فتحت الأمم المتحدة تحقيقاً عاجلاً في اتهامات وجِهت الى بعثتها في جنوب السودان بتجاهل مناشدات تلقتها لإنقاذ مدنيين في جوبا أثناء اعتداء شنه جنود تابعون للحكومة ارتكبوا خلاله انتهاكات جسيمة من بينها أعمال اغتصاب جماعي. وأتت الاستجابة من الأمم المتحدة بعد إنذار صارم وجهته الولايات المتحدة الى حكومة جنوب السودان، وكذلك إلى بعثة الأمم المتحدة في البلاد «أنميس»، على خلفية الاعتداء الذي شنه جنود جنوب سودانيون على فندق تيراين في جوبا في 11 تموز (يوليو) الماضي، وكان بين ضحاياه مواطنون أميركيون. وطلبت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنثا باور في بيان حازم من الأمم المتحدة اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة رداً على التقارير التي اتهمت قوات حفظ السلام الدولية في جوبا بتجاهل مناشدات المساعدة التي تلقوها من ضحايا الاعتداء. وسارع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء أول من أمس، إلى الإعلان عن أنه قرر «فتح تحقيق خاص ومستقل» لكشف ملابسات الحادث الذي وقع في مجمّع تيراين في جوبا في 11 تموز، وأدى الى مقتل شخص واغتصاب وجرح مدنيين بوحشية من جانب جنود بلباس رسمي». وقال إنه «بسبب جسامة هذه الحوادث والادعاءات ونتائج التحقيق الأولي، فإنه قرر إطلاق تحقيق خاص مستقل لتحديد الظروف المحيطة بهذه الحوادث ولتقويم رد بعثة الأمم المتحدة عليها في شكل عام». وأعرب عن شجبه لأعمال العنف التي ارتكبتها الجبهة الشعبية لتحرير السودان والقوات المعارضة في جوبا من 8 الى 11 تموز حيث قُتل مدنيون كثر وجنديَان من قوات حفظ السلام الدولية. وحضّ بان حكومة جنوب السودان على التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان هذه ومحاكمة المتورطين فيها. وأعرب عن «القلق حيال الادعاءات بأن أنميس لم ترد في شكل مناسب لتجنب هذه الانتهاكات». وكانت باور شجب بقوة في بيان التقارير عن حصول أعمال عنف واغتصاب بحق المدنيين بمن فيهم عمال إغاثة وصحافيون من جانب جنود جنوب سودانيين في مجمع تيراين في جوبا الشهر الماضي. واعتبرت أن الاعتداء على مَن يعمل على مساعدة شعب جنوب السودان «هو اعتداء ضد الإنسانية»، مشددةً على أن كل المدنيين الأبرياء يستحقون الحماية. وأعربت عن الشجب في شكل خاص «لاستهداف المهاجمين عمداً أولئك الذين أتوا الى جنوب السودان رغم الأخطار على سلامتهم الشخصية لمساعدة البلاد وشعبها». وقالت إن «حكومة جنوب السودان، خلال النزاع المستمر منذ 3 سنوات، سمحت بارتكاب الجرائم والعنف الجنسي تحت الحصانة، وهذا يجب أن يتوقف». وأكدت أن «قادة جنوب السودان يجب أن يحققوا في هذه الحادثة وأن يخضعوا مرتكبيها للمحاسبة». وأضافت أن السفارة الأميركية في جوبا تدخلت وأجرت اتصالات عاجلة مع الحكومة التي أرسلت قوة لوقف الاعتداء. ووجهت باور نقداً الى بعثة الأمم المتحدة في المجمع إذ قالت إن البعثة «إما أنها لم تكن قادرة على وقف الاعتداء أو أنها لم تكن راغبة بالرد على المناشدات بالمساعدة». واعتبرت أن هذه الحادثة «تؤكد الحاجة إلى وجود قوي وسريع وفاعل لقوات حفظ سلام دولية في جوبا لتجنب وقوع مثل هذه الجرائم ضد المدنيين واستمرار التدهور في العاصمة».
مشاركة :