السديس يدعو الحجاج إلى التفرغ للعبادة والبعد عن الشعارات

  • 8/19/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة: يا حجاج بيت الله الحرام أنتم في مكة، البلد الحرام وما أدراكم ما مكة البلد الحرام فيها الكعبة الغراء المعظمة والقبلة الميممة على ثراها أشرقت شمس الهداية، وعلى رباها رفعت للحق أعظم راية قنة الأمن والأمان بيت الله الحرام تهفو له النفوس وتشتاق وتفديه بالمهج والأحدار، وأشكر الله على ما من به عليكم من سلامة الوصول واستحضروا دوما عظمة المكان وحرمته وطهارته وقداسته، فأنتم في رحاب البيت العتيق؛ حيث تسكب العبرات وتجاب الدعوات وتغفر الزلات وتقال العثرات فليكن حالكم ذكر وتلبية وقنوط وخشوع ورجاء ودعاء ونداء وتضرع. وأضاف فضيلته أن هذا البلد المبارك اختصه الباري جل في علاه بخصائص وفضائل عظام، من أهمها:إضافته إلى ذاته العلية، وما تعدد الأسماء لهذا المكان إلا دلالة على فضل المبنى وطيب المعنى والمغزى، وهذه البطاح المباركات قد صورها الباري بالأمن والتحريم فهى منطقة آمنة حرام إلى يوم القيامة، وهذا الأمن المكين والأمان المتين لم يثبت بالتقرير والتأصيل فحسب بل استقر بالوعيد والزجر الشديد لمن حاول خرقه وذلك لمن هم، فكيف من يباشر فالأمر أنكر وأخطر وهى دعوة الخليل إبراهيم عليه السلام (وإذ قال إبراهيم رب إجعل هذا البلد آمن وأجنبني وبني أن نعبد الأصنام). وأشار فضيلته أن تلكم هى مكة المكرمة، مكة الإسلام والتاريخ والشموخ والتوحيد والأمن وآمان والرسوخ، وذلك غيض من فيض عظمة أم القرى وأشرف بقاع الأرض. وبين السديس أن الحج عبادة من أعظم العبادات له من المقاصد والمنافع والحكم والآداب ما ينبغي لكل حاج أن يستشعره ليحصل له بر الحج ويعود بشيء من منافعه وآثاره، فأهم المقاصد والغايات وأعظم الحكم والواجبات أن يكون الحج منطلقا لتحقيق التوحيد الخالص لله التجافي عن كل ما يخالف الكتاب والسنة ومن كل عقيدة لم يكن عليها سلف هذه الأمة، ولقد آن لنا أن نأخذ من هذا التجمع الإسلامي العظيم الدروس والعبر في الوحدة والتضامن والبعد عن الفرقة والتعصب والتشاحن والتحزب وتجاهل المزايدات والشائعات والتصدي للمقولات الكاذبات، وإن على الأمة الإسلامية جميعا أن تكون واعية للحملات استهدافها من وسائل إعلام معادية ومن دعاة الشر والفتنة، مما يتطلب توخي الدقة والتثبت والحكمة واجتماع الكلمة، ولتكن الانطلاقة بحل مشكلات الأمة المتأزمة ضعفا وانقساما وفرقة. وهذا هو الزمان والمكان وقد توج بمناسبة المناسبات فريضة الحج فاجعلوها يرعاكم الله انطلاقة في الوحدة على أساس التوحيد، فإن شعائر الإسلام تجمع ولا تفرق وتؤلف ولا تشتت. وخاطب إمام وخطيب المسجد الحرام حجاج بيت الله الحرام فقال ما أروع أن يستشعر الحاج والزائر مكانة هذا البيت العتيق وقداستها فلا يسفك فيها دما ولا يعبد فيها شجرا ولا ينفر فيها صيدا ولا تلتقط لقطتها إلا لمن عرفها، ولا يجوز أبدا أن يحول هذا المكان إلى ما ينافي مقاصد الشريعة ومنهج الإسلام ولا تكون فيه دعوة إلا لله وحده ولا يرفع فيه شعار إلا شعار التوحيد لله والتلبية (لبيك اللهم لبيك).

مشاركة :