جيمي فيلون يتسلم «ذا تونايت شو» من عملاق السهرات التلفزيونية

  • 2/10/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

برلين: محمد رُضا «لا أحب الوداعات. (إن بي سي) تحبها، لكني لا أحبها». قال جاي لينو في مطلع الحلقة الأخيرة من برنامجه «تونايت شو مع جاي لينو» وضحك جمهور الصالة كالعادة.. لكن النكتة التي قالها لينو ربما ليست سخرية من المحطة التي قطعت له تذكرة ذهاب بلا عودة، بقدر ما هي مشاعر مُرّة لم يتصور لينو أنه سيضطر إلى البوح بها. 22 سنة من العمل الناجح كمقدم برنامج «توك شو» الأول، انتهت، مساء أول من أمس، بتنحي جاي لينو عن البرنامج، تمهيدا لتسليم الراية إلى وريثه جيمي فيلون، الذي سيتسلم مقاليد البرنامج من بعده. شعور الأسف لرحيله ناتج عن أن جاي لينو (المولود سنة 1950) لم يكن يرغب مطلقا أن يترك هذا البرنامج. لقد حاولت «إن بي سي»، قبل أكثر من عام إجباره على ترك البرنامج، على أمل إحلال الكوميدي كونان أو برايان مكانه، لكن حينها لم ينجح جاي لينو في البقاء في مكانه فقط، بل وجدت المحطة نفسها تصرف أو برايان الذي نقل برنامجه إلى محطة أخرى. بدل أو برايان جرى تعيين فيلون في مكانه. ومكانه ذلك كان برنامج «توك شو» آخر تبثه «إن بي سي» في ساعة متأخرة (نسبيا من الليل) بعد انتهاء جاي لينو من تقديم وصلته. الأمر نفسه في المحطات الأخرى المنافسة؛ ديفيد ليترمان يقوم بتقديم برنامجه من نيويورك على محطة «سي بي إس» في الساعة المبكرة، ليليه برنامج «توك شو» آخر (ذاك الذي يقدمه كريغ فرغوسن) ببث متأخر قبيل حلول منتصف الليل. كل المشكلة التي عانتها «إن بي سي» مع برنامج جاي لينو هي أن الفقرة المبكرة فرصة المحطة لجذب سيل الإعلانات، لكن أغلب جمهور لينو من الذين تجاوزوا الأربعين من العمر، وهؤلاء لا يمثلون أكثر المشترين. عاما بعد عام، شهد البرنامج هبوط القوة الإعلانية من حوله، من دون أن ترتفع كثيرا في البرنامج الذي يليه. المعلنون الذين يريدون التوجّه إلى جمهور شاب أسرّوا إلى إدارة «إن بي سي» بأن أمثال جاي لينو وديفيد ليترمان كبروا على احتلال ساعات السهرة المسائية. في المقابل، لم يرغب المعلنون في صرف دعاياتهم على برامج «توك شو» في آخر الليل، لأن كثيرا من المشاهدين يكونوا قد توقّفوا عن المشاهدة أو أووا إلى الفراش. أمام هذا المأزق، حاولت «إن بي سي» مرّتين إقناع لينو بتسليم برنامجه. وقد قطعت عنه الضوء في يناير (كانون الثاني) 2010، لكنها اضطرت لإعادته في شهر مارس (آذار) من العام ذاته. السيرة الموجزة لجاي لينو تبرر تمسكه ببرنامجه؛ هو كوميدي من السبعينات، ظهر أولا ممثلا في بعض الحلقات التلفزيونية كما في بعض الأفلام، قبل أن يتسلم دفة «ذا تونايت شو» الذي هو أعرق البرامج من نوعه، بعدما اعتاد تقديمه جوني كارسن. تعاونهما معا بدأ سنة 1987 لكن عندما ترك كارسون البرنامج تماما سنة 1992 انتقل لينو بالكامل ليحل مكانه، ونجح في إبقائه على سدة البرامج المشابهة لمعظم تلك السنوات، من ذلك الحين وإلى اليوم. جاي لينو، الذي تقاضى 32 مليون دولار كل عام، كان لديه سبب آخر مهم، بالنسبة إليه، لمقاومة محاولة إلغائه، وهو حبه الكبير لجمهوره، وتمسكه بأن البرنامج كان يجلب أكثر من خمسة ملايين مشاهد في كل ليلة، أي أكثر من أي مضيف لبرنامج مشابه، علما بأن نصيب البرنامج الأكثر تنافسا لبرنامج لينو، وهو برنامج ديفيد ليترمان، لا يتمتع بنسبة مشاهدين تزيد على ثلاثة ملايين و300 ألف فرد. جيمي فيلون، الذي يخلف لينو على كرسيه، كوميدي ناجح وأكثر شبابا، إذ لا يزيد عمره الآن على 39 عاما. مثل لينو سبق له أن ظهر في عدد من الأفلام من دون نجاح مهني كبير. ولد في بروكلين وأدمن مشاهدة الكوميديات التلفزيونية منذ الصغر، خصوصا برنامج «Saturday Night Live»، لكنه كان أيضا مقلدا بارعا للممثل جيمس كاغني. بعد ذلك أخذ يلقي الكوميديا «Stand up comedies» على المسارح والحفلات قبل أن يشق طريقه إلى التلفزيون سنة 1998 فيعمل في برنامج «سترداي نايت لايف» الذي كان يشاهده وهو صغير. في عام 2009، خلف كونان أو برايان واحتل مكانة ناجحة سريعا بأسلوب يختلف عن كل من عداه من مقدمي برامج «توك شو». جاي لينو يعلم أنه يترك المنصب الذي شغله لأكثر من 20 سنة بين يدين أمينتين، وحسنا فعل جيمي فيلون بأن نأى بنفسه عن الصراعات، بل أعلن أكثر من مرة أنه يحترم جاي لينو، ولا يمانع إذا مددت «إن بي سي» عقدها مع لينو مجددا. لكن المحطة الأميركية الكبرى لديها أولوية لا يمكن أن تتسامح بها، وهي الإعلانات. وهي تدرك أن جمهور جاي لينو هناك، وأنه أحد أكبر نجوم التلفزيون الأميركي، لكنها لا تستطيع تجاهل أنها محطة تجارية بالدرجة الأولى. وهو يدرك أنه أمام مسؤولية كبيرة، يقول إنه لا يهابها، لكنه يحترمها. المهمة الأولى هي إثبات أنه يستطيع إبقاء «ذا تونايت شو» محلقا بين البرامج المسائية وفي مقدمة البرامج المنافسة. أسلوبه السلس وسلوكه المحبب يشهدان بأنه يستطيع أن يكون خير خليفة. الحلقة الأخيرة من برنامج جاي لينو قبل يومين، سجلت تسعة ملايين مشاهد. رقم كبير لجمهور أعرب عن ولائه وتقديره. أراد أن يودّع لينو الذي لا يكشف عن أوراقه المستقبلية وعما إذا كان سيقبل أحد العروض المقدمة إليه من محطات أخرى. وكلاهما نجح في إسداء تحية كبيرة إلى الآخر كما تقتضي أفضل التقاليد التلفزيونية.

مشاركة :