أبو الغيط: الإرهاب أخطر ما يواجه المجتمع والعقيدة

  • 8/19/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم، القاهرة (وكالات) أكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الإرهاب يمثل أحد أخطر التحديات لتطور مجتمعاتنا ونمط حياتنا، وعقيدتنا السمحة، خاصة بعد أن استشرى خطرها عبر الفضاء الجغرافي العربي وما بعده، وتنوعت طباعها وصنوف مسمياتها، مشيرا إلى أن جميعها مصدرها وهدفها واحد، وهو العداء لاستقرار أوطاننا، والمساس بكل مصادر الحياة وتطورها. جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى العربي للإعلام والذي انطلق أمس في الخرطوم ، تحت عنوان «دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب»، والتي ألقاها نيابة عنه السفير أحمد بن حلى نائب الأمين العام. وخاطب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر نائب الرئيس السوداني ، بكري حسن صالح. وأشار أبوالغيط، إلى أن هذا الملتقى يشكل فرصة مهمة لتقديم توصيات عملية، تركز في المقام الأول، على التدابير والإجراءات المطلوبة، لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف والغلو. وحدد أبو الغيط 5 تدابير أساسية لتحقيق هذا الهدف، أولها، تعبئة المنظومة الإعلامية والفنون الإبداعية بتفريعاتها، والصحافة الورقية والإلكترونية، وشبكة التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة، من أجل محاربة الإرهاب فكريا، قبل مقارعته قضائيا وأمنيا، مؤكدا أن هذا البعد الإعلامي يتطلب الالتزام بالكلمة الأمينة والمسؤولية الأخلاقية، والوعي بالتأثيرات الاجتماعية والنفسية، في تناول الأحداث المتعلقة بالإرهاب، والحرص على عدم الوقوع في شرك الدعايات المضللة للتنظيمات الإرهابية. وأضاف، أن من الضروري في مثل هذه الندوات والفعاليات، البحث في وضع توصيات تركز على التدابير والإجراءات والأدوات والأساليب العملية، لتنفيذ المرجعيات التي تملكها الجامعة العربية، والمتمثلة في ترسانة من الاتفاقيات والقرارات، لاجتثاث آفة الإرهاب الهدامة التي أصبحت تهدد مقومات وأسس الدولة الوطنية، ونسيج المجتمع العربي والأمن الجماعي، وتعيق وتيرة تحقيق التنمية والحياة المستقرة لشعوبنا، وتصادر مستقبل شبابنا وأحلامه وطاقاته، للدفع به نحو الهدم والتخريب، بدلا من البناء وتحقيق النماء، علاوة على ما تحدثه من تشويه خطير لديننا الإسلامي الحنيف وقيمه السامية السمحة. وتابع «إن المواجهة الشاملة للإرهاب، تتطلب أيضا تجفيف المستنقعات الفكرية والمادية التي يتغذى على طحالبها، وذلك من خلال وضع الأزمات العربية المفتوحة والنزاعات المستفحلة، على طريق الحل السلمي والسياسي، وكذلك وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة والتكافل الاجتماعي، والوئام الوطني، وانتهاج الحكم الرشيد والنظام الديمقراطي، ومحاربة الفساد وكل مصادر الظلم والغبن، وتوفير فرص العمل وفتح أبواب الأمل أمام الشباب العربي، لتجنيبه الوقوع في سرك المحرضين على الإرهاب وتجار الدين». وأشار أبو الغيط، إلى ضرورة إصلاح المنظومة التعليمية والمناهج الدراسية، التي تمثل المصدر الأول بعد الأسرة، لتشكيل وعي ومعرفة الأطفال والشباب، مطالبا بالخروج بتوصيات لوضعها أمام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «إيسيسكو»، التي تشكل الذراع الثقافي والعلمي للجامعة العربية، وذلك لتبنيها والعمل على إنجازها، بالتعاون والتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية بالمناهج الدراسية وتكوين النشء. وشدد على تصحيح الخطاب الديني، من خلال تنقية التراث العربي، مما علق به من خرافات وأفكار مشوشة، تدعو للعنف والغلو والتشدد وتفسيرات مغلوطة، بشأن الجهاد والردة ووضع المرأة، والدعوة لا تغير بواسطة العنف والخروج عن قوانين المجتمع، داعيا إلى البحث عن القيم الوسطية والاعتدال والمساحات المشتركة بين الناس، بما يتلاءم مع روح العصر ومقتضيات الحياة، وذلك من خلال إبعاد الجهلة والمتطرفين عن المنابر، وكافة مراكز التأثير وتشكيل الرأي العام العربي.

مشاركة :