بموازة الاحتفالات القطرية بفوز «فتى اسباير» معتز عيسى برشم بالميدالية الفضية في الوثب العالي في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، فإن فرحة الفوز هذه لم تمح الاسئلة والاستفسارات عن الاسباب التي جعلت من معتز «استثناء» في تحقيق الانجاز الاولمبي الفريد لدولة قطر. كانت الدولة الخليجية تعّول بشكل اساسي على ألعاب القوى لرفع غلة الميداليات التي تحققت سابقا في «ام الالعاب» عبر محمد سليمان (برونزية 1500 متر في اولمبياد برشلونة 1992) وبرشم نفسه (برونزية الوثب العالي في اولمبياد لندن 2012)، لكن حسابات الحقل اختلفت كثيرا عن حسابات البيدر، وشاركت قطر في اولمبياد ريو بـ6 رياضيين هم: معتز برشم ومحمد القرني واشرف الصيفي وعبدالاله هارون وفيمي سيون ومصعب بله، وتنظر قطر بعين الاهتمام الى ألعاب القوى وخصوصا ان الدوحة ستستضيف عام 2019 بطولة العالم بعد تفوقها على مدينة برشلونة الاسبانية ومدينة يوجين الأمريكية التي تعد مقر ألعاب القوى في الولايات المتحدة. دحلان الحمد نائب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى ورئيس الاتحادين القطري والآسيوي الذي قام بنفسه بـ«تقليد» البطل معتز برشم بالفضية مع الكندي ديريك دروين صاحب الذهبية والأوكراني بوغدان بوندارنكو الحاصل على البرونزية، أطلق من ريو سلسلة من التصريحات التي تؤكد ان ثمة خللا ما أدى الى هذه النتائج، يقول الحمد: «نتائج ألعاب القوى القطرية مخيبة للآمال ومرفوضة، فلا يمكن بعد أربع سنوات من الصرف والإعداد والاهتمام ان تكون هذه هي النتائج التي لا نقبل بها أبداً باستثناء معتز برشم الذي حقق إنجازاً من حقنا جميعاً أن نفتخر به». ويذهب الحمد بعيدا في كلامه الى حد المطالبة بمحاسبته اولا اذ يقول: «سنحاسب كل من تسبب في هذه النتائج ولا أرفض أن أكون أول المحاسَبين عن ذلك لكوني رئيساً للاتحاد، فالدولة لم تقصر في الاهتمام ودعم الرياضيين وتوفير كل ما هو مطلوب؛ ولذا يجب محاسبة ومعاقبة المتسببين في إخفاق ألعاب القوى والنتائج غير المرضية». ويتطلع رئيس اتحاد ألعاب القوى الى اولمبياد طوكيو 2020 إذ يقول إن العمل لا بد أن يبدأ مبكراً، «نحن متفائلون وخصوصاً أن هناك اهتماماً كبيراً من الدولة بالرياضة، إذ نعيش في تطور كبير، كما أن احتضان الرياضة في الأندية أمر أساسي، وأيضاً بالمدارس للنهوض بالرياضة، ولكن يجب أن تكون العملية علمية، ومحسوبة بطريقة صحيحة حتى نتجاوز كل السلبيات». برشم... صناعة وطنية! ينظر القطريون الى برشم بنظرة تمتزج بين الامل والفخر وخاصة ان هذا البطل «صنع في إسباير».. وهذا ما يؤكد ان قطر بدأت تجني ثمار اكاديمية التفوق الرياضي «اسباير» التي بدأت تنجب أبطالاً للعالم، وبعد الفضية التاريخية، يتطلع برشم الى تحقيق الرقم القياسي العالمي في مسابقة الوثب العالي (2,45 متر) والمسجل باسم الكوبي خافيير سوتومايور الذي حققه في لقاء سلمنقة في اسبانيا عام 1993 قبل ان يعلن الاخير اعتزاله رسميا عام 2001 علما ان برشم كان قد اقترب كثيرا من كسر الرقم عندما حقق ثاني أفضل رقم في التاريخ في مسابقة الوثب العالي في لقاء بروكسل، المرحلة الرابعة عشرة الاخيرة من الدوري الماسي لألعاب القوى العام الماضي. وسجل برشم (2,43 متر) ليبقى رقم سوتوماير وقدره (2,45 متر) صامدا منذ عام 1993، وبدأت مسيرة تألق برشم مع منافسات الوثب العالي في عام 2010 عندما سجل 2,31 متر على مستوى الشباب، قبل أن يواصل تطوير أدائه عاما بعد آخر. وقد تخرج النجم البالغ من العمر (25 عاما) من أكاديمية التفوق الرياضي (اسباير)، معتز وضع نفسه تحت تصرف أبيه الذي كان «القدوة».. ورغم أن والد معتز، عيسى برشم، كان عداء مسافات متوسطة على المستوى الإقليمي، فإن الأخير رفض السير على خطى والده، ليحترف رياضة الوثب العالي، وتحدث برشم عن رفضه السير على خطى والده، حيث قال: «كنت أذهب مع والدي إلى المضمار دائما حيث يخوض تدريباته، دائماً يقول لي والدي وقتك قادم كن صبوراً وركز على ما تفعله طالما سعيت إلى تقديم أفضل ما لديك، فإنها مسألة وقت، وكان على صواب...». البطل الأولمبي الذي احتفلت به اللجنة الاولمبية القطرية برئاسة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني في بيت قطر في ريو قال إنه سيتم الاستعداد مع المدرب والكادر الإداري والفني والطبي لما هو قادم من مهام وتحديات كبيرة، وأبرزها أربع محطات مهمة في مسيرته وهي (بطولة العالم لندن 2017 في الهواء الطلق، وبطولة العالم داخل الصالات برمنغهام 2018، وبطولة العالم -الدوحة 2019 وأولمبياد طوكيو 2020).
مشاركة :