«المجلس الإماراتي لكتب اليافعين» يحصّن الطفل العربي ثقافياً واجتماعياً

  • 8/18/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في ضوء بروز ثقافة الطفل كأحد أهم عوامل النمو المعرفي الذي يؤسس لقيام جيل متفتح فكرياً، وقادر على بناء جسور من التواصل الثقافي مع المحيط العربي والإقليمي والعالمي، أطلقت إمارة الشارقة جائزة «إتصالات» لكتاب الطفل، التي ينظمها سنوياً المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، برعاية شركة الإمارات للإتصالات في عام 2009، بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس الرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين. ولم تكتفِ الجائزة بتحفيز صناعة محتوى متميز ومنافس في مجال أدب الطفل وثقافته، وإنما هدفت إلى إستشراف المستقبل الثقافي للطفل العربي في ضوء المتغيّرات الثقافية الكبرى التي يمر بها العالم، وتحديات بناء الهوية الفكرية التي حرصت أن تبنى على أسس سليمة تنطلق من الجذور، في اتجاه مستقبل مشرق وزاهر يقود الحراك الثقافي العربي للطفل واليافع نحو العالمية، ويعزز نموه وانتشاره، ولفت أنظار العالم تجاه إهتماماته وقضاياه. توضح مروة العقروبي رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، لـ «الحياة» أن «الثقافة العربية تمتلك رصيداً كبيراً من أدب الطفل وثقافته، لكنها تحتاج إلى سد الفجوة الحاصلة بين أدب الماضي والحاضر، فلكل عصر ظروفه ومستجداته، وبالتالي متطلباته المفروضة وإهتماماته. فما يهم الطفل الآن، في ضوء الثورة التقنية ووسائل التواصل الإجتماعي، غير ما كان عليه قبل 10 سنوات، فضلاً عن أبعد من هذه الفترة بكثير. لذا كانت الحاجة قائمة على إستخلاص أدب جديد للطفل، ينطلق من المقومات الفكرية للأدب والثقافة العربية الأصيلين، وينسجم مع متغيّرات العصر وظروفه ومستجداته، وهذا ما نحرص على تحقيقه لمواكبة الإهتمام الدولي المتصاعد بأدب الطفل وثقافته. من خلال جائزة إتصالات لكتاب الطفل حققنا إنجازات كبيرة في هذا المجال». وتشير العقروبي إلى «تحديات واجهتنا، أبرزها: تفاوت الثقافات بين الأعمال المترجمة التي تصور واقعاً أجنبياً، والواقع الذي يعيشه الطفل واليافع محلياً وعربياً، وقد تم تجاوز هذه العقبة بإنتاج كتب وروايات تنسجم مع البيئة العربية لقيت قبولاً كبيراً. ونحن في طريقنا لتحقيق نتائج أكبر في ضوء خططنا الموضوعة، وسنواكب كل جديد ومفيد في تقديم كل ما يغني ثقافة الطفل العربي كماً ونوعاً، وفي مقدوره بناء جسور التواصل مع الثقافات الأخرى». إنطلق المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ليعزز أسس ثقافة الطفل العربي للحاق بالحراك الثقافي العالمي على هذا الصعيد ضمن خطط تأخذ في الإعتبار تعزيز الهوية، وبناء شخصية الطفل الثقافية. وينظّم فعاليات ومبادرات عدة وفق أربعة مبادئ هي: تقوية الصلات بين الطفل والكتاب، منح العاملين في صناعة كتاب الطفل من مؤلفين ورسامين ودور نشر إمكانات التواصل وتبادل الخبرات وعقد التعاونات فيما بينهم، نشر ثقافة التفاهم والحوار، وتقديم الدعم والتدريب للعاملين في مجال كتب الأطفال. وبناء عليه، أطلقت جائزة «اتصالات» لكتاب الطفل، التي ينظمها المجلس سنوياً لضمان تحقيق هذه الأهداف التي بشرت بإنجازات كبيرة تحققت على امتداد الدورات السبع الماضية، إضافة لما ستسفر عنه الدورة الثامنة من نجاحات متوقعة. وتعدد العقروبي الإنجازات التي حققتها الجائزة، وأبرزها «وضع معايير دقيقة حددت ملامح العمل المستقبلي ضمن أطر واضحة ترفع من أداء المعنيين بالقطاع، وترتقي بها نحو مستويات أفضل، حتى نافست بعض الكتب مثيلاتها في المحافل الثقافية العالمية، واستقطبت مشاركات من قبل دور النشر التابعة للجاليات العربية في العالم». وتضيف: «ولعلّ أبرز إنجاز هو تحفيز دور النشر المحلية والعربية على تخصيص حصة مهمة من مطبوعاتها السنوية لأدب الطفل واليافعين العرب، والإرتقاء في مخاطبته بما ينسجم مع عالمه وواقعه، ما أدى إلى ظهور كتب عالية الجودة، وأكدّ أن الثقافة العربية منتجة دائماً، وتستمر في صناعة أعمال إبداعية للأطفال واليافعين». وتحكم الأعمال المرشّحة للجائزة معايير تندرج ضمن 17 شرطاً أهمها ألا يكون الكتاب قد سبق له الفوز بأية جائزة أخرى، وأن يكون عملاً أصيلاً، إذ تُستبعد الأعمال المترجمة والمقتبسة، مع ضرورة مراعاة أن الجائزة تشمل كتب الأطفال الخاصة بالفئة العمرية منذ الولادة وحتى سن الـ12 عاماً، وكتب اليافعين للفئة العمرية بين 13 و18 سنة. وهناك خمس فئات للجائزة هي: كتاب العام للطفل، كتاب العام لليافعين، أفضل نص، أفضل رسوم، وأفضل إخراج. وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة مليون درهم إماراتي. وتقوّم المشاركات لجنة تحكيم مستقلة مؤلّفة ﻣن خمسة أعضاء ذوي خبرة عالية ﻣن الناشرين والمؤلفين والنقاد والرسامين خبراء التحكيم لا تكشف أسماؤهم إلا بعد إختتام حفلة توزيع الجوائز في تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام ضماناً لأقصى درجات النزاهة والموضوعية، وهي تختار اللائحة الأولية والنهائية من الكتب المرشحة إضافة الى الكتب الفائزة، مع الأخذ في الإعتبار مراعاة التوازن ما بين الشكل اﻟﻌﺎم للكتاب والمحتوى والجوانب الفنية من حيث الرسوم واﻹﺧراج. وتنظّم ورش عمل لصقل مهارات الجيل الصاعد في الكتابة، والرسم، بهدف إكتشاف مواهب ورعايتها في هذا المجال، وذلك ضمن برنامج «ورشة» الذي يتبع جائزة «إتصالات»، الذي يفرض على المشاركين فيه والمستفيدين من منحه وورشه التدريبية من الموهوبين في الكتابة والرسم، أن يكونوا قد شاركوا في الجائزة وقدموا أعمالاً لم تتأهل للفوز. كما يوفّر البرنامج فرصاً للمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الأدبية العالمية. وقد أمّن خلال نيسان (أبريل) الماضي لمجموعة من الرسامين العرب، المشاركة في مقهى الرسامين الذي يٌعد أبرز فعاليات الحوار الإبداعي الفعّال بين رسامي كتب الأطفال حول العالم، والذي نظّم على هامش فعاليات الدورة الـ53 من معرض بولونيا لكتاب الطفل. وتعتبر هذه البادرة جزءاً من إلتزام الجائزة برعاية صناعة كتاب الطفل في المنطقة وتطويرها، وتفسح المجال أمام المشاركين المختارين تكوين علاقات مع رسامين عالميين واختصاصيين.

مشاركة :