عبدالرحمن إسماعيل (القاهرة) تستهدف الخطة المصرية للبتروكيماويات الوصول بحجم إنتاج البلاد من البتروكيماويات إلى 15 مليون طن بإيرادات تقدر بنحو 7 مليارات دولار سنوياً في حلول العام 2022، بحيث تضع البلاد كمنافس قوي في الصناعة التي تقودها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، دول الخليج ودول أفريقية مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا والجزائر حيث يتوفر الغاز الطبيعي اللازم للصناعة، حسب خبراء صناعيين. ووضعت مصر في العام 2002 خطة قومية لإنشاء صناعة للبتروكيماويات تمتد حتى العام 2022، غير أن العمل توقف بها لثلاث سنوات بسبب الأزمة المالية العالمية العام 2008، وجرى أحياؤها في العام 2011، إلا أن أحداث يناير في العام ذاته أسهمت أيضاً في تأجيل العديد من مشاريع الخطة، حسب ما قال أسامة كمال وزير البترول الأسبق، أحد المشاركين في وضع الخطة. مقومات ومزايا ودفعت الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد منذ سنوات، الحكومة الحالية إلى إحياء الخطة القومية لصناعة البتروكيماويات، يقول صناعيون مصريون، إنها يمكن أن تساعد مصر في علاج أزمتها المتفاقمة من ندرة العملة الأجنبية، حيث تتميز الصناعة بقدرتها على التصدير إلى أسواق تحقق فيها مصر ميزة دون منافسيها خصوصاً أسواق الاتحاد الأوروبي القريبة من مصر، والبعيدة عن المنافسين الأفارقة، علاوة على تركز صادرات دول الخليج (المنافس الآخر لمصر في المنطقة) في أسواق القارة الآسيوية البعيدة عن السوق المصري، وفقا لما قال لـ«الاتحاد» المهندس تامر جلال في شركة «مصر للكربون». وتمد مصر 30 بلداً حول العالم بالمنتجات البتروكيماوية، ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر أسواق التصدير، إذ بلغ حجم صادرات مصر إليه نحو 1,1 مليار جنيه العام 2014 بما يعادل 45% من إجمالي الصادرات المصرية من المنتجات البتروكيماوية، حسب هيئة الاستثمار. ومن أبرز بنود الخطة التي تتولى تنفيذها الشركة القابضة للبتروكيماويات، الذراع الحكومية للاستثمار في الصناعة، إنشاء 14 مجمعاً للبتروكيماويات تضم 24 مشروعاً ونحو 50 وحدة صناعية. وجرى تخصيص 6 مواقع جديدة كاملة المرافق لإنتاج البتروكيماويات في محافظات البحيرة وكفر الشيخ والدقهلية ودمياط والإسماعيلية والسويس، ومن المتوقع أن توفر هذه المشروعات الواردة في الخطة نحو 100 ألف فرصة عمل جديدة. وافتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأسبوع الماضي، مجمع شركة إيثيدكو للبتروكيماويات في الإسكندرية، تقول القاهرة إنه أكبر مجمع للبتروكيماويات في الشرق الأوسط، إذ تقدر استثماراته بنحو 1.9 مليار دولار، وتبلغ طاقته الإنتاجية نحو 460 ألف طن من الإيثيلين و400 ألف طن من البولي إيثيلين، وهما المادتان اللتان تغذيان صناعات مثل أنابيب المياه والصرف الصحي، والكهرباء، وعبوات المياه الغازية والزيوت والخزانات البلاستيكية. ... المزيد
مشاركة :