تجرى الأبحاث بصفة مستمرة للكشف عن أسباب الزهايمر والعلامات المرتبطة به وكيفية علاجها والوقاية منها، وإلى وقت قريب كان الاعتقاد السائد هو أن العلامة الأولية لتلك الحالة هو ارتفاع معدلات بروتين الأميلويد، أما ما جاءت به دراسة حديثة يجعل من ضعف تدفق الدم إلى الدماغ هو العلامة الأولية للحالة المرضية. توصل علماء من معهد ومستشفى مونتريال للأمراض العصبية، إلى أن ضعف وصول الدم إلى الدماغ هو العلامة الأولية الدالة على إصابة الشخص بتلك الحالة، كما وجدوا أيضاً أن التغيرات بالمقدرات الإدراكية تبدأ في وقت مبكر أكثر عما كان يعتقد في السابق، وتعتبر نتائج هذه الدراسة من أكثر النتائج التي تضع خريطة واضحة للمرض، والذي يعتبر أحد الأمراض العصبية التنكسية وهو حالة من الاضطراب العصبي يحدث فيها فقدان للذاكرة وتراجع بالمقدرات الإدراكية نتيجة موت بعض خلايا الدماغ ويبدأ بدرجة خفيفة ثم يتطور بعد ذلك، وهو أحد أنواع الخرف التنكسية. تقدر حالات الإصابة بالمرض بالولايات المتحدة وحدها بـ5.1 مليون شخص، مع توقعات بزيادة تصل إلى 13.8 مليون خلال الـ30 عام القادمة، ولا توجد حالياً علاجات لتلك الحالة، ويكون التدخل فقط لمنع تدهور الحالة من خلال إدارة نمط الحياة اليومي، والزهايمر المتأخر هو يحدث بسبب تضافر آليات متعددة بالدماغ وهو السبب وراء حالة الخرف التي يعيشها المسن. قام الباحثون بتحليل أكثر من 7,700 صورة للدماغ لعدد 1,171 مريض بالزهايمر في مراحل مختلفة منه، مستخدمين تقنيات مختلفة منها الرنين المغناطيسي، وتقنية PET، وتحليل الدم والسائل النخاعي؛ مع الأخذ في الحسبان جميع عناصر الدماغ كنمط تركيز الاميلويد، وأيض الجلوكوز، وتدفق الدم بالدماغ، والنشاط الوظيفي، والضمور الدماغ في 78 منطقة به، واتبع الباحثون طرقاً علمية معقدة كاللوغاريثمات والحوسبة لاستبيان جميع العوامل والآليات ودورها في المرض. تعتبر الرياضة أحد العوامل التي تحد من تدهور الحالة، وفي إحدى الدراسات التي قارنت بين مجموعة من المتطوعين تبلغ أعمارهم 65 عاماً، بعضهم مارس الإيروبيك والمشي والبعض الآخر مارس تمارين الاستطالة، وجد أن المجموعة التي مارست الرياضة والمشي تحسن الاتصال بمناطق الدماغ لديها والمسؤولة عن الأحلام والتذكر وتصور المستقبل.
مشاركة :