أكدت وزارة الدفاع الروسية نشر منظومة "إس-400" للدفاع الجوي في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية بسوريا، مؤكدة القضاء على الإرهابيين الناشطين في منطقة إنقاذ الملاح الروسي. وأعلنت الوزارة الخميس 26 نوفمبر/تشرين الثاني أن منظومة "إس-400" دخلت حيز المناوبة العسكرية هناك. كما أفادت الوزارة بسحب موسكو ممثل أسطولها الحربي في تركيا الذي ينسق عمل أسطول البحر الأسود. وبين العقيد إيغور كليموف، ممثل القوات الفضائية الجوية الروسية أن المنظومة تملك، فضلا عن الإمكانيات الجوية، إمكانية قصف أهداف أرضية، "فهذه أكثر منظومة صاروخية حديثة من حيث الدقة، متفوقة بوضوح عن نظيراتها الأجنبية". وأشار العقيد الى أن المنظومة تتألف من رادارات قادرة على كشف أية أهداف جوية، فيما يتم تجهيز المنظومة للقتال خلال دقائق، وذكر أنه تم نقل المنظومة جوا من ضواحي موسكو الى سوريا خلال يوم واحد بطائرة نقل عسكرية. القضاء على الإرهابيين في منطقة إنقاذ الملاح الروسي وأكد اللواء إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع القضاء على المجموعات الإرهابية العاملة في منطقة إنقاذ ملاح القاذفة الروسية "سو-24". وقال اللواء كوناشينكوف للصحفيين إنه "فور وصول طيارنا الى بر الأمان، قامت القاذفات الروسية والمدفعية الصاروخية للقوات الحكومية السورية بقصف المنطقة المحددة بشكل كثيف خلال زمن طويل". وأضاف أنه "تم القضاء على الإرهابيين وغيرهم من المجموعات الخفية العاملة في هذه المنطقة". وقال كوناشينكوف إن القوات الحكومية السورية مدعومة بسلاح الجو الروسي، الذي شن ضربات مكثفة على مواقع المجموعات المسلحة، تمكنت من بسط السيطرة الشاملة على المناطق الجبلية شمالي محافظة اللاذقية، الأمر الذي أدى إلى قطع جميع الإمدادات العابرة للحدود والتي قد استخدمت من أجل توريد الأسلحة والذخائر والأنواع الأخرى من المساعدات المادية للإرهابيين في هذه المحافظة. وأشار اللواء الروسي إلى أن القوات الروسية تسيطر على جميع الإمدادات الأساسية الواقعة في المناطق الشمالية السورية والخاصة بإيصال الأسلحة والذخائر لمسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. وأكد كوناشينكوف أن الطائرات الحربية التابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية نفذت في الفترة الممتدة من 23 إلى 26 نوفمبر/تشرين الثاني 134 طلعة عسكرية وشنت 449 ضربة على مواقع مسلحي كل من "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" في محافظات حلب ودمشق وإدلب ولاذقية وحماة وحمص والرقة ودير الزور. كما أكدت وزارة الدفاع الروسية قطع جميع علاقات التعاون العسكري مع تركيا، وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف أن "هذا لا يخص فقط ما يسمى بالخط الساخن الذي تمت إقامته لتلافي وقوع حوادث محتملة في السماء خلال تدمير منشآت البنية التحتية للإرهابيين في سوريا". ولفت اللواء الى أن "أنقرة أبلغتنا أنها لم تسلم وسائل الإعلام التسجيل الصوتي لإنذار الطائرة الروسية". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وافق أمس الأربعاء على طلب وزارة الدفاع نشر هذه المنظومة المضادة للطيران في قاعدة "حميميم" بريف اللاذقية، وذلك بعد قيام مقاتلة تركية باسقاط قاذفة روسية من طراز "سو-24" كانت تشارك في العملية الموجهة ضد مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا. هذا وقال مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون العسكري - التقني فلاديمير كوجين للصحفيين إنه لن يتم بيع منظومة "إس-400" الى سوريا، بل سيتم إعادتها الى روسيا فور تنفيذ المهام العسكرية وانتهاء العملية الجوية هناك.
مشاركة :