اللعبة تمر بأصعب منعطف في تاريخها والتغيير الإداري أصبح ضرورة

  • 8/21/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد:ضياء الدين علي حرص فتح الله عبد الله مشرف ومدرب وإداري المنتخبات الوطنية السابق، وعضو اللجنة المنظمة لماراثون زايد الخيري على إبداء وجهة نظره في موضوعنا، وجاء إلى الخليج الرياضي وبحوزته ملف الوثائق والمعلومات لموضوعات نشرت في الصحف خلال الفترة الماضية، وتحدث بحماس وغيرة على واقع ومستقبل أم الألعاب، وقال لأنني من أهل اللعبة وعاصرت مراحل مدها وجزرها في الماضي، يمكنني التأكيد بأنها تمر حالياً بمنعطف صعب وخطر، ليس فقط بسبب النتائج والأرقام التي تتراجع، وإنما وهو الأهم من وجهة نظري للمسافة الكبيرة الفارقة بين ما يتم التصريح به عن الخطط والبرامج والمشروعات المستقبلية من مسؤولي الاتحاد وبخاصة رئيسه المستشار أحمد الكمالي، والواقع الفعلي والنتائج التي كان آخرها في ريو دي جانيرو، وكأن المسألة هي كلام والسلام، تارة للوعود بالميداليات، وتارة للتبرير والأعذار، وتارة للشكوى وإلقاء اللوم على الآخرين. وبخصوص هذا اللقاء الذي تزامن مع فتح ملف المشاركة في دورة ريو، سأقوم بتسجيل أمرين الأول: أنني لم أضطر لسؤال فتح الله عن شيء بعينه، فقد كانت كل التساؤلات التي تجول بخاطري حاضرة عنده مسبقاً، ويقدم الإجابة عليها طواعية، والثاني: أن الباب سيفتح لكل من يريد أن يدلي بدلوه من المهمومين بحاضر ومستقبل رياضة الإمارات، بشرط عدم التجريح والإساءة الشخصية لأي مسؤول، لأن الموضوع والقضية سيكونان فقط سبيلنا ومنهجنا بغض النظر عن الأسماء. قال فتح الله في بداية اللقاء: قبل أن أسجل ما عندي من ملاحظات وتحفظات، أسجل أنني حرصت في وقت سابق، قبل الأولمبياد على حضور الجمعية العمومية للاتحاد كمشارك أو حتى كمستمع، ولكن تم منعي، في سابقة غير معهودة وغير متوقعة، مع أن هدفي لم يكن إلا التعاون وتقديم كل ما يمكن أن يفيد في سبيل تطوير اللعبة ومصلحتها. واسترسل قائلاً: في كل الملاحظات التي سأسردها والتحفظات التي سأتوقف عندها سوف استرجع التصريحات التي أراها سبباً رئيسياً لحالة الإحباط التي وصلنا إليها، فلو أن هناك اتفاقاً ما بينها وبين الواقع ما وصلنا إلى هذه الحالة الصادمة والمحبطة لكل الآمال والطموحات، لاسيما وأن المسؤولين في اللجنة الأولمبية والهيئة انساقوا وراء تلك الوعود وتمت ترجمتها إلى أهداف معلنة قبل السفر إلى البرازيل، ولذلك عمدت في هذه الملاحظات أن أرفقها بالتصريحات التي أطلقها رئيس الاتحاد مع الرد عليها من واقع متابعتي التي لم تنقطع أبداً ل"أم الألعاب". أولاً: كلما حدث إخفاق أو تراجع في نتائج ألعاب القوى، خاصة في البطولات واللقاءات الدولية الكبيرة، يشير المستشار أحمد الكمالي إلى أن الميزانية لا تكفي، في حين أنه عبر مناسبات كثيرة أشار بالصحف إلى أن الدعم (من الهيئة واللجنة الأولمبية) لا يتأخر عنهم، بل هناك تصريحات تم نشرها في صورة عناوين على لسان رئيس الاتحاد بوجود فائض في الميزانية لا يتوافر في اتحادات أخرى، وقد تكررت هذه المعاني في الجمعية العمومية الماضية، حيث قال بتاريخ 19 مايو/أيار 2010، إن فائض الميزانية أكثر من مليوني درهم، وفي تاريخ 26 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، قال: إن فائض الميزانية يقدر ب5 ملايين درهم، عوضاً عن قوله أم الألعاب تعيش عصرها الذهبي، وأن الميزانية سليمة وكانت جاهزة، لكن الجمعية العمومية لم تناقشها. السؤال: كيف تتم الشكوى من نقص الموارد مع وجود فائض في الميزانية؟! المعروف جيداً أن الميزانية العامة معلومة الموارد، ومن المعلوم كذلك أوجه صرفها، أما الميزانيات الخاصة بالدورات الأولمبية والبطولات الكبيرة فلها ميزانيات خاصة بها، فأين ميزانيات اتحادنا الموقر من هذه الاتجاهات؟ ثانياً: خيار التجنيس لا خلاف عليه كوسيلة، ولكن سيبقى المجال مفتوحاً لبحث وسائله وكيفية تنفيذه، وبالنسبة إلى ألعاب القوى التي سبقت سواها من الألعاب في هذا الاتجاه، من خلال اللاعبتين إلهام وعلياء، وجدنا المستشار أحمد الكمالي يقول، يوم الأحد الماضي، إن أداء اللاعبة علياء محمد سعيد جاء متواضعاً، وأن اللاعبة لا تتحمل المسؤولية كاملة (من يتحملها إذاً ؟) وأين أداء اللاعبة الثانية إلهام بيتي؟ ولماذا جاء الأداء متواضعاً ومحيراً، رغم الإعداد الذي وصفه المستشار بأنه جيد وعلى أعلى مستوى خارج الدولة؟ المعروف فنياً، أن الإعداد يبدأ تدريجياً ليصل لذروته وقمته قبل البطولة مباشرة ليدخل اللاعب أو اللاعبة في المنافسة بكامل الجاهزية، فكيف تكون اللاعبة علياء أعدت إعداداً جيداً في سباق 10000م جري لتبلغ قمة الأداء، ومن ثم يأتي بأداء متواضع بهذه الطريقة، وبزمن محير كما ورد (31.56.47د)، فأين الأجهزة الفنية والخبراء والدوليون الذين استعان بهم الاتحاد في الإعداد للأولمبياد؟ ويتطرق فتح الله إلى أكثر من جانب بمتوالية من الأسئلة بقوله: السؤال هنا يجب أن يكون محاسبياً أيضاً.. كم من الأموال صرفت على اللاعبتين والمدربين والإداريين طوال السنوات الماضية؟ وما المحصلة والمردود بالمقابل؟ وكم من أموال التكريم والمكافآت صرفت أيضاً؟ وأين قاعدة أم الألعاب التي يتم الاختيار منها؟ ولماذا الاعتماد على هاتين الفتاتين وحدهما؟ هل أصبحت الأندية والمدارس وغيرها خالية من أبناء الوطن من الشباب والرجال ليتم إعدادهم وتأهيلهم للقاءات والبطولات؟ وكل هذه التساؤلات تدفع لسؤال جديد يقول: ماذا لو صرفت تلك الأموال على أبناء الدولة، ففي النهاية هم أحق بها من غيرهم ليكونوا أبطالاً أولمبيين، علماً بأن غيرتهم على الوطن تكفي وحدها لتحقيق أعلى الطموحات. * قيل أن الأندية قصرت من جانبها، ما يعني أن الاتحاد ليس المسؤول وحده في تلك المحصلة.. ما تعليقك؟ - هذا غير صحيح أو عملياً هو قول مغلوط، لأن الإعداد الخارجي مسؤولية الاتحاد، وكل ما طلب من الأندية تم الوفاء به، فأين كان تقصيرها؟ ولماذا ظهر الآن؟ وما علاقته بالإخفاق المحير في الأولمبياد، قيل إن استراتيجية "أم الألعاب" كانت تستهدف أولمبياد لندن 2012م في وقت ما، ومن بعدها أصبح الهدف أولمبياد ريو 2016، وها هي المبررات والأعذار نفسها، وفي الاستحقاقين لم نستشعر تحمل المسؤولية بقدر ما أحسسنا بإلقائها مثل كرة النار بين المؤسسات الأخرى، مما يدل على سوء التخطيط والاعتماد على ضربات الحظ إن صدقت وصادفت علت الأصوات، وإن كان العكس تم اختلاق الأعذار غير المقنعة، بل والمضللة للرأي العام، ولربما تكون استراتيجية الاتحاد هذه المرة تستهدف أولمبياد 2020. * وبسؤاله عما يخص إدارة الاتحاد تحديداً وما يخص الأندية من حيث المسؤولية؟ قال: الأندية هي أساس عمل الاتحاد، فهي تتأثر بالنتائج، وتؤثر بقوة القانون في أداء إدارة الاتحاد من خلال تكوينها للجمعية العمومية، وبحكم أنها هي المتابع والمقيم الفعلي لأداء إدارة الاتحاد، وكيف نفصل النتائج عن الأندية ودورها وهي من أهم المعايير القياسية لقياس أداء ونجاح إدارة الاتحاد، وإذا ما تم استبعاد نتائج إدارة الاتحاد، فماذا يتبقى كمعيار لتقييم تلك الإدارة؟ * من كلامك اللوم كله على إدارة الاتحاد والرئيس بالذات لماذا؟ - نعم، لا أنكر ذلك، وكم من السنوات ننتظر حتى يتم الحكم على مردود تلك الإدارة، ألا تكفي دورتان أولمبيتان؟ آن الأوان لكي يتم التغيير بموجب القناعات المبنية على النتائج والأرقام، والتجديد والإحلال الإداري هو الحل، لأن المعضلة في الرؤية والاستراتيجية وأسلوب الإدارة وليس في أي شيء آخر، وأتمنى أن تكون الجمعية العمومية المقبلة على مستوى المسؤولية المنوطة بها لتكون مصلحة اللعبة مع أبنائها هي الاستهداف الحقيقي، أما مسألة الرئيس فلا يخفى على أحد انفراده بكل أمور الاتحاد، وإمساكه بكل الخيوط وحده، ومع كامل التقدير لإمكاناته إلا أن العمل جماعي، ويجب أن يشارك فيه كل الأعضاء دون أي تهميش أو تجاهل. *ويعود فتح الله إلى أوراقه، ويقول هل تعلم أن بعض الأندية بدأت تفكر في إلغاء اللعبة، فعندما تشعر الأندية بأن اللعبة ضعيفة ومتواضعة النتائج حتى على مستوى إدارة المنتخبات الوطنية بإمكاناتها وكوادرها وخبرائها الدوليين فمن الطبيعي أن تفكر جلياً في إلغاء اللعبة، لأن إدارة الاتحاد التي تتمتع بكل هذه الإمكانات لم تستطع تحقيق شيء، فما بال الأندية؟ اللعبة لعبة أرقام ومن خلال الأرقام يمكن التنبؤ النسبي بالنتيجة المتوقعة، ودعني أذكر أنه قبل الذهاب لأولمبياد ريو 2016، كانت توقعاتنا عدم تحقيق ميدالية لمعرفتنا الكاملة باللعبة وبالأرقام المتواضعة المسجلة للاعبة المعنية. *هل من كلمة أخيرة؟ - الواقعية خير سبيل للوصول إلى قناعة جمهور الشارع الرياضي والمسؤولين كذلك، فالشارع الرياضي واع وبالتأكيد يزداد وعياً ونضوجاً باستمرار، ولذا التساؤل أين لاعبونا أبناء البلد؟ كثيراً ما تطرق رئيس مجلس إدارة الاتحاد إلى الإنجازات التي تحققت خلال فترة رئاسته للاتحاد، لكن السؤال مازال مطروحاً أين لاعبونا من الرجال والشباب وحتى الناشئين من تلك الإنجازات التي يتم التفاخر بها، وأين هم بعد 10 سنوات من التخطيط الذي يقال إنه استراتيجي وبعيد المدى؟ لو تم لكان الأشبال والناشئون منهم الآن أبطالاً يستطيعون تمثيل الدولة خير تمثيل، ولتم الإحلال لمن توقف عن الرحلة لأي سبب بغيره من قاعدة أم الألعاب إذا كانت هناك قاعدة أصلاً. .. وأخيراً أسجل استعدادي للرد على أي معلومة ذكرتها، لأنها جميعاً موثقة، وتمت من خلال متابعتي لما ينشر عن اللعبة في وسائل الإعلام، وهي متابعة لم تكن عشوائية بأي حال، بل كانت ولا تزال متابعة هادفة لبيان الحقائق بعيداً عن المناورات بالتصريحات والوعود، وأتمنى أن تكون لتلك الملاحظات مكانها في تحسين المسار بالنسبة إلى أم الألعاب، وبما يعود بالنفع على رياضة الإمارات بوجه عام. القاعدة الغائبة والأداء المحير تساءل فتح الله: لماذا لم تبدأ إدارة الاتحاد فى تأسيس وبناء قاعدة لأم الألعاب تعود على الوطن المعطاء بنتاج أبنائه ليتذوق نجاحهم وإخلاصهم بدلاً عن متابعة من لم نرمنهم إلا ما ذكر من ( أداء محير ومتواضع ). لو كانت البداية بمرحلة الأشبال، لكان الشبل الآن في مرحلة الرجال أو أقلها مرحلة الشباب ليمثل الوطن، ولكانت إدارة الاتحاد سجلت لنفسها إنجازاً متفرداً بصناعة بطل، لأن التقديرات الزمنية العامة تشير إلى أن إعداد وصناعة بطل في أم الألعاب تستغرق 8 سنوات أي دورتين أولمبيتين، وهذا كان من حظ إدارة الاتحاد التي نرى أنها لم تستثمره وتوليه ما يستحق من اهتمام، فضاع الزمن و تبخرت الملايين والمحصلة كما قال أداء محير. نعرِف إلهام فمَنْ هي مريم؟ أطلق فتح الله خلال اللقاء أكثر من سؤال له مغزاه، ومنها ما يلي: } بمناسبة إلقاء اللوم على الأندية في الإخفاق الذي جرى، أسال رئيس الاتحاد، إلى أي نادٍ تنتمي علياء سعيد، ومريم عبدالله مبارك، وبالمناسبة هذان هما الاسمان المثبتان في جواز السفر، ولذا لنا أن نتساءل: لماذا يتم استخدام اسم إلهام حتى الآن؟! } أين يذهب ريع سباقات الطريق، وبخاصة ماراثون دبي، ورسالة الوفاء، اللذين يقامان سنوياً؟ } بالنسبة إلى الهيئة واللجنة الأولمبية، ما هو الدليل على وجود رقابة إدارية ومالية وفنية في اتحاد ألعاب القوى؟

مشاركة :