على ميناء مدينة ريو دي جانيرو، يقع متحف الغد أحد أحدث 10 متاحف في العالم، الذي بات قبلة للجماهير في الأولمبياد، وتحولت المنطقة التي يقع فيها إلى مزار سياحي كبير، خاصة أن اللجنة المنظمة للدورة الأولمبية جهزت فعاليات يومية عدة أمام المتحف الذي يتسابق عليه الجمهور لدخوله لرؤية مستقبل الغد في البرازيل. تم إنشاء المتحف الذي يمتد بطول 75 متراً فوق أرض الميناء، و45 متراً فوق البحر، وبارتفاع 18 متراً عن سطح الأرض، لاستكشاف إمكانات مستقبلية من خلال الأعمال الفنية التفاعلية التي تجمع بين العلم والفن والتكنولوجيا والثقافة معاً، بنيَّ المتحف بتصميم مهيب مثل سفينة الفضاء، معظم العناصر لافتة للنظر، حيث السقف الكابولي الكبير المطل على الميناء القديم. ويظهر متحف الغد وهو متحف للعلوم الذي صممه المهندس المعماري الإسباني سانتياجو كالاترافا، الذي صمم المباني البارزة في جميع أنحاء العالم، ويشمل متحف الغد تصميم المبادرات المستدامة من دمج الطاقة الطبيعية ومصادر الضوء، مثل استخدام الألواح الشمسية، ويوحي المتحف بتصاميم هندسية جميلة مستوحاة من أعمال شهيرة، حيث تم افتتاح المتحف من قبل الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف كجزء من برنامج تنشيط لدورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016، وبعضهم ينظر إلى المتحف على هيئة حوت عملاق خرج حالاً من الماء، بينما يراه آخرون على هيئة سفينة فضاء كبيرة. ويرتبط المتحف بمنطقة الميناء والشوارع المجاورة، حيث حرصت اللجنة المنظمة على إضفاء التميز في هذه المنطقة من خلال عمل رسوم جدارية على المباني القديمة في اتجاه الميناء، وقام البرازيلي إدواردو كوبرا المتخصص في فنون الشارع بإنجاز أكبر رسم جداري في العالم، ومن المفترض أن يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، ويمثل هذا الرسم الممتد على نحو 3 آلاف متر مربع، القارات الخمس من خلال 5 وجوه بحلقات أولمبية عدة، مع وجه شخص لكل قارة. وتحمل الرسومات شعار كلنا واحد في دعوة للتسامح في العالم، وهو نفس شعار اللجنة الأولمبية الدولية، وخطفت الرسومات الأضواء في سباق الجماهير من أجل التقاط الصور التذكارية بجوارها. ويقف أمام الباب الرئيسي للمتحف مئات الأشخاص في طوابير من أجل الدخول، خاصة أن إدارة المتحف لا تبيع التذاكر إلا على الموقع الرسمي للمتحف على الشبكة العنكبوتية، وتحدد عدداً معيناً لزيارة المتحف يومياً، ومن الصعب أن تجد فرصة لزيارة المتحف على مدار أسبوع. وتشهد الساحة الكبيرة أمام المتحف احتفالات صاخبة بشكل يومي، وباتت جميع الشوارع المؤدية إلى الميناء مزدحمة بالجمهور الذي لا يجد وسيلة للوصول إليه سوى المترو أو المشي في الشارع الطويل المؤدي إلى الميناء في الوقت الذي وضعت اللجنة المنظمة شاشة عملاقة لمتابعة منافسات الدورة في كل الملاعب، وتتفاعل الجماهير مع المنافسات وكأنها تعيش الحدث في الملاعب والصالات، في الوقت الذي تحولت فيه الساحة الكبيرة إلى عروض وكرنفالات كبرى ورقصات السامبا وعروض تراثية من أجل إمتاع الجمهور الذي يتجمع بكثافة أمام متحف الغد. وتدخل منطقة متحف الغد ضمن المناطق التي خصصتها اللجنة المنظمة للجمهور منطقة الجمهور التي تشهد فعاليات مستمرة، ولا يقتصر الجمهور المتواجد في الساحة الكبيرة على الأجانب الذين قدموا لمتابعة منافسات الدورة الأولمبية، بل أيضاً تمثل مزاراً سياحياً للبرازيليين الذي يحرصون على قضاء أوقاتهم في الساحة الكبيرة، ويتفاعلون مع كل الأحداث والاستعراضات التي تقام هناك. وتضم المنطقة عدداً كبيراً من المطاعم السياحية التي تجذب الزوار، خاصة في الشارع الموازي للميناء، إضافة إلى وجود مسرح كبير للمطربين البرازيليين الذين يقدمون أعمالهم بشكل يومي مع تفاعل الجمهور معهم، وهم يتطلعون لمستقبل أفضل وينشدون الغد بروح الأولمبياد.
مشاركة :