قال تقرير لمنظمة العفو الدولية إنه توفي حوالي 18 ألف شخص في مراكز احتجاز لحكومة النظام السوري في الفترة من 2011 وحتى 2015». ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» اليوم ، الخميس، عن المنظمة الدولية (مقرها لندن) في تقرير لها، «أنها وثقت هذا العدد من خلال مقابلات مع 65 شخصا من الناجين من التعذيب، وقدموا وصفا للاعتداء المروع في السجون، ومراكز الاعتقال». وأصدرت المنظمة تقريرها بعنوان «إنه يكسر الإنسان» التعذيب، والمرض، والموت في السجون السورية»، مشيرة فيه إلى «أن أكثر من 17 ألفا، و773 شخصا لقوا مصرعهم أثناء الاحتجاز ما بين شهري مارس 2011، وديسمبر 2015 ما يعني أن هناك عشرة أشخاص ماتوا يوميا، أو أكثر من 300 شخص في الشهر». وذكرت المنظمة، في تقريرها: «أنه غالبا ما تعرض المعتقلون للضرب المبرح على يد الحراس فور وصولهم إلى السجن، ويسمى هذا الاعتداء بـ«حفلة ترحيب«، وبعد هذا تجري عملية «التفتيش الأمني»، ويتعرض خلالها السجناء «خاصة النساء للاغتصاب، والاعتداء من جانب الحراس». ويقول فيليب لوثر، مدير قسم الشرق الأوسط ، وشمال إفريقيا في المنظمة: «طوال عقود استخدمت قوات الحكومة السورية التعذيب كوسيلة لسحق الخصوم..اليوم التعذيب جزء من هجوم منظم، وواسع ضد أي شخص يشتبه في معارضته الحكومة من المدنيين، ما يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية». ونقل التقرير عن معتقل سابق يدعى سامر قوله: «عاملونا كالحيوانات، أرادوا أن يكون الناس غير آدميين.. كنت أرى الدماء تسيل بغزارة كالنهر، لم أتخيل أبدا أن الإنسانية تصل إلى مثل هذا المستوى المتدني، لم يكن لديهم مشكلة في قتلنا هناك آنذاك». واستندت المنظمة في تقريرها إلى شهادات 65 ناجيا من التعذيب. وخصّت بالذكر سجن صيدنايا العسكري، أحد أكبر السجون السورية وأسوأها سمعة، فضلا عن الفروع الأمنية التي تشرف عليها أجهزة المخابرات. ونقلت عن ناجين من السجون قولهم إنهم "شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتجزوا في زنازين إلى جانب جثث المعتقلين". ولخص لوثر "الروايات المرعبة" التي يعيشها المعتقلون منذ لحظة توقيفهم بالقول "كثيرا ما تكون هذه الرحلة مميتة، حيث يكون المعتقل عرضةً للموت في كل مرحلة من مراحل الاحتجاز". "غرفة الموتى" وأول ما تحدث عنه المعتقلون الناجون هو ما يسمى "حفلة الترحيب" فور وصولهم إلى مركز الاحتجاز، وهي عبارة عن ضرب مبرح "بقضبان من السيلكون أو بقضبان معدنية أو بأسلاك كهربائية". ونقل التقرير عن سامر، وهو محام قبض عليه قرب مدينة حماة، "كانوا يعاملوننا كالحيوانات كنت أرى الدماء تسيل بغزارة كالنهر". وأضاف "لم تكن لديهم أي مشكلة في أن يقتلونا هناك آنذاك". وأثناء التحقيق معهم في فروع المخابرات وفق التقرير، يتعرض المعتقلون لشتى أنواع التعذيب، بينها الصعق بالصدمات الكهربائية ونزع أظافر الأيدي والأرجل والسلق بالمياه الساخنة. وروت بعض المعتقلات، بحسب التقرير، ما تعرضن له من اغتصاب واعتداء. ويعاني المعتقلون أيضا من "الاكتظاظ ونقص الطعام والرعاية الطبية" . وروى زياد (اسم مستعار) أحد المعتقلين سابقا في أحد فروع المخابرات العسكرية في دمشق، أن سبعة أشخاص توفوا خنقا في إحدى المرات حين توقفت أجهزة التهوية عن العمل. وقال "بدأوا يركلوننا ليروا من منا لا يزال على قيد الحياة، وطلبوا مني ومن الناجين ان نقف وعندئذ أدركت أنني كنت أنام بجوار سبع جثث". ويصف جلال، وهو معتقل سابق أيضا، الأمر بالقول "كان الأمر أشبه بالتواجد في غرفة الموتى". "الهدف هو الموت" وبعد فروع المخابرات، يواجه المعتقلون محاكمات سريعة "فادحة الجور" أمام المحاكم العسكرية، وفق العفو الدولية، قبل أن ينقلوا إلى السجون، وعلى رأسها سجن صيدنايا. ويقول عمر معتقل سابق في صيدنايا "في فرع المخابرات يكون الهدف من التعذيب والضرب إجبارنا على الاعتراف. أما في صيدنايا، فيبدو أن الهدف هو الموت". وروى سلام، وهو محام من حلب أمضى عامين في صيدنايا، كيف ضرب حراس السجن مدربا لرياضة كونغ فو حتى الموت، بعدما اكتشفوا أنه كان يدرب آخرين في الزنزانة. وفي رواية أخرى، قال عمر إنه في إحدى المرات "أجبر أحد الحراس اثنين من المعتقلين على خلع ملابسهما، وأمر أحدهما باغتصاب الآخر، وهدده بالموت إن لم يفعل". وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن تعذيب وحشي في السجون الحكومية في سوريا. وسبق لمنظمات حقوقية أن أكدت وجود "أدلة دامغة" على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. م.ب;
مشاركة :