لم يجد المخلوع، علي عبدالله صالح، غير اللجوء إلى لغة التهديد، لإرغام أتباعه على حشد أكبر عدد من الموظفين والطلاب غدا، في ميدان السبعين بصنعاء، لإيهام العامة بشعبيته، وتأييد ما يسمى "المجلس السياسي" الذي شكّله أخيرا مع الحوثيين. وأشارت مصادر إلى أن تهديدات صالح لأتباعه وصلت حد القتل ووقف الرواتب. أنواع التهديد قتل غير المتعاونين وقف الرواتب الشهرية استبعاد من يفشل في الحشد فصل الموظفين كشف مصدر في صنعاء أن المخلوع علي صالح يعد العدة من أجل حشد أكبر تجمع شعبي في ميدان السبعين غدا، لإظهار التأييد لما يسمى بـ"المجلس السياسي"، الذي أعلنه الانقلابيون أخيرا، مشيرا إلى أن الحشد سيجمع مندوبين عن كل المحافظات، وأن المخلوع أنفق أموالا طائلة لأجل حشد أتباعه. وقال المصدر إن صالح وجَّه تهديدات إلى كل قيادات الحزب باستبعادهم خلال الفترة المقبلة إذا فشلوا في حشد الجماهير، وأكد لهم أن الذي يريد إثبات استحقاقه عضوية مجلس النواب في الانتخابات القادمة فإن عليه حشد الأتباع، وإلا سيتم تغييره. وأضاف المصدر أن المخلوع عقد عدة اجتماعات خلال الأسبوع الماضي، وكان غاضبا بشدة من عدم اكتمال النصاب في جلسة مجلس النواب، ووجه لأتباعه ألفاظا قاسية، وهددهم بقوله "سوف نتصرف عاجلا مع كل من يماطل أو يتأخر أو لا يتعاون معنا، ولن يكون أمامه من خيارات إلا المشاركة الفاعلة أو الموت". كما عقد اجتماعا خاصا مع الدائرة المقربة منه، ودعا لأن يكون هذا الحشد هو الأكبر، كما طالب برفع صوره بكثافة. إطلاق التهديدات لم يكتف المخلوع بتلك التأكيدات، بل عقد اجتماعا خاصا بعدد من المسؤولين بالجيش والقطاعات الحكومية، وهددهم بقطع مرتباتهم، إذا لم يشاركوا في الحشد، إضافة إلى تشكيل مجموعات مهمتها طلاب المدارس وجمعهم للمشاركة، بحيث تم تشكيل رؤساء مجموعات لإحضار الطلاب، ولتحقيق هذه الغاية قام المخلوع بتوفير باصات على حسابه الخاص لإحضار المشاركين. وكشف المصدر أن هناك عملية حضور وانصراف تتم من خلال الدوام اليومي، حيث ستبدأ كل إدارة تحضير موظفيها في الساعة السابعة صباحا، ومن ثم نقلهم بالباصات إلى ميدان التحرير، والتأكد من مشاركتهم بعد ذلك، بحيث تتم إعادتهم لمقرات عملهم مساء، ومن يتأخر عن الحضور أو العودة لمقر العمل سيكون عرضة للعقوبة، وقال المصدر إن المخلوع رصد مكافآت مالية كبيرة لكل من يحضر أكبر عدد من المشاركين، سواء من داخل صنعاء أو خارجها. ومضى المصدر قائلا إن أتباع المخلوع فور تلقيهم تلك التهديدات قاموا بالانتشار في الأحياء والحارات، وهددوا بدورهم السكان من مغبة التأخر عن حضور الحشد. التظاهر بالتأييد الشعبي قال المحلل السياسي ورئيس مركز مدار للدراسات الدكتور فضل الربيعي، إن المخلوع صالح لم تعد لديه إلا ورقة التظاهر بالتأييد الشعبي، لا سيما أن الوضع الحالي في المحافظات الشمالية يشجع مثل هذا الأسلوب. وصالح يريد من هذه الورقة التي ليست لها أي قيمة، أن يدلل على شعبيته، ويبحث فقط عن هالة إعلامية، وأضاف "صالح خلال 33 عاما من فترة حكمه، قام بعمليات اغتيال مخيفة للشعب والمسؤولين، ما جعله يعيد التجربة نفسها حتى بعد خلعه بالتهديد والقتل، ولذا يختار دائما مقربين من الضعفاء الذين يسقطون خوفا أمام توجيهاته، ومجلس النواب، عمليا منذ سنوات عدة انتهت صلاحياته القانونية والدستورية، ولذا لا توجد أي معيارية وطنية، وكل الحشود التي سيجمعها ستأتي تحت التهديد، والإغراء بالمال والقات، والمخلوع استغل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب حاليا". استغلال الأموال المنهوبة كشف وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري أن الذين سيشاركون في هذا الحشد هم إما بقية من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام، أو أشخاص تعرضوا لضغوط مشددة بوقف مرتباتهم أو ارتباطهم بمصالح مع المخلوع، ولي علاقات شخصية مع عدد كبير من عناصر المؤتمر الذين لا زالوا بالداخل، خاصة أعضاء مجلس النواب، وأكدوا أنهم ليسوا على قناعة بما يفعله صالح، لكنهم سيكونون في نظره من مؤيدي المقاومة الشعبية إذا لم ينساقوا مع مخططاته، وسينظر إليهم على أنهم "عملاء". لذلك يضطرون إلى مسايرته خوفا من بطشه. أكد وزير المالية السابق الدكتور صخر الوجيه أن المخلوع صالح يلفظ أنفاسه الأخيرة، لكنه يحاول الظهور بأن لديه شعبية، وحتى المجلس السياسي تم تشكيله بطريقة غير شرعية، وهو يحاول السعي إلى جمع أكبر عدد من اليمنيين في الحشد، ليقول إن الشعب متمسك به ويدعم عودته للحكم، ويستخدم في سبيل هذه الخرافات الأموال العامة، وينفق من المليارات التي نهبها من أموال الشعب، ويستغل أموال الفقراء لتنفيذ مخططاته الباطلة، وكل ذلك سينتهي إذا تم حسم الموقف بتسريع الجهد العسكري عن طريق الحكومة الشرعية. مشاركة إجبارية الحضور لمقر العمل صباحا تسجيل الحضور كتابيا ترحيل الموظفين لميدان السبعين الدخول من مداخل محددة المشاركة في الحشد الانصراف مساء بالحافلات نفسها
مشاركة :