لم يكن تفاعل جميع أبناء الشعب السعودي حينما أُطلق وسم ( كلنا فداك يا نجران ) غريبًا، فقد فاحت دماء أبناء نجران الطاهرة عطرًا في كل شبر في هذا الوطن منذ انطلاق عاصفة الحزم حتى عودة الأمل حتى هذه اللحظة، بالأمس القريب زفت نجران أبناءها الشهداء الذين ذهبوا في سبيل الوطن ومن أجله، لتصطف أسماؤهم في قائمة من سبقوهم من أجل الوطن وحمايته، نجران هذه المنطقة التي ما أن يرد اسمها حتى يقف الجميع احترامًا وتقديرًا لها ولأبنائها الكرام الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تراب هذا الوطن، وكانوا سدًا منيعًا مع رجال قواتنا المسلحة على طول الشريط الحدودي مع اليمن، كيف لمن يعرف نجران أن يقف مكتوف الأيدي دون أن يسيل حبر القلم لهم، كيف لمن يعرف نجران الوفاء والصمود ولا يتغنى بشهدائها الطاهرين، كيف لمن يعرف نجران لا يتبادر إلى ذهنه الشموخ والعطاء في سبيل الوطن، لن يكون أولئك الشهداء الذين ارتسموا في ميدان الشرف وسالت دماءهم على تراب نجران الأبية، لوحدهم، بل هي نجران تجود بكل أبنائها منذ الأزل وفي كل محنة يمر بها الوطن نجدهم يتصدرون المشهد دون القيادة والوطن، نجران أرض السلام لن تغتالها أيادي المعادين وسوف تبقى شامخة كشموخ جبالها في كبد السماء، وسيفًا مسلطًا على كل باغ على الوطن، نجران رمز للوفاء في كل المواقف، وقصيدة فرح لكل أبناء الوطن، كيف للتاريخ أن يتناسى نجران، وفي ذات الوقت كيف لصفحاته أن تستوعب ما تجود به نجران، لقد برهنت ولازالت المواقف تؤكد أن هذه المنطقة الصامدة منذ نحو العام ونصف العام لن تثنيها مقذوفات المعتدين ولن تحط من عزمهم، بل أن نجران وأبناءها في كل موقف يزدادون صلابة وقوة في وجه الحوثيين وأعوان المخلوع، الذين لم يراعوا دماء المدنيين تأكيدًا لأخلاقهم وادعاءاتهم المزعومة، وليعلم الجميع أن أبناء نجران كبارًا وصغارًا يقدمون دروسًا وطنية في الصمود والذود عن حدود الوطن، فهم في كل موقف منافحين عن الوطن معتزين به، ووقفتهم المشرفة في اللحمة الوطنية نموذج يقدمونه في كل موقف ولن ترهبها أيادي المعتدين ومقذوفاتهم الطائشة من وقت إلى آخر، بل أنهم يثبتون في كل لحظة أنهم سد منيع في وجه كل معتدٍ على تراب الوطن، ولم تكن نجران هي الوحيدة فحسب التي تتصدى ويعطر أبناؤها تراب الوطن بدمائهم، بل أن كل مناطق الشريط الحدودي الجنوبي تقف بالمرصاد لكل معتدٍ على تراب الوطن وأبنائه.
مشاركة :