مثقفون: عكاظ المستقبل ومشروع الحوار مع الشباب من أهم البرامج الإستراتيجية الوطنية

  • 8/19/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل في اللقاء الحواري المفتوح مع عدد من الشباب والشابات والذي أقيم بجامعة الطائف ضمن فعاليات سوق عكاظ بمشاركة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي ان قضايا الشباب يضعها في مقدمة اهدافه.. ما نتج عنه استحداث عكاظ المستقبل ومشروع الحوار مع الشباب الذي يعد من أهم البرامج الاستراتيجية التنموية لمنطقة مكة المكرمة (اليوم الثقافي) استطلعت اراء بعض المثقفين حول دور النهج الفكري المتجدد الذي يلعبه مهرجان سوق عكاظ في ترسيخ مبدأ ثقافة الحوار عبر استثمار هويّة السوق لتكون في طليعة قنوات التواصل الإيجابي لعرض تجارب الشباب الثقافية والعلمية. فخر واعتزاز بداية تحدث الدكتور محمد عريف رئيس اللجنة الثقافية بجامعة الملك عبد العزيز سابقا مشيدا بإنجازات ودعم المهرجان لتجارب الشباب الثقافية والعلمية واثر ذلك في التنمية الوطنية والحراك الثقافي الوطني قائلا: «سوق عكاظ اصبحت سوقا مفتوحة لكل الاراء وكل التوجهات التى لا تتعارض مع ثوابت هذه الامة كما اكد سمو الأمير خالد الفيصل مرارا وتكرارا فقد فتحت الافاق امام المسؤولين وعامة الناس وخاصة الشباب ليتحاوروا بحرية مطلقة وشفافية عالية وهذا ما اتضح حين التقى سمو الامير خالد ومعه وزير الثقافة والاعلام الدكتور عادل الطريفي مع شباب عكاظ في جامعة الطائف وكانت ندوة اكثر من رائعة وفتح المجال للشباب للحوار والسؤال كيفما شاءوا..ويتابع عريف: كان الشباب هم اكثر الفئات المهتم بها سمو الامير والدليل الحوار الذي دار بينه وبين احد الشباب الذي كان يحمل الهم الثقافي ويقول الشاب في حواره مع الامير (كأن المثقف السعودي تحاصره ظروف غير ملائمة كثيرا من الاحيان وكأن لقب مثقف اصبح سبة للمثقف. ورد عليه الامير بأن المثقف السعودي سيكون بخير وما يزال بخير وليست صفة المثقف سبة بل هي مدعاة للفخر والاعتزاز وتقبل العبارة بصدر رحب وشرح له بعض الامور المتصلة بالمسار الثقافي في المملكة وكان الجواب مقنعا وشافيا. صناع القرار وتحدث معالى الدكتور عبدالواحد الحميد عن الدور التواصلي والحواري لسوق عكاظ ودعمه للشباب قائلا: سوق عكاظ كان منذ العصر الجاهلي وحتى اندثاره عام 129 هـ يمارس دوراً تواصلياً بين مختلف قبائل العرب، فكان الشعراء والخُطباء والتجار وعموم الناس يحضرون إلى سوق عكاظ في موقعه قرب الطائف في توقيت محدد كل عام فيتبادلون الأخبار والاشعار والبضائع ثم يعودون إلى ديارهم يحملون معهم ما اشتروه من بضاعة ويذيعون بين الناس ما سمعوه من أخبار وأشعار وخُطب. ويكمل الحميد «وعندما تم إحياء سوق عكاظ مجدداً قبل عشر سنوات استأنف مسيرته ودوره في التواصل بين الشرائح المختلفة سواء من النخب الثقافية والاقتصادية أو بين عموم الناس المهتمين بما يقدمه من فعاليات. وقد استطاع سوق عكاظ في نسخته العصرية أن يستفيد مما توافر في هذا الزمان من تقنيات تواصلية جديدة فوظفها لتعزيز دوره الأساسي في تشجيع الحوار وتبادل الرؤى بين الناس بمختلف توجهاتهم واهتماماتهم، وقد لمس الجميع ذلك في حفل الافتتاح ثم في الندوات والأمسيات والعروض الفلكلورية والمعارض التشكيلية ومنصات الابتكار والريادة والفعاليات المختلفة التي حفل بها برنامج سوق عكاظ. كما يرى الحميد ان من أهم الفعاليات التي برز فيها الدور التواصلي والحواري لسوق عكاظ هذا العام لقاء الأمير خالد الفيصل وحواره مع الشباب، وكذلك ملتقى الريادة المعرفية الذي شارك فيه بعض الوزراء وكبار صناع القرار والخبراء المتخصصين في ريادة الأعمال، وغير ذلك من الفعاليات التي أفسحت مكاناً بارزاً للشباب لعرض تجاربهم على ضيوف سوق عكاظ الإبداعية المختلفة وتبادل الحوار والنقاش حول تلك التجارب. كما أن الحوارات واللقاءات الجانبية التي تمت بين المثقفين على هامش فعاليات السوق كانت بالغة الأهمية في تعزيز التواصل والتعارف وتجديد العلاقة بينهم. دمج لا فصل ويشارك الروائي يوسف المحميد برأيه قائلا «كما نعلم جميعا أن نسبة الشباب في المجتمع السعودي تزيد عن60 % بما يعني ان هذا المجتمع في مجمله مجتمع شاب هذا يعني اننا يجب ان نهتم بالثقافة او غيرها في جميع المجالات المختلفة بالشباب ولعل ما يشير الى هذه النقطة تحديدا رؤية المملكه 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 اذ كانت جميع الخطط التى في اغلب المجالات تركز بشكل او بآخر على الشباب بما في ذلك الثقافة في حينها.. وطالب المحيميد دمج الشباب مع الجيل السابق في الفعاليات الثقافية وليس فصلهم عنهم وتمنى من اللجنة الإشرافية مراجعة هذا الامر قائلا «قضينا سنوات طويله كنا نعتني بالاسماء البارزة والاسماء المكرسة سواء في مجالات الادب او الفنون او الثقافة بشكلها العام فأعتقد اننا في مرحلة يجب الاهتمام بالشباب ولعل سوق عكاظ من البداية كان يمنح جائزة للادباء الشباب هناك جائزة شاعر عكاظ وهي الجائزه الرئيسة وهناك جوائز اخرى للشباب ولكن ما لاحظته على البرنامج الثقافي لسوق عكاظ هذا العام والاعوام السابقة طرح اسماء في معظمها اسماء مكرسة في مجال الثقافة المختلفة واتمنى ان يمنحوا الشباب مجالا اوسع ليس بفصلهم عن هؤلاء بمعنى انه ليس من الضرورة ان نقيم ندوة او محاضرة للشباب وحدهم انما يجب ان يشاركهم هؤلاء كما يحدث في جميع انحاء العالم. حضور بارز فيما رأى الدكتور خالد عبدالله الغازي استاذ النقد في جامعة الامام محمد بن سعود أن دعم الشباب خطوة ناجحة ومضافة في رصيد المنجزات قائلا: تتضاعف القيمة حين يكون الحراك الثقافي الاقتصادي الوطني لأجل الشباب. لأن مجتمعنا مجتمع شبابي بامتياز، فثلثاه دون الثلاثين، وهي من أرفع النسب العالمية. وعليه فمن البدهي أن يفرض هذا الواقع -بمكاسبه وتحدياته- حضوره في كل جهد تنموي؛ استهدافا، وتنفيذا، وتمكينا»وفي هذا الصدد ينبغي للحراك الثقافي أن يسهم بدوره الواجب عليه في تفعيل المنابر الثقافية لإبراز رؤى الشباب الواعية، وحاجاتهم الملحة، وطموحاتهم المستحقة. تفعيلا ليس سقفه الأعلى مجرد الاستماع، بل المشاركة الجادة، التي تثمر بإبداعهم الذي يسقى بماء الثقة الصادقة بقدراتهم ولكي تستطيع المنابر الثقافية أن تحقق هذا الهدف بفعالية مستدامة فإن من المفترض أن يكون لمثقفي الشباب حضور بارز فيها، لا مشاركة فحسب، بل صناعة، وتخطيطا، وإدارة.

مشاركة :