كشفت منظمة العفو الدولية الخميس عن استشهاد اكثر من 17 الف معتقل خلال خمس سنوات في سجون نظام الأسد، أي بمعدل أكثر من 300 شخص شهريا، مقارنة مع «ثلاثة الى اربعة اشخاص في الشهر» خلال السنوات العشر التي سبقت العام 2011، عام بدء حركة الاحتجاجات السلمية ضد النظام. ورجحت المنظمة ان يكون عدد القتلى اكثر من ذلك، وتحدثت عن «روايات مرعبة» حول التعذيب الذي يتنوع بين السلق بالمياه الساخنة وصولا الى الضرب حتى الموت. في وقت أعلن فيه الوسيط الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا الخميس تعليق مهمة فريق المساعدات الإنسانية لسوريا بسبب عجزها عن إيصال المعونات إلى حلب. وكشف أن المساعدات الإنسانية لم تدخل المناطق المحاصرة في سوريا خلال شهر أغسطس ، وأوضح أن وقف القتال في حلب لـ48 ساعة سيكون موضوعا رئيسا أمام قوة مهام الأمم المتحدة. وشدد على أن روسيا وأمريكا تتشاركان القلق بشأن المدينة وتتطلعان لحل. فيما قتل العشرات في حلب وإدلب، نتيجة غارات شنتها طائرات روسية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون معارضون. في حين نشرت وزارة الدفاع الروسية امس لقطات فيديو لقاذفات تابعة لها منطلقة من قاعدة همدان الجوية في إيران. وقال المرصد إن 24 شخصا على الأقل بينهم 3 أطفال، قتلوا في غارات جوية على حيي الصاخور وطريق الباب ومخيم حندرات في المدينة، التي استهدفتها غارات روسية بقنابل عنقودية. فيما أفاد ناشطون بأن مقاتلي المعارضة استطاعوا دحر محاولات قوات النظام والميليشيات الموالية لها، لاستعادة الكلية الحربية جنوب حلب. من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية في تقرير حول التعذيب والموت في سجون النظام اصدرته الخميس بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسة (أ.ف.ب) ان 17723 سوريا استشهدوا اثناء احتجازهم بين مارس 2011 وديسمبر 2015، أي بمعدل أكثر من 300 شخص شهريا، مقارنة مع «ثلاثة الى اربعة اشخاص في الشهر» خلال السنوات العشر، التي سبقت العام 2011، عام بدء حركة الاحتجاج السلمية ضد النظام. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يوجد حاليا اكثر من مائتي الف شخص بين معتقل ومفقود في سجون النظام منذ 2011. وقال فيليب لوثر، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في المنظمة: «في الوقت الراهن يستخدم التعذيب في اطار حملة منظمة وواسعة النطاق ضد كل من يشتبه في معارضته للنظام من السكان المدنيين، وهو يعد بمثابة جريمة ضد الانسانية». واستندت المنظمة في تقريرها على شهادات 65 ناجيا من التعذيب. وخصّت بالذكر سجن صيدنايا العسكري، احد اكبر السجون السورية واسوأها سمعة، فضلا عن الفروع الامنية التي تشرف عليها اجهزة المخابرات. ونقلت عن ناجين من السجون قولهم انهم «شاهدوا سجناء يموتون في الحجز، وذكر آخرون أنهم احتجزوا في زنازين الى جانب جثث المعتقلين». ولخص لوثر «الروايات المرعبة» التي يعيشها المعتقلون منذ لحظة توقيفهم بالقول: «كثيرا ما تكون هذه الرحلة مميتة، حيث يكون المعتقل عرضة للموت في كل مرحلة من مراحل الاحتجاز». حفلات الترحيب واول ما تحدث عنه المعتقلون الناجون هو ما يسمى «حفلة الترحيب» فور وصولهم الى مركز الاحتجاز، وهي عبارة عن ضرب مبرح «بقضبان من السيلكون او بقضبان معدنية أو بأسلاك كهربائية». ونقل التقرير عن سامر، وهو محام قبض عليه قرب مدينة حماة، «كانوا يعاملوننا كالحيوانات، كنت أرى الدماء تسيل بغزارة كالنهر». واضاف «لم تكن لديهم أي مشكلة في أن يقتلوننا هناك آنذاك». واثناء التحقيق معهم في فروع المخابرات وفق التقرير، يتعرض المعتقلون لشتى انواع التعذيب، بينها الصعق بالصدمات الكهربائية ونزع أظافر الايدي والارجل والسلق بالمياه الساخنة. وروت بعض المعتقلات، بحسب التقرير، ما تعرضن له من اغتصاب واعتداء جنسي. ويعاني المعتقلون ايضا من «الاكتظاظ ونقص الطعام والرعاية الطبية». وروى زياد (اسم مستعار) احد المعتقلين سابقا في احد فروع المخابرات العسكرية في دمشق، ان سبعة اشخاص توفوا خنقا في احدى المرات حين توقفت اجهزة التهوية عن العمل. وقال «بدأوا يركلوننا ليروا من منا لا يزال على قيد الحياة، وطلبوا مني ومن الناجين ان نقف وعندئذ أدركت أنني كنت أنام بجوار سبع جثث». ويصف جلال، وهو معتقل سابق ايضا، الامر بالقول: «كان الأمر أشبه بالتواجد في غرفة الموتى». الهدف هو الموت وبعد فروع المخابرات، يواجه المعتقلون محاكمات سريعة «فادحة الجور» امام المحاكم العسكرية، وفق العفو الدولية، قبل ان ينقلوا الى السجون، وعلى رأسها سجن صيدنايا. ويقول عمر معتقل سابق في صيدنايا «في فرع المخابرات يكون الهدف من التعذيب والضرب إجبارنا على الاعتراف. أما في صيدنايا، فيبدو أن الهدف هو الموت». وروى سلام، وهو محام من حلب امضى عامين في صيدنايا، كيف ضرب حراس السجن مدربا لرياضة الكونغ فو حتى الموت، بعدما اكتشفوا أنه كان يدرب آخرين في الزنزانة. وفي رواية اخرى، قال عمر انه في احدى المرات «أجبر أحد الحراس اثنين من المعتقلين على خلع ملابسهما، وأمر أحدهما باغتصاب الآخر، وهدده بالموت إن لم يفعل». وهذه ليست المرة الاولى التي يكشف فيها عن تعذيب وحشي في سجون النظام بسوريا. وسبق لمنظمات حقوقية ان اكدت وجود «ادلة دامغة» على ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
مشاركة :