الرياض: فهد العيسى «هل يعبث سامي الجابر بالهلال فنيا؟».. ربما بدا هذا السؤال هو الأكثر تداولا في الوسط الرياضي، خصوصا بين أنصار فريق الهلال، وذلك عقب خسارة الأخير بطولة كأس ولي العهد أمام غريمه التقليدي النصر, ومن ثم خسارته دوريا من الشباب ليتسع الفارق النقطي بين الهلال والمتصدر النصر إلى تسع نقاط, لتزداد حدة القلق والتوتر حول مستقبل الفريق الأزرق، على الرغم من حلوله في الوصافة دوريا وعلى صعيد كأس ولي العهد. جماهير الهلال التي اعتادت أن تعيش بين رغد البطولات ونعيمها باتت قلقة على مستقبل فريقها الذي لم يختلف وضعه عن الموسمين الماضيين على صعيد الدوري؛ ففي الموسمين اللذين مضيا ابتعد الهلال عن تحقيق لقب الدوري لصالح الشباب ثم الفتح أخيرا، والآن يبدو في طريقه للابتعاد موسما ثالثا بعدما اتسع الفارق النقطي بينه وبين المتصدر النصر إلى تسع نقاط قبل خمس جولات من إسدال الستار على المنافسة. ابتعاد الهلال في الموسمين الماضيين عن تحقيق لقب الدوري خفف من حدته تحقيقه لبطولة كأس ولي العهد البطولة التي داوم أصحاب القمصان الزرقاء ستة مواسم متتابعة على تحقيقها, يقابل ذلك فشل في بطولة كأس الملك وآخر في بطولة دوري أبطال آسيا البطولة الغائبة عن خزائن الفريق الأزرق منذ فترة زمنية كبيرة. «الشرق الأوسط» تقدم من خلال الأسطر التالية قراءة بلغة الأرقام لمسيرة الجابر هذا الموسم مع ربطها بعدد النقاط والانتصارات بالفترة الزمنية التي قضاها المدربون الأربعة الذين سبقوا الجابر بالإشراف الفني على الهلال في الموسمين الماضيين اللذين ابتعد فيهما الهلال عن تحقيق لقب الدوري. رقميا، لا يبدو سامي الجابر يقود الهلال نحو موسم مغاير عن سابقه، أو كارثيا على الصعيد الفني، إلا أن سوء حظ الجابر العاثر أنه خسر البطولة «المخففة» من أحزان الهلاليين، صاحبها ذهاب هذه البطولة لخزائن جاره وغريمه التقليدي النصر, بلغة الأرقام والحسابات يبدو الجابر الأكثر تحقيقا للانتصارات من بين أقرانه المدربين الذي سبقوه في الإشراف على الهلال في الموسمين اللذين ابتعد فيهما أزرق الرياض عن لقب البطولة التي حققها 13 مرة في فترات زمنية مضت, إلا أن المدة الزمنية وعدد الجولات تقف في صف الجابر الأكثر استمرارا بين أقرانه الأربعة الذين سبقوه بالإشراف على الفريق الهلالي. الجابر قاد الهلال على صعيد الدوري هذا الموسم في 21 مباراة حقق الانتصار في 15 مواجهة مقابل تعادله في ثلاث مواجهات وتعرضه للخسارة في ثلاث مواجهات مثلها, في الموسم الماضي قاد الهلال مدربين هما الفرنسي أنطوان كومبواريه والكرواتي زلاتكو الذي حل بديلا عنه في الشق الأول من الموسم. الفرنسي كومبواريه على صعيد الدوري قاد الفريق في 18 مباراة فاز في 12 منها في حين حضر التعادل في ثلاث لقاءات وخسر في ثلاث مثلها, أما بديله الكرواتي زلاتكو الذي قاد الهلال في ثماني مواجهات في النصف الأخير من الدوري قبل أن ينفرد الفتح بصدارة الدوري بفارق ثماني نقاط حيث حقق الكرواتي خمسة انتصارات مقابل تعادلين وخسارة وحيدة فقط, ليختم الهلال موسمه الماضي بالمركز الثاني، خلف بطل النسخة الفتح برصيد 56 نقطة، وبشكل إجمالي حقق الهلال 17 انتصارا، مقابل تعرضه لخمس هزائم، مقابل تعادلين فقط. أما في الموسم الذي قبله، فقد قاد الهلال مدربين هما الألماني توماس دول والتشيكي إيفان هاسيك الذي حل خلفا للأول، الألماني دول قاد فريقه الهلال في 17 مباراة على صعيد الدوري، حقق الفوز في 11 مباراة، في حين تعادل في أربع مواجهات مقابل تعرضه لخسارتين فقط, أما بديله هاسيك فقد قاد الفريق الأزرق في تسع لقاءات على صعيد الدوري، حيث نجح في تحقيق سبعة انتصارات مقابل تعادلين، مع قدرته على المحافظة على سجلاته خالية من أي هزيمة, ليختم الهلال موسمه قبل الماضي بالحلول بالمركز الثالث على صعيد الدوري، برصيد 60 نقطة، وبفارق أربع نقاط عن البطل الشباب. أما على صعيد التهديف، فالهلال تحت قيادة المدرب سامي الجابر هذا الموسم سجل 45 هدفا حتى الجولة الـ21، مقابل استقبال شباكه 21 هدفا، ليحل كثاني أفضل خط هجوم وثاني أفضل خط دفاع، الذي خطف أفضليتها النصر، حيث سجل 50 هدفا مقابل استقبال شباكه 13 هدفا فقط, أما في الموسمين الماضين على صعيد الدوري، فقد سجل الهلال في الموسم الماضي، الذي توج فيه الفتح بطلا للدوري للمرة الأولى في تاريخه 62 هدفا، في حين استقبلت شباكه 26 هدفا, أما الموسم الذي سبقه، فقد سجل الهلال 58 هدفا في حين استقبلت شباكه 22 هدفا. وإذا كانت لغة الأرقام والحسابات تقول إنه لا جديد على الهلال في أن يودع بطولة الدوري بعدما افتقدها في الموسمين الماضيين فما بث التوتر في قلوب الهلاليين وبدأت الأحاديث تطفو على السطح, ثلاثة أمور خنقت الهلال في دائرة التوتر والشد النفسي والعصبي، بالتأكيد أولها خسارته لبطولته التي نجح في تحقيقها لستة مواسم مضت، وهي بطولة كأس ولي العهد, الأمر الثاني أن من خطف الصدارة وارتقى بها منفردا عن أقرب منافسيه هو غريمه التقليدي النصر، وهو أمر من شأنه إشعال لهيب التوتر بين أنصار وجماهير الهلال التي لا تريد أن تكون عودة النصر للبطولات عن طريق فريقها الهلال, الأمر الأخير الذي ساهم في زيادة التوتر الجماهيري هو عدم تدريب الجابر لأي فريق من قبل حيث تعدّ بدايته التدريبية هذا الموسم مع فريق الهلال. وربما لن تضطر الإدارة الهلالية بقيادة الرئيس الأمير عبد الرحمن بن مساعد لإقالة الجابر أو فك الارتباط معه على الأقل حتى نهاية هذا الموسم في أسوأ الأحوال، على الرغم من خسارة الجابر للقب بطولة كأس ولي العهد واتساع الفارق النقطي بينه وبين النصر متصدر دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين، إلا أن هناك ثلاثة أمور تعزز من بقاء الجابر واستمراره في منصبه، إذا لم يتحسن الحال حتى نهاية الموسم الحالي, أولها الدعم الجماهيري الذي يحظي به الجابر، حتى وإن اتفقت الآراء حوله، إلا أن شعبية اللاعب ما زالت في أذهان الجماهير عالقة، ورغبتها في استمرار نجوميته كلاعب على صعيد التدريب، وما حضور الجماهير الكثيف في المران الأزرق الذي أعقب خسارته لبطولة كأس ولي العهد إلا دليل على الرغبة الجماهيرية في مساندة الجابر في موسمه الأول، أما الأمر الثاني الذي يعزز من بقاء الجابر على رأس الجهاز الفني فهو رغبة الإدارة بذلك، على الرغم من بعض الضغوطات التي تصلها، إلا أن منحها الثقة للجابر مطلع الموسم الحالي يجعلها تمضي قدما في خطوتها التي لاقت استحسانا كبيرا من أنصار الهلال وغالبية شرفيه, أما الخطوة الثالثة التي تعزز من بقاء الجابر هي اقتراب الموسم الرياضي من نهايته ورغبة الإدارة في أقل الأحوال في الاستقرار الفني، خاصة أن الإدارة الحالية لها تجربة سابقة. على النقيض تماما من الأمور المعززة لبقاء الجابر على رأس الجهاز الفني لفريقه الهلال، فإن هناك ثلاثة أمور تطل برأسها وتهدد النجم الجماهيري لفريق الهلال بالإقصاء من مقعده الذي يتبوؤه في موسمه الأول, أول هذه الأمور الثلاثة هو تعرض الهلال لخسارة ثالثة هذا الموسم أمام غريمه التقليدي النصر في اللقاء الدوري الذي يجمعهما في الجولة الـ23 من منافسات الدوري, فجماهير الهلال لن تقبل تعرض فريقها للخسارة الثالثة في موسم واحد من غريمه النصر تحت قيادة الجابر, ويبدو اللقاء الذي يجمع الطرفين في غضون الأيام القليلة المقبلة هو العقبة الكبيرة في طريق الجابر، وعاملا مهما في تحديد بقائه من عدمه, الأمر الثاني الذي قد يعجل برحيل الجابر هو خسارة الفريق وتوديعه لبطولة كأس الملك التي يعلق عليها الهلاليون الآمال بصورة كبيرة لغسل أحزان موسمهم الحالي, وأخيرا سيكون الإخفاق في الجولات الأولى لبطولة دوري أبطال آسيا التي ستنطلق في الـ26 من فبراير (شباط) الحالي أمرا إضافيا، من شأنه أن يهدد بقاء الجابر وإكمال موسمه الأول على الصعيد التدريبي دون أن يتعرض لإقالة.
مشاركة :