أكدت الهند استعدادها لإرسال وفد الى باكستان لمناقشة ما تسميه «»الإرهاب العابر للحدود من باكستان»، وذلك وسط توتر متزايد في إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، والذي أسفر أمس عن مقتل جنديين وشرطي هنود وجرح ثلاثة آخرين في مكمن نصِب لقافلتهم لدى عبورها منطقة بارامولا التي تبعد نحو 60 كيلومتراً من غرب مدينة سريناغار. وتتنقل قوافل الجيش الهندي بالمنطقة ليلاً في الأسابيع الأخيرة من اجل تجنب مواجهة محتجين، علماً أن أكثر من 60 شخصاً قضوا في أعمال عنف تعصف بكشمير منذ 8 تموز (يوليو)، حين قتِل برهان واني، أحد قادة المتمردين الانفصاليين في مواجهة مع قوات الأمن. وأمس، أعلنت مصادر أمنية وشهود أن القوات الهندية قتلت خمسة أشخاص وجرحت عشرين خلال احتجاجات في كشمير. وأعلن وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشناكار أنه مستعد لقبول دعوة من نظيره الباكستاني لمناقشة الوضع في كشمير. لكن حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم استبعد إمكان إجراء محادثات، في ظل الهجمات التي يشنها مسلحون تعتقد الهند بأن باكستان تدعمهم وتسلحهم لتنفيذ عمليات ضد قواتها في كشمير. وكانت الخارجية الباكستانية دعت الخارجية الهندية لمناقشة الوضع في كشمير، لكن الأخيرة أبدت استعدادها لمناقشة قضايا تعتبرها مهمة العلاقات بين البلدين ومستقبلها، من دون أن تدرج كشمير في برنامج الحوار. وانتقد حزب المؤتمر الهندي المعارض الحكومة وسياستها تجاه باكستان، وقال: تستطيع الحكومة في نيودلهي العمل ما بوسعها لضمان أمان واستقرار الهند، ولا ترضخ لمطالب من الخارج، في إشارة للحكومة الباكستانية، فيما قال محللون هنود إن الخروق المتكررة لوقف إطلاق النار لا تشجع على على قبول الهند أي دعوة للتفاوض مع باكستان. بدوره، وصف وزير الدفاع الهندي ذهاب، أي إرسال وفد من بلاده للتفاوض مع الباكستانيين «كالذهاب إلى الجحيم»، مكرراً اتهام باكستان بإرسال متسللين عبر الحدود وإرهابيين لقتال الجيش الهندي. على صعيد آخر، دخلت قوات الجيش الباكستاني مواقع لمسلحين في وادي تيراه بمنطقة خيبر القبلية المحاذية للحدود الأفغانية، وذلك ضمن عمليات بدأها الجيش منذ أيام للقضاء على المسلحين في المنطقة، بدعم كبير من سلاح الجو الباكستاني الذي واصل قصف المواقع المختلفة للمسلحين، وبتغطية نارية كثيفة من أسلحة المدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ التي طوقت المنطقة لمنع خروج المسلحين.
مشاركة :