وأوضح الدكتور التويم, أن وصول الإسلام إلى البرازيل جاء مبكرًا على يد مسلمي شمال وغرب إفريقيا ومن مسلمي الأندلس, ومما يؤكد صحة هذا الرأي, العديد من الظواهر ومنها التقاليد الموروثة عند الهنود الأمريكيين, وما عثر عليه من آثار مكتوبة في الصخور في 90 موقعًا بأمريكا الجنوبية والوسطى, بحروف من لغة "الماندنج" بغرب إفريقيا . وأشار إلى أن التواجد الإسلامي في أمريكا اللاتينية على وجه العموم, وفي أمريكا الجنوبية على وجه الخصوص, يعود إلى موجات من الهجرة يمكن تقسيمها إلى أربع موجات رئيسة, الأولى منها بدأت مع وصول كريستوفر كولومبس إلى القارة الأمريكية, وقد صادفت سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس, مما تسبب في موجة من الهجرة بسبب الاضطهاد, فيما جاءت الموجة الثانية للهجرة, بعد الموجة الأولى مباشرة, وذلك بنقل آلاف البشر من القارة الأفريقية وكان من بينهم عددٌ كبير من المسلمين, الذين استطاعوا تكوين جاليات مزدهرة وبخاصة في البرازيل, أما الموجة الثالثة للهجرة في أمريكا اللاتينية, فقد بدأت عن طرق البريطانيين والهولنديين الذين أخذوا بالعمالة الإجبارية لمستعمراتهم من جاوه والهند بقارة آسيا وذلك عام 1830م, وجاءت بعدها الموجة الرابعة عام 1860م, حيث بدأت الهجرة من سوريا ولبنان إلى البرازيل والأرجنتين وتشيلي وغيرها, وقد ازدادت الهجرة أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى والثانية, وشملت فلسطين والأردن . وخلص ممثل وزارة الشؤون الإسلامية في ورقة عمله, إلى جملةٍ من الحقائق عن دول وشعوب أمريكا اللاتينية من أهمها, كبر مساحتها التي تبلغ أكثر من 21 مليون كم, وكثرة التعداد السكاني فيها, حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 590 مليون نسمة, وعدم وجود عداء تاريخي مع البلاد العربية والإسلامية, وتوافر الموارد الطبيعية فيها, وانتشار الإسلام فيها, وتعاطف البرازيل حكومةً وشعبًا مع قضايا العرب والمسلمين, إضافةً إلى العلاقات الإيجابية بين الأقليات المسلمة وبين مجتمع الأكثرية. عقب ذلك, قدم عبدالناصر الخطيب, بحثًا حول معوقات العمل الإسلامي في أمريكا اللاتينية, ذاكرا منها ضعف الشعور بالانتماء للإسلام في دول أمريكا اللاتينية, وفقدان المسلمين فيها للمرجعية العامة الشاملة التي تجمعهم وتوجههم, والنقص في الكوادر المتخصصة بالدعوة الإسلامية والإرشاد والتوجيه, وقلة المدارس التي تعنى بتعليم أصول الدين الإسلامي, إضافةً إلى وجود ثغرات إعلامية بكل أبعادها, حيث لا توجد للمسلمين وسيلة إعلامية تتحدث بلسانهم وتعنى بتحسين الصورة المشوهة عن الإسلام, كما أن المؤسسات الإسلامية في أمريكا اللاتينية لا تملك الإمكانات المادية الكافية لإقامة المعاهد والدورات والمحاضرات . واختتمت أعمال اليوم الثاني من المؤتمر الـ 29 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي, بجلسة تناولت محاور عدة حول واقع الجاليات المسلمة في كوراساو وكوستا ريكا وسبل النهوض بها . كما استعرض المشاركون, طرق الوقاية من الغلو والتطرف, ومنها العمل على نشر الفكر الوسطي, وجعل الوسطية ثقافة عامة, وتوعية المسلم بأضرار وعواقب التعصب والغلو, وتقبّل الآخر واحترام رأيه دون النظر إلى جنسه وفكره, وإحياء العمل التطوعي الاجتماعي, مشيرين إلى سبل علاج التطرف والغلو التي جاء منها, احتواء الشباب المتطرف والتعرف على دوافع فكرهم, واعتماد الحوار كوسيلة للتغيير لتقابل الكلمة بالكلمة, والفكر بالفكر, والحجة بالحجة, والدليل بالدليل, واعتماد المناقشات المغلقة بعيدًا عن ضوضاء الجمهور والعامة, وتجنب التطرف في الموقف من المتطرفين, فلا يقابل التطرف بالتطرف ولا الغلو بالغلو . // انتهى // 10:33ت م spa.gov.sa/1529300
مشاركة :