نجح فريق الجراحات الميكروسكوبية التكميلية بمستشفى السعودي الألماني بجدة، في نقل رأس عظمة الشظيه مشتملاً على مركز النمو، وذلك لإعادة بناء مفصل الحوض لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات إثر تعرضها لالتهاب ميكروبي قبل سنتين، مما أدي إلى تآكل رأس عظمة الفخذ وكذلك مركز النمو العلوي لعظمة الفخذ. وكانت الطفلة قد تعرضت لالتهاب ميكروبي حاد وخراج بمفصل الحوض، وتم إدخالها لوحدة الرعاية المركزة لمدة أسبوعين، حيث أجريت على إثرها عملية لتصريف الصديد بالمفصل وتنظيفه. وأوضح فريق العظام، أنه وبعد خروج المريضة من المستشفى وبالمتابعة وجد أنها تعاني من صعوبة بالغة في المشي تقارب الاستحالة، مشيرًا إلى أنه وبعمل الاشعات والفحوصات اللازمة، وجد أن رأس عظمة الفخذ قد تآكلت بالكامل، وكذلك مركز النمو العلوي لعظمة الفخذ. وقد أجري للطفلة عدة عمليات لمحاولة تعويض رأس عظمة الفخذ عن طريق الشق الطولي ونقل جزئي لمدور عظمة الفخذ، ولكن بات جميع المحاولات بالفشل. وبين فريق العظام أنه وعندما عرضت الحالة على فريق وحدة الجراحات الميكروسكوبية التكميلية بمستشفى السعودي الألماني في جدة، وبعد استكمال الفحوصات تقرر إجراء جراحة ميكروسكوبية لنقل رأس عظمة الشظية ممدودة بالشرايين والأوردة ومشتملة على مركز النمو العلوي لعظمة الشظية، مبينًا أن هذا النوع من الجراحة يعد فريدًا من نوعه والأول في المملكة بل والخليج العربي، كما أن مثل هذه الحالات تعد من أصعب الحالات إِذ يواجه فريق الأطباء مشكلتين أساسيتين، الأولى سطح المفصل الغضروفي المتآكل الذي يعوضه المفصل الصناعي الذي لا يمكن اللجوء إليه في مثل هذه السن، وكذلك تعويض مركز النمو الأعلى لعظمة الفخذ والمسؤول عن نمو الطرف السفلي بنسبة نحو 20 في المائة. وأوضح الفريق أنه بالفعل تم تنويم وتجهيز المريضة، حيث تم نقل رأس عظمة الشظية من نفس الطرف مشتملة على السطح الغضروفي وكذلك مركز النمو الأعلي لعظمة الشظية وبهذا تم التعامل مع المشكلتين في جلسة واحدة. وأشار فريق العظام إلى أنهم عملوا على توصيل الشرايين والأوردة المغذية لرأس عظمة الشظية، وذلك باستخدام الميكروسكوب الجراحي لإعادة التروية للعظمة المنقولة، مبينين أن العملية الجراحية استغرقت 10 ساعات فيما تم متابعة المريضة بالعناية المركزة لمدة 3 أيام وبعدها لمدة أسبوع بالمستشفى لأخذ العلاجات المناسبة ومضادات التجلط اللازمة، مشيرين إلى أن المريضة قد خرجت بحالة جيدة، وتابعها فريق العظام لحين استقرار العظمة المنقولة في مكانها وبداية تغلظ عظمة الشظية وتحور السطح الغضروفي للمفصل وإعادة تشكيله ليماثل شكل وتكوين رأس عظمة الفخذ. وأكَّد فريق العظام، أن إدخال مثل هذا النوع من الجراحات يعد إنجازًا كبيرًا لإجراء عملية معقدة وصعبة وفريدة في المنطقة العربية، وكذلك خدمة مميزة للمرضى لمساعدتهم لمواجهة مثل هذه الحالات الصعبة، لافتين إلى أن مثل هذه الجراحات لا يكتب لها النجاح إلا من خلال فريق طبي متكامل، مع أعلى مستوى من التدريب والخبرة سواء الجراحين أو أطباء التخدير أو العناية المركزة.
مشاركة :