سيكون المنتخب البرازيلي أمام فرصة نادرة من أجل تعويض ما فاته عامي 1950 و2014، عندما يتواجه مع نظيره الألماني اليوم في نهائي مسابقة كرة القدم للرجال في أولمبياد ريو 2016. وسيعود ملعب «ماراكانا» الأسطوري وإن كان بحلته الجديدة بالزمن الى عام 1950، عندما اعتقد البرازيليون أن لقبهم العالمي الأول في «الجيب»، لكن الجمهور الذي بلغ عدده حينها 199854 متفرجاً مني بخيبة كبيرة بعدما خسر «سيليساو» مباراة اللقب أمام جاره اللدود المنتخب الأوروغوياني 1-2 في مباراة كان خلالها صاحب الأرض هو البادئ بالتسجيل. ومازال البرازيليون يتحسرون على ذلك النهائي حتى الآن رغم أنهم عوضوا تلك الخيبة بإحرازهم الكأس الغالية خمس مرات منذ ذلك الحين. وسنحت أمام البرازيل فرصة التعويض لجمهورها عندما استضافت مونديال 2014 على أرضها للمرة الثانية، إلا أن الخيبة تجددت بالخسارة التاريخية المذلة أمام الغريم التقليدي المنتخب الألماني 1-7 في نصف النهائي، ثم اكتملت المذلة بخسارة مباراة المركز الثالث أمام هولندا بثلاثية نظيفة. لقبا المونديال والأولمبياد ستحظى ألمانيا بشرف أن تكون أول منتخب يتوج بطلاً للعالم وبطلاً أولمبياً في البلد نفسه، لأن البرازيل احتضنت مونديال 2014. ويؤكد مدرب ألمانيا هروبيش أن منتخبه «لن يغير شيئاً» من أسلوبه الهجومي الذي قدمه في البطولة بقيادة لاعب أرسنال المتألق سيرج غنابري، الذي يتصدر ترتيب الهدافين بستة أهداف، مضيفاً: «نحن فريق جيد في اللعب نحو الأمام، ولن نغير بتاتاً، وسنلعب بهذا الأسلوب بالتحديد». • 7 أهداف مقابل هدف كانت أثقل هزيمة في تاريخ البرازيل أمام ألمانيا في مونديال 2014، وتحلم برد جزء من ذلك الدين الثقيل اليوم. وعلى الرغم من أن المباراة هي نهائي أولمبياد، وليست في كأس العالم لكرة القدم، حتى إن «ماراكانا» لم يعد الملعب نفسه الذي احتضن تلك المباراة المشؤومة من عام 1950، بعد تحديثه لاستضافة كأس القارات عام 2013 وكأس العالم 2014، لكن من المؤكد أنه مازال يتمتع بالرهبة ذاتها التي كان عليها سابقاً، وان كان يحتضن الآن أقل من 80 ألف متفرج، وسيكون هذا الملعب الأسطوري على موعد مع التاريخ، لأنه سيكون اللاعب رقم 12 الذي سيدفع بمنتخب بلاده الى تقديم أفضل ما عنده من أجل الحصول على هذه الذهبية التي أفلتت منه في ثلاث مناسبات سابقة آخرها عام 2012، حين خسر النهائي أمام المكسيك، إضافة الى عامي 1984 (خسر أمام فرنسا) و1988 (خسر أمام الاتحاد السوفييتي). وستكون ذهبية كرة القدم أفضل تعويض لبلد أنفق أموالاً لاستضافة الألعاب الأولمبية وسط ظروف اقتصادية وسياسية صعبة دون أن يحقق رياضيوه النتائج المرجوة، لأن غلة البلد المضيف من الذهبيات متواضعة جداً مقارنة بالأموال التي أنفقت من أجل الاستعداد لهذا الحدث. وما يزيد من أهمية المباراة بالنسبة لنيمار ورفاقه في «سيليساو» أنهم يريدون تحقيق ثأر البلاد من المنتخب الألماني الذي أذلهم قبل عامين في معقلهم. لكن مدرب البرازيل روجيريو ميكال الذي تنفس الصعداء في الدور نصف النهائي بعد الأداء الهجومي المميز الذي قدمه لاعبوه أمام هندوراس والسداسية التي سجلوها في مرمى الأخيرة، يؤكد أن ما حصل عام 2014 كان «كأس العالم. هنا، نحن نلعب بالمنتخب الأولمبي». ومن المؤكد أن المباراة لن تكون سهلة أمام ألمانيا التي «تلعب بأسلوب ثابت وتحاول المحافظة على الكرة. إنهم فريق خطير، وبالتالي علينا الاحتراس منهم»، بحسب ما أكد ميكال. وتأمل المانيا أن تنهي بأفضل طريقة عودتها الناجحة الى الألعاب التي غابت عنها منذ 1988، وخرجت فائزة للمرة الأولى من الدور نصف النهائي الذي سقطت فيه مرتين في السابق عام 1964 عندما خرجت على يد تشيكوسلوفاكيا (1-2) وعام 1988 حين خاضت مشاركتها الأولمبية الأخيرة وخرجت على يد البرازيل تحديداً بركلات الترجيح.
مشاركة :