الدمام أسامة المصري انتهى يوم أمس اليوم الثالث للهدنة بين قوات النظام والمقاتلين داخل الأحياء المحاصرة في مدينة حمص، وذكر المكتب الإعلامي الموحد في المدينة أن عدة قذائف هاون سقطت على مكان تجمع المدنيين الذين ينتظرون وصول وفد الأمم المتحدة لإجلائهم مما أدى إلى سقوط أربعة شهداء وعشرات الجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وأظهر مقطع فيديو بثه المكتب لحظة استهداف المدنيين بقذيفة هاون في حي القربيص. وأوضح المكتب أن عشرات المدنيين خرجوا أمس من الأحياء المحاصرة مشيا على الأقدام من المكان الذي تعرض للقصف باتجاه حاجز «ديك الجن» الذي توقف عنده وفد الأمم المتحدة وأشار المكتب إلى أن الوفد لم يدخل لإجلاء المدنيين وإنما تركوا المدنيين يأتون إليهم تحت القصف وتحت مرمى نيران شبيحة النظام الذين أثبتوا أنهم لا يلتزمون بأي هدنة. واعتبر المكتب أن خيارات سكان حمص المحاصرين باتت صعبة للغاية إما الموت جوعا أو الخروج من المنطقة المحاصرة تحت القصف ودون أدنى مستويات الحماية. وقال الناشط أبو بلال الحمصي لـ «الشرق»: إن قصف قوات الأسد للمدنيين في حي القرابيص يعتبر خرقا للهدنة المتفق عليها برعاية الأمم المتحدة وما حدث تم أمام أعين عناصر الأمم المتحدة والصليب الأحمر، وعلى الأمم المتحدة أن تقوم بسمؤوليتها تجاه الاتفاق الذي تم برعايتها، وأشار إلى أن هؤلاء الشهداء سقطوا وهم تحت حماية الأمم المتحدة وهذا ما يثبت أن النظام لا يحترم المواثيق التي يوقع عليها بنفسه، وأن الأمم المتحدة غير قادرة على حمايتهم. وأشار إلى أن أهالي حمص المحاصرين يقولون من سيحمينا إذا كانت الأمم المتحدة لا تستيطع حماية نفسها، خاصة أن ما قدمته الأمم المتحدة من ضمانات لم تحل دون وقوع المجزرة في أول أيام الهدنة. واتهم الحمصي الأمم المتحدة بأنها متواطئة مع النظام لأنها لم تصدر موقفا من انتهاكاته خلال هذه الهدنة على الأقل، وكذلك تساعده في مشروع تهجير مابقي من مدنيين بحمص، وحذر الحمصي أن النظام يريد تهجير ما تبقى من سكان المدينة لإتمام مشروع دويتلة العلوية، وقال «مطلبنا فتح طريق إمدادات إنسانية وكسر الحصار لا قتلنا وإخراجنا من مدينتنا، الأدلة معنا والذين خرجوا خرجوا مجبرين على أمرهم من صراع الموت والحصار». ووقع الخميس الماضي اتفاق بين المقاتلين والسكان في حمص المحاصرة من جهة وقوات الأسد من جهة أخرى بضمانة منظمة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدوليين، نص على السماح لكل المدنيين الذين يريدون النزوح لمنطقة أكثر أمنا بالخروج إلى منطقة الوعر دون أن يتعرض لأي اعتقال أو إهانة لأي منهم، وإدخال كميات الطعام اللازمة لمن قرر البقاء. كما تعهد النظام بالسماح بالخروج الآمن للجرحى والمصابين إلى المشافي دون أي اعتقال لهم.
مشاركة :