(مهذل) نقش في ذاكرة أمن الوطن!!

  • 8/19/2016
  • 00:00
  • 37
  • 0
  • 0
news-picture

أمست محافظة بيشة ليلة الأربعاء قبل الماضي آمنة مطمئنة كسائر لياليها الحالمة، لتستيقظ جارة الوادي فجرا على خبر جريمة اغتيال أحد رجال الأمن، جريمة بشعة هزت أركان المحافظة، بدأت تفاصيلها عندما ترصد لرجل الأمن العريف مهذل السلولي، وأثناء عودته لمنزله بعد ادائه صلاة الفجر، شاب عشريني داعشي من جنسية عربية، وكعادة الجبناء في كل زمان ومكان، يتجنبون المواجهة والإقدام، فقد باغت الداعشي رجل الأمن وهو مدبر، ودهسه بسيارته وكرر دهسه، ثم نزل منقضا عليه بطعناته بطريقة وحشية، ثم فر متجردا من انسانيته ومن كل احساس بشري، تاركا خلفه جثة مضرجة بدمائها، لينتشر بعدها الخبر المأساوي، الذي كان صادما لأسرته وزملائه ومعارفه، هذه الفاجعة خلفت استياء كبيرا وردود أفعال غاضبة في أوساط المجتمع الواحد المترابط الذي يحتفظ في ذاكرته بجرائم هذه الفئة المتكررة والمستهدفة لرجال أمننا، فليس بمستغرب ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من تعاطف أبناء الوطن مع رجال أمنهم، مستنكرين جريمة ارهابية جبانة، مرفوضة دينا وعرفا، نفذها داعشي يزعم أن فعلته من الدين بالضرورة، ولا ندري ماهية الدين الذي تعليماته، لم تراع حرمة النفس المعصومة، التي إزهاقها كبيرة تأتي بعد الشرك، وقد قتلها عمدا في شهر حرام، مُحرم فيه الظلم والقتال، ولكن هيهات أن تفهم هذه المعاني القيمة حثالة الأرض الضالة، فحدثاء الاسنان وسفهاء الاحلام، يحملون جماجم جُوفت ثم ملئت بالحقد والكراهية والعفن الفكري والمناهج المنحرفة والمتطرفة!! قُبض على الداعشي في وقت قياسي، واتضحت تفاصيل مهمة ومفاجئة، فهو جار للمغدور به، ويصلي معه في مسجد الحي، وقد لوحظت بعض السلوكيات التي طرأت فجأة على تصرفاته، ويشاع أنه بايع قبل شهرين خليفته على قتل رجل الأمن، ويتضح من حقيقة تكرار تورط فئة الشباب مؤخرا في العمليات الارهابية، أن الفكر المتطرف تسلل لبيوتنا، واصبح ابناؤنا صيدا سهلا، لمن يستدرجهم لمستنقع الإرهاب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، مما يجعلني اطالب بمضاعفة مسئولية الأسرة ودورها في المراقبة اللصيقة والمستمرة لسلوك الأبناء، وتحصينهم ضد الأفكار والمناهج المتطرفة، وتعزيز ثقافة الاعتدال والوسطية في أوساط أبنائهم، وأن لا تأخذهم العاطفة فيصمتون عند ملاحظة ما يريب، فاتخاذ الإجراء الأمني أصبح ضرورة، قبل الندم ودفع ثمن الصمت، فالفكر الضال له قدرة عجيبة في تشكيل فكر المراهق وبرمجته، فتأملوا كيف ينسلخ معتنق هذا الفكر كليا من انسانيته ودينه ويتخلى بسهولة عن ولائه ومبادئه في فترة وجيزة؟ ثم ينقاد طواعية بإرادة مسلوبة، خلف شياطين الإنس الذين يجندونه ويستغلونه خدمة لأهدافهم المشبوهة، وقد جعل من نفسه دمية يُتحكمون فيها عن بعد، فهو قنبلة موقوتة في المجتمع، ينتظر دوره لينطلق نحو تنفيذ ما رسم له، فيفجر ويسفك الدماء، في الزمان والمكان الذي يحدد له، فلا يدري فيما قتل ولا المقتول فيما قُتل!! منذ نشوء الإرهاب والتطرف بجميع مسمياته، والتنظيمات الارهابية في مواجهة مسلحة مع جهازنا الأمني، فتقويض الأمن باستهداف رجاله وكياناته من أولوياتها، فما محاولة تفجير مبنى وزارة الداخلية، مرورا بمحاولة الاغتيال الفاشلة لولي العهد، والسفك المستمر لدماء رجال الأمن، إلا محاولات يائسة لإيجاد ثقب في جدار الأمن القوي، فهو عائق يحول بينهم وبين تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم المستهدفة لأمن الوطن، فالغاية الأخيرة من استهداف رجل الأمن، هي تحويل هذا الوطن لغابة، وجعله يعيش في فوضى لا تنتهي، ورغم حجم الاستهداف الكبير، إلا أن جهاز الأمن بكفاءته وبرجاله البواسل، الذين يدركون انها حرب وجود، سجلوا نجاحات متوالية بيقظتهم وضرباتهم الاستباقية الموجعة!!

مشاركة :