المتتبع لوسائط التواصل الاجتماعي سوف يصدمه فعلا هذا المستوى من أساليب التحريض وبث الكراهية ومحاولات الإساءة لصورة المملكة خاصة ودول الخليج عموما في هذه الوسائط، كما أنه يرى بأم عينه كيف يستخدم الكذب والتزوير لتحقيق هذه الأهداف وفي مقدمتها محاولات تحريض المقيمين في هذه البلاد ضد المجتمعات التي أقاموا بين ظهرانيها سنين عديدة، وساهموا في نهضتها العمرانية والحضارية من جهة، كما أتاحت هي أيضا لهم الفرصة للعمل وتحقيق موارد مالية أعانتهم على بناء مستقبل أبنائهم وأوطانهم. والذين يلجؤون لهذه الأساليب يحاولون أن يلامسوا ما ينشرونه من أخبار كاذبة تثيرمخاوف المقيمين على أمنهم تارة وعلى استقرارهم وعملهم تارة أخرى، وفي كل مرة يطلق الذين هم وراء ذلك كله نوعا جديدا من الشائعات، إلا أنهم عادة كل مفتر وكاذب يعودون بين الحين والآخر إلى نفس الكذبة التي قالوا عنها قبل شهور: إنها ستحدث اليوم أو بعد أيام قليلة أو أنها حدثت فعلا ثم ينسون أنهم نشروها أو يراهنون على ذاكرة الناس ويحاولون نشرها من جديد، فمن شائعات الاستغناء عن ملايين العاملين والعجز المالي لدول المنطقة أو فرض الضرائب أو غير ذلك من المخاوف إلى شائعات من نوع آخر يظنون أنهم من خلالها سيحرضون ضد المملكة بأسلوب آخر وهو لفت نظر بعض صغار العقول إلى ما يروجون له من مكاسب أو حقوق ينبغي من - وجهة نظرهم - أن يحصل عليها المقيمون. فتارة يشيعون عن تجنيس بعض الفئات أو منح بعض الامتيازات ليقولوا لهؤلاء: إنكم تستحقون ذلك، ولكن دول المنطقة تحرمكم منه، خاصة عندما يضطر مسؤول للتصريح بعدم صدق تلك الشائعات، وانها مجرد اقاويل مختلقة للنيل من استقرار المملكة واضطراب العمل والانتاج. إن كل هذه الأساليب والافتراءات أساليب مكشوفة عند العقلاء ومن يعي أساليب الأعداء خاصة في أوقات الصراعات بين الدول، ولكن الخطورة في بعض البسطاء وضعاف النفوس الذين يصدقون مثل هذه الافتراءات وينسون مواقفهم ويتخذون قراراتهم بناء عليها وكأنها حقائق ويجب تصديقها، وهنا يكون هؤلاء المروجون قد حققوا ما أرادوه من زعزعة واضطراب وسط المقيمين. إن وعي المخلصين والعقلاء كفيل بمواجهة هذه الأساليب كما أن ثقة دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة بمواقفها وحرصها على المواطنين والمقيمين كفيلة بمواجهة هذه الافتراءات والتغلب عليها، ولن يجني أصحابها إلا الخسران لأن الكذب مصيره الانكشاف أمام أشعة الحقيقة. فها هي أكاذيبهم تتهاوى كل يوم، خاصة عند من يثقون فيهم وينتظرون أن تتحقق في المواعيد التي يضربها لها مطلقوها، ثم تمر الأيام ولا يظهر منها إلا الزيف والخداع والتضليل. وليعلم هؤلاء أن المملكة قوية بقيادتها وثقة شعبها ودعم أمتها وقبل ذلك كله بالحقيقة والصدق والمثل العليا التي تميز تصرفاتها وسياستها وحرصها على أمن المواطنين والمقيمين ومصالحهم، بل وعلى أمن المنطقة والعالم والإنسانية جمعاء.. وما فعل هؤلاء إلا ما يصدق فيه قول الشاعر: كناطح صخرة يوما ليوهنها... أفلا يتعظ هؤلاء؟؟ ألم يسمعوا أن حبل الكذب قصير؟؟ إننا نطالب هؤلاء المرجفين الحاقدين الموجهين من الخارج بالتوقف عن اثارة الفتن ومحاولة التأثير في استقرار وأمن وانطلاق المملكة الى المستقبل. فنحن - إن شاء الله - نتوجه الى المستقبل بكل ما نملك من ارادة، وبكل ما نشهده من اهتمام ورؤية القائمين على امر هذا الوطن الكريم وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده وولي ولي عهده، اطال الله في عمرهم، وحفظهم، ووفقهم في كل ما يقدمونه لرفعة هذا الوطن الكريم.. مملكتنا الحبيبة.
مشاركة :