غطت رمال النفود الكبرى أجزاء كبيرة من مدينة جبة في حائل، وذلك على مدى سنوات طويلة ماضية، حيث أخفت كثيرا من معالمها التاريخية التي تعود إلى مئات السنين. وأثبتت دراسات نفذتها وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الفاو الدولية خطر زحف الرمال على مدينة جبة، روعي فيها تقدير مسافة الزحف السنوي للرمال ومقداره، وكذلك مقدار ارتفاع الكثبان الرملية المحيطة بالمدينة واتجاه الرياح المسببة للزحف. وأكد لـ "الاقتصادية" محمد الرمالي أحد مواطني المدينة، أن المدينة أثرية يرجع تاريخها إلى مئات السنين وتضم آثارا تاريخية نادرة سجلت رسمياً ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونيسكو. وبين أن جبة تعد معلما من معالم منطقة حائل يرتادها زوار المنطقة بشكل مستمر، لافتاً إلى أن زحف الرمال يشكل خطرا كبيرا على المدينة، إذ إنها غطت أجزاء كبيرة منها على مدى سنوات طويلة ماضية وأخفت كثيرا من معالمها التاريخية. وقال محمد الدهام أحد المواطنين "إن الرمال زحفت لتغطي نسبة كبيرة من الجبال وأجزاء من المدينة، وبات الزحف هاجسا يؤرق الأهالي"، مفيدا بأنهم يستعينون دائما بمعدات البلدية للقيام بإزالة الأتربة عن منازلهم وعلى أجزاء من الشوارع. وأشار إلى أنهم وجدوا حلا جذريا لوقف زحف الرمال بعد أن أثبتت دراسات متعددة أن الحل هو التشجير. وأضاف عبدالعزيز الخميس من مواطني جبة "سبق أن طالبنا وزارة الزراعة بإنشاء مشروع للتشجير، وقامت بالتعاون مع منظمة الفاو الدولية بدراسة دقيقة لخطر زحف الرمال على مدينة جبة، وفي ضوء هذه الدراسة تم إنشاء محمية على مساحة ستة ملايين متر مربع من الجهة الغربية الشمالية للمدينة لتتم إقامة مشروع تشجير وحزام أخضر لوقف زحف الرمال، وتم وضع سياج حديدي على المحمية وتوقف المشروع عند هذا الحد ولم يكتمل إنشاؤه حتى الآن سوى زراعة شجيرات صغيرة على مساحة تقدر بـ 2 في المائة من المساحة الكلية للمشروع". وأكد أن بلدية جبة سبق أن أقامت مشروع تشجير وحزام أخضر شمال المدينة على الرغم من أنها غير مسؤولة عن ذلك ونجح هذا المشروع، متمنيا من وزارة الزراعة والبيئة والمياه إذا كانت غير قادرة على تنفيذ المشروع أن تسلم الأرض المحمية لبلدية جبة لكي تقوم بالتنفيذ. وقال لـ "الاقتصادية" محمد السحيمان ناشط بيئي في مدينة جبة "إن زحف الرمال لا شك أنه هاجس يهدد الأهالي، كما أنه أثر بشكل كبير في المدينة على مدى سنوات طويلة"، موضحا أنه تمت زراعة مصادات زراعية من جهة غرب المدينة وتم العام الماضي زراعة 1200 شتلة من نبات الغضى والأرطى كمرحلة أولية لتنفيذ مشروع زراعة 15 ألف شتلة في المحمية الزراعية التي تقع غرب جبة بمساحة خمسة ملايين متر مربع، وكان ذلك ضمن الحملة الوطنية لزراعة شتلات الأرطى والنباتات الرعوية في بيئته بالتعاون مع الجمعية التعاونية في مدينة جبة وإدارة التربية والتعليم في حائل تحت شعار "ازرع شجرتي في بيئتي". وأضاف "للأسف ماتت الأشجار التي زرعناها بسبب إهمال "الزراعة" وعدم سقيها وعدم وجود المياه، رغم أن المهندس أحمد الشدوخي مساعد مدير الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة حائل أعلن عن تكفل وزارة الزراعة بحفر ثلاث آبار ارتوازية في المحمية لسقيا الأشجار عبر التنقيط، سعيا لإكمال المشروع، لكن كل ذلك ذهب مع أدراج الرياح وماتت الأشجار وتبخرت أحلام الأهالي بإكمال مشروع المصادات لوقف زحف الرمال على مدينتهم".
مشاركة :