلا شعوب يملأ نفوسها الرضا والسعادة وسعادة الفرد هي البداية لمجتمع مستقر مطمئن ومنتج، ولذلك بدأت المنظمات الدولية المعنية بالتنمية مراجعة المقاييس الحقيقية التي تقيس بها نجاح الحكومات لتركز بشكل متزايد على قياس مشاعر الرضا والسعادة التي تتمتع بها الشعوب كمدخل أساسي لتحقيق تنمية مستدامة. وشدد سموه على المضي في هذه المبادئ.. فقال نحن ماضون في خدمة أوطاننا وتحقيق السعادة لأبنائنا واستثمار كل ما نملكه من أجل بناء إنسان هذا الوطن.. الإنسان القادر القوي صاحب المهارات والقادر على تحقيق النجاحات.. مؤكداً سموه أن القيادة دائماً في خدمة الناس وليست سلطة على الناس. الأمر نفسه.. أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حينما قال إن واجبنا في هذه الحياة خدمة الناس وتحقيق تطلعاتهم. وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. أن المواطن سيظل أولوية في سياسة ورؤية الدولة للمستقبل وسيظل الرهان ثابتاً في الاستثمار في المواطن.. مشيراً إلى أن القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين والتعليم والصحة والخدمات العامة حظيت بالنصيب الأكبر في الميزانية الاتحادية 2016. وأوضح سموه أن فلسفة التنمية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.. تجعل من المواطن الإماراتي صانعاً للتنمية وهدفها الأول في الوقت نفسه. وحث سموه على مضاعفة العمل والجهد خلال المرحلة المقبلة والبناء على ما تحقق من إنجازات من أجل خدمة مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة وتحقيق رفاهية المواطنين وسعادتهم باعتباره الهدف الأهم والغاية الأسمى وعلى أن يبقى الوطن والمواطن هما العنوان الأبرز والأولوية الرئيسية لكل الخطط والاستراتيجيات. وشدد سموه على أن أبناء الإمارات هم أساس الوطن وعماده وثروته وليس النفط.. مؤكداً أنه ستكون استثماراتنا فيهم فهم الاستثمار الحقيقي الدائم ويجب تهيئة أرض الواقع لهم وأرض الواقع هي العمل. وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. أن الدولة سخرت جميع الإمكانات والطاقات من أجل أبنائها المواطنين.. مضيفاً إن هؤلاء هم أبناؤنا وإن أمنهم ومعيشتهم واستقرارهم أمانة في أعناقنا. وقال أنا على يقين بأن العمود الفقري لهذه الدولة هم أبناؤنا ودورنا هو كيف نستطيع أن نجعلهم قادرين على الإنتاج وخدمة وطنهم. في موازاة ذلك يرى المراقبون أن هذا النهج وتلك المبادئ والجهود خلقت جيلاً كاملاً من المواطنين الأكفاء القادرين على تحمل المسؤولية ومواجهة تحديات المستقبل وخوض غمار التنمية المستدامة وحماية المقدرات والمكتسبات. ويرصد هؤلاء العلاقة الفريدة بين أبناء الوطن وقيادته التي أثمرت حباً بحب وجميلاً بعرفان وثقة كاملة ومتبادلة..شهدت بها المؤشرات والتقارير العالمية، حيث تبوأت الدولة المركز الأول عالمياً في ثقة الشعب بالحكومة والثقة في الاقتصاد، وحصدت المركز الأول عالمياً أيضاً في قدرة الحكومة على تحفيز الابتكار. في غضون ذلك احتلت الدولة المرتبة الأولى عربياً في مجال تقديم الرفاه إلى مواطنيها بحسب مؤشر التقدم الاجتماعي لعام 2016 الذي تعده مؤسسة سوشيال بروغرس إمبيراتف الأمريكية، فيما صعد الشعب الإماراتي إلى صدارة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كأسعد شعوب العالم ضمن مؤشر السعادة العالمي لعام 2016 متقدماً على شعوب فرنسا واليابان وإسبانيا. وتصدرت دولة الإمارات قائمة أفضل الجوازات العربية في الوطن العربي، بينما جاءت في المرتبة ال29 على مستوى العالم، حيث يتيح جواز السفر الإماراتي لحامله دخول 122 دولة دون تأشيرة. كما حققت الدولة المرتبة الأولى إقليمياً وال30 عالمياً من حيث مؤشر التنمية البشرية.. فيما حلت بالمرتبة الأولى على قائمة الدول المفضلة للشباب العربي للعيش والإقامة. وتربعت على قائمة الدول العربية التي شملها أحدث إصدار لمقياس الرخاء العالمي الصادر عن معهد ليجاتوم البريطاني.. فيما أظهر التقرير تبوؤها المركز الأول إقليمياً في كل من محور الأمن والأمان الذي يشمل كل المؤشرات التي تتعلق بأمن وسلامة المواطن والمجتمع. ولا يخفى على متابع أن السبب في تصدر الدولة لهذه المؤشرات يكمن في تحقيقها نموذجاً مختلفاً ومتفرداً في التنمية، حيث تعمل جميع القطاعات وفق رؤية واحدة ووفق أولويات وطنية واضحة في الوقت الذي صدر فيه 33 مؤشراً دولياً لكفاءة الأداء الحكومي. واليوم يأخذ أبناء زايد بالتنمية منحى جديداً ويذهبون بعيداً في مساراتها إلى حد الكواكب واستكشاف المريخ وإطلاق مسبار الأمل.. هاجسهم الأكبر: هذا ما كان يحبه زايد ليثبتوا للجميع أنهم على قدر الرهان ولعل ذلك السبب في قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عندما خاطب فريق عمل المريخ: لو رآكم زايد لدمعت عيناه. (وام)

مشاركة :