موسكو مستعدة لإعلان هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة أسبوعياً في حلب

  • 8/19/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أبدت روسيا اليوم (الخميس) استعدادها إعلان هدنة إنسانية أسبوعية لمدة 48 ساعة اعتباراً من الأسبوع المقبل في مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة السورية، في حين أعلن ديبلوماسي غربي أن الشروط لم يتم الاتفاق عليها بعد. وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف «نحن مستعدون لإعلان هذه الهدنة الإنسانية لمدة 48 ساعة اعتباراً من الأسبوع المقبل من أجل إفساح المجال أمام إيصال المساعدات إلى سكان حلب». واعتبرأن ذلك يشكل «مشروعاً رائداً يهدف الى التأكد من وصول التموين إلى المدنيين في المدينة بأمان»، موضحاً أن «الموعد والوقت الدقيقين سيُحددان بعد تلقي الامم المتحدة المعلومات حول تحضير القوافل والضمانات من جانب شركائنا الاميركيين بأنها ستنقل بأمان». وهذه الإمدادات تتعلق بحسب قوله بالأحياء الشرقية في حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل والقسم الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام، وستنطلق إحدى القافلتين من مدينة غازي عنتاب التركية عبر طريق الكاستيلو وصولاً إلى القسم الشرقي من حلب، في حين ستسلك الثانية طريق شرق المدينة وصولاً الى حندرات ثم طريق الكاستيلو لتبلغ الأحياء الغربية. وأضاف الناطق أن «روسيا مستعدة للتحرك بالتعاون مع الحكومة السورية لضمان أمن القوافل أثناء مرورها عبر الأراضي الخاضعة لسيطرتها، لكن ننتظر ضمانات مماثلة من جانب الولايات المتحدة من أجل المرور عبر الأراضي الخاضعة لما يسمى بالمعارضة المعتدلة». وقال دبيلوماسي غربي بعد اجتماع مغلق في جنيف لمجموعة العمل في شأن وقف الأعمال القتالية في سورية، إن وفداً روسيا أبلغ الأمم المتحدة اليوم أنه سيدعم هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة بدءاً من الأسبوع المقبل للسماح بتسليم المساعدات، لكن الشروط لم يتم الاتفاق عليها بعد. وأضاف أن «من المهم للأمم المتحدة أن تقود مساعي تسليم المساعدات لنحو مليوني مدني في المدينة المقسمة في شمال سورية»، مؤكداً «أنها ليست عملية روسية. ينبغي أن تكون عملية للأمم المتحدة لتكون عملية جيدة ويعتد بها. ستبدأ بداية من الأسبوع المقبل بشرط أن يكون هناك اتفاق بين الأمم المتحدة وروسيا والنظام (السوري) في شأن أشكال (التنفيذ)». وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا في وقت سابق اليوم، عدم تمكن أي قافلة إنسانية من دخول المدن المحاصرة في سورية منذ شهر بسبب المعارك، موضحاً أنه علق عمل قوة مهمات إنسانية حتى الأسبوع المقبل موجهاً إشارة للقوى الكبرى. وتابع قوله للصحافيين على هامش اجتماع مجموعة العمل في جنيف: «وقف القتال لمدة 48 ساعة في مدينة حلب الشمالية سيكون الموضوع الرئيس اليوم لمجموعة الدول التي تعمل لتنفيذ وقف الأعمال القتالية»، مضيفاً: «أؤكد نيابة عن الأمين العام أن وقف (القتال) لمدة 48 ساعة في حلب بدايةً يتطلب مجهوداً شاقاً ليس فقط من القوتين الرئيستين (روسيا والولايات المتحدة) ولكن أيضاً من كل من لهم نفوذ على الأرض». ومن جهته، دعا الاتحاد الأوروبي اليوم الى «وقف فوري» للقتال في مدينة حلب السورية لافساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية والطبية الى حوالى 1.5 مليون مدني عالقين فيها. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان إن «الاتحاد الاوروبي يدعو الى وقف فوري للقتال في حلب لافساح المجال أمام إجلاء حالات طبية وايصال المساعدات وإصلاح البنى التحتية الأساسية من مياه وكهرباء». وتأتي هذه الدعوة فيما تحولت صورة طفل سوري بعد إنقاذه من تحت الانقاض، مغطى بالغبار والدماء تسيل على وجهه في سيارة إسعاف رمزاً لمعاناة المدنيين في مدينة حلب، بعدما تم تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي. ودعت موغيريني باسم الدول الأعضاء الـ 28 في الاتحاد الأوروبي كل الجهات إلى «ضمان رفع الحصار الكامل والسماح بوصول مساعدة إنسانية إلى مختلف أنحاء البلاد للذين يحتاجونها»، موضحة أنه في الوقت نفسه «يجب على كل الجهات الدولية الوفاء بالالتزامات التي حددتها المجموعة الدولية لدعم سورية في أيار (مايو) لإعلان وقف إطلاق النار من اجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية»، وذلك في اشارة واضحة الى روسيا حليفة النظام السوري. وبدأت روسيا حملة ضربات جوية في أيلول (سبتمبر) الماضي ساهمت في تقدم قوات النظام الى مناطق استراتيجية، وخصوصاً في حلب ومحيطها. وكررت موغيريني القول إن الاتحاد الأوروبي يعتبر أنه لا يمكن إحلال السلام من دون «انتقال سياسي حقيقي» أي تنحي الرئيس السوري بشار الأسد في مرحلة ما ضمن تسوية متفاوض عليها. ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن الطيران السوري قصف اليوم (الخميس)، وللمرة الاولى منذ اندلاع النزاع، مناطق تحت سيطرة المقاتلين الأكراد مستهدفاً ستة منها على الأقل في مدينة الحسكة. وأوضح المرصد أن «طائرات النظام استهدفت اليوم ستة مواقع على الأقل للقوات الكردية في مدينة الحسكة» في شمال شرقي سورية، تتوزع بين ثلاثة حواجز وثلاث مقار لوحدات «حماية الشعب الكردية» وقوات الأمن التابعة لها «الأسايش». وقال مراسل لـ«فرانس برس» إنه تمكن من رؤية الطائرات وهي تشن ضربات على مواقع عدة في المدينة التي تشهد منذ ليل أمس معارك عنيفة بين قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام وقوات «الأسايش» الكردية على خلفية تهم بحملات اعتقال متبادلة. وانتقدت القيادة العامة لقوات «الأسايش» في بيان «زج سلاح الجو للمرة الأولى منذ قرابة خمسة أعوام من الحرب في سورية» في وقت قال الناطق باسم وحدات «حماية الشعب الكردية» ريدور خليل في بيان: «لن نسكت على هذه الاعتداءات الوحشية». وأحصى المرصد مقتل سبعة مدنيين وإصابة 18 آخرين بينهم عشرة أطفال على الأقل جراء تبادل القصف منذ ليل امس، فيما قتل تسعة مقاتلين من الطرفين. وكانت مصادر طبية أفادت لـ«فرانس برس» في حصيلة أولية ظهراً بمقتل 11 شخصاً على الاقل بينهم أربعة مدنيين. ويسيطر الاكراد على ثلثي مدينة الحسكة، فيما تسيطر قوات النظام على الجزء الآخر من المدينة وتحتفظ بمقار حكومية وادارية تابعة لها. وأوضح مصدر حكومي في المدينة أن اجتماعات عقدت بين الطرفين في وقت سابق «لاحتواء التوتر وحل الخلاف سلميّاً، لكن الوحدات الكردية طالبت بحل قوات الدفاع الوطني» في المدينة. وقال المصدر إن هذه «الضربات الجوية بمثابة رسالة للاكراد للكف عن مطالبات مماثلة من شأنها أن تمس بالسيادة الوطنية». ويعد مقاتلو الدفاع الوطني القوة الاكبر الموالية للنظام وهم يخوضون المعارك إلى جانبه على الجبهات كافة ضد الفصائل المقاتلة والمتشددين. وقال مصدر أمني سوري لـ«فرانس برس»: «يجب ألا يحولوا (الاكراد) حلمهم بالحكم الذاتي إلى واقع». وانسحبت قوات النظام تدريجاً من المناطق ذات الغالبية الكردية منذ العام 2012، محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات، لا سيما في الحسكة والقامشلي. وفي آذار (مارس) الماضي، أعلن الأكراد النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم شمال سورية.

مشاركة :