في تطور لافت، تجاه العلاقة مع النظام السوري، أعلن رئيس الوزراء التركي بنيلي يلديريم أمس، إن الرئيس بشار الأسد هو «أحد الفاعلين في النزاع» في بلاده، وإن تركيا ترغب بالقيام بدور اكبر في الازمة السورية، خلال الاشهر الستة المقبلة. وقال يلديريم للصحافيين في إسطنبول (وكالات): «شئنا ام أبينا، الاسد هو احد الفاعلين اليوم، ويمكن محاورته من اجل المرحلة الانتقالية»، قبل ان يضيف على الفور أن «هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا». أضاف: «يجب وقف حمّام الدم. لا ينبغي ان يقتل الرضّع والاطفال والأبرياء (...) ومن اجل هذا ستكون تركيا فاعلة أكثر، عبر السعي الى منع استفحال (الوضع) خلال الاشهر الستة المقبلة»، لافتاً إلى ان بلاده «لن تسمح بتقسيم سورية على أساس عرقي». وفي اول رد فعل من أنقرة على استهداف مقاتلات النظام مواقع كردية في الحسكة، اعتبر رئيس الوزراء التركي ان «دمشق فهمت ان الاكراد باتوا يمثّلون تهديداً لسورية ايضاً». في المقابل، أكد الرئيس بشار الأسد أن السوريين مصممون على المضي في الدفاع عن وطنهم ووحدة بلدهم رغم كل الضغوط والمعاناة على صعيد الأمن والاقتصاد والحياة اليومية، وذلك خلال استقباله امس، وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية مبشر جاويد أكبر والوفد المرافق له في دمشق. وأمس، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلات النظام حلّقت فوق الحسكة، رغم تحذير واشنطن لدمشق، من شن اي غارات ضد مستشاريها العسكريين الذين يقدّمون المشورة العسكرية للمقاتلين الاكراد في سورية، فيما استمرت المواجهات على الأرض بين قوات النظام من جهة، و«وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة أخرى. وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكابتن جيف ديفيز، كشف مطالبة واشنطن لدمشق - عبر موسكو- بتجنّب استهداف مناطق وجود قوات التحالف في المدينة، مشيراً الى أن مقاتلات أميركية حلّقت قرب تلك المناطق، بعد غارات مقاتلات النظام على مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية، العمود الفقري لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد). وأوضح أنه «تم الاتصال بالروس من خلال قناة تُستخدم للسلامة الجوية، وأوضحوا أن هذا القصف لا تقوم به طائراتهم». أضاف: «طُلب من الروس إبلاغ الحكومة السورية أن الطائرات الأميركية ستدافع عن قواتها على الأرض إذا تعرضت لخطر». وفي رسالة الى الاكراد، أكد ديفيز: «سنضمن سلامتهم، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرّضهم للخطر (...) ننظر بجدية بالغة إلى الحوادث التي تعرّض التحالف للخطر، ولدينا الحق الثابت في الدفاع عن أنفسنا». ولفت إلى محاولة طائرتين حربيتين للنظام، أول من أمس، اجتياز المجال الجوي حول الحسكة، موضحاً أنهما غادرتا من دون وقوع أي حادث، عندما واجهتا طائرة مقاتلة تابعة للتحالف، من طراز «إف-22» اقتربت حتى أصبحت على بعد 1.6 كيلومتر منهما. في المقابل، وصل ضباط روس من قاعدة حميميم في اللاذقية الى مدينة القامشلي في الحسكة. وأكد مصدر حكومي سوري رفيع المستوى إن « وفداً من الضباط الروس عقد اجتماعاً مع قيادات الاكراد (وحدات الحماية - والاسايش ) فقط، في مطار القامشلي، من دون وجود اي احد من قبل الحكومة السورية». وأفادت مصادر حكومية في الحسكة بأن «الجيش السوري والقوات الرديفة له تخوض معارك عنيفة في منطقة غويران شرق (المدينة) استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة من الجانبين». وكشفت مصادر إعلامية أن «260 عنصراً من القوات الخاصة السورية وصلوا الى مطار القامشلي ليتم نقلهم عبر طائرات مروحية إلى الحسكة، وفي الوقت نفسه، ارسلت الوحدات الكردية مئات المقاتلين الى الحسكة بعد تدخّل الجيش السوري في شكل مباشر في المعركة ودخول سلاح الجو للمرة الأولى». وهاجم بيان لـ «القيادة العامة للجيش السوري» حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي، واصفة للمرة الأولى، جناحه الأمني (قوات الأسايش)، بأنه الجناح العسكري لـ«حزب العمال الكردستاني» الانفصالي، إلى جانب اتهامات بالاعتداء على «مؤسسات الدولة وسرقة النفط والأقطان، وتعطيل الامتحانات وارتكاب أعمال الخطف بحق المواطنين الآمنين وإشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار». بدوره، كشف مدير مكتب العلاقات العامة لـ «وحدات الحماية» صلاح جميل أن القوات الكردية في الحسكة، سيطرت على 95 في المئة من منطقة النشوة الشرقية، وكلية الاقتصاد ومركز وصوامع حبوب غويران، ومبنى النفوس، ودوار الجندي المجهول، وجسر البيروتي والأحياء الجنوبية لغويران وموقع كتيبة الصاعقة». وفي طهران، أعلن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أن استقبال بلاده الطائرات الحربية الروسية على أراضيها، جاء تلبية لطلب رسمي من الحكومة السورية.
مشاركة :