معاناة أهالي أطفال التوحد السعوديين لا تزال قائمة ، فلا نزال بحاجة لابتعاث أطفال التوحد فوق سن ثماني سنوات خارج المملكة، وبالتحديد للمملكة الأردنية الشقيقة لتلقي البرامج التأهيلية لعدم وجود مراكز كافية وقادرة على العناية بهم لدينا ، ورغم أننا بإمكاناتنا العظمى ولله الحمد ندعم الأردن الشقيق في احتياجاته وأزماته، و بإمكاننا افتتاح مراكز متعددة وعالية المستوى للعناية بهذه الفئة الغالية علينا، ليتم تأهيلهم في وطنهم وبين ذويهم . من غير المقبول أن يبقى تأهيل الأطفال التوحديين متأخراً و ليس ثمة مشاريع مبشرة في المستقبل القريب لمعالجة وضعهم وإنهاء مآسي أسرهم وتشتتهم بين دراسة أطفالهم الطبيعيين في السعودية و متابعة برامج تأهيل أطفالهم التوحديين في الأردن، ما يجعلهم أمام خيارات صعبة وبالغة القسوة حيث يضطر غالبيتهم لإرسال أطفالهم التوحديين مختنقين بالمعاناة المركبة المثقلة بالتكاليف المادية و المعنوية معاً ، عدا غربة أطفالهم المعيقة لنجاح برامج تأهيلهم. ورغم هذا الاحتياج الشديد بقيت حلولنا قاصرة على ابتعاث الأطفال وتغريبهم. رغم أن خريجي (التوحد) من شبابنا السعوديين وبناتنا السعوديات المتخصصين ؛ باقون في بحث يائس عن مراكز متخصصة تستثمر مؤهلاتهم لندرة المراكز الحكومية، وقلة وتواضع المراكز الأهلية وغلبة الأهداف المادية عليها . نرجو أن ينظر في معاناة أطفال التوحد وأهليهم، وأن تليق الخدمات المقدمة لهم ببلدهم وإمكاناته واهتمامه بمواطنيه .
مشاركة :