حوار: ملحم الزبيدي أكد محمد الرقباني، مدير عام دبي للاستثمار الصناعي، الذراع الصناعية التابعة ل دبي للاستثمار، أن الشركة ستواصل المضي في اتباع استراتيجية التوسع في كل من دولة الإمارات والأسواق الإقليمية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، في ظل استعدادها وجهوزيتها، لاغتنام الفرص الاستثمارية المستقبلية، وتبادل المعرفة وتحسين القدرة التنافسية، وفتح مجالات جديدة للنمو. وأوضح الرقباني في حوار مع الخليج، أن دبي للاستثمار الصناعي تنتهج استراتيجية شراكة حيوية بفضل قدراتها ودرايتها التقنية، ما يمنحها القدرة على إدارة الفرص الاستثمارية الجديدة بفعالية، ومن خلال الحفاظ على هذا التوازن، تهدف الشركة إلى تحقيق نمو مستدام، يضمن عوائد مجزية لأداء الأعمال، لأننا ندرك جيداً أن التحدّيات هي جزء من طبيعة عمل الشركات الاستثمارية كافة. قال محمد الرقباني: تمكنا في دبي للاستثمار الصناعي من تخفيف آثار التقلبات الاقتصادية، والاستمرار في الحفاظ على دور إنتاجي، وذلك بفضل محفظتنا المتنوّعة التي ساعدت الشركة على المحافظة على صافي أرباحها، وأسهمت في توسيع نموذج أعمالها بشكل عام. وأشار الرقباني إلى أن دبي للاستثمار الصناعي تتطلع دائماً نحو اعتماد طرق مبتكرة لتوسيع وتنويع مجموعتها من الصناعات بما يتماشى ورؤية دبي للاستثمار. وفي هذا الإطار، دخلت الشركة في مشروع مشترك مع شركتي دوبال القابضة، ومارس، لإنشاء مصنع الإمارات للألمنيوم المتداول لتصنيع لفائف الألمنيوم وسيكون هذا المصنع جاهزاً للتشغيل في الربع الثالث من عام 2017 في منطقة خليفة الصناعية في أبوظبي (كيزاد). كما وقّعت دبي للاستثمار الصناعي مذكرة تفاهم مع شركة أبوظبي الوطنية لمواد البناء لإنشاء مصنع للصلب في منطقة المصفح الصناعية، بكلفة 250 مليون درهم. وتمتلك دبي للاستثمار الصناعي حصة 51% في المشروع المشترك، الذي سيعمل على تلبية الطلب المحلي على الصلب في ظل نمو مشاريع الإنشاءات في جميع أنحاء الدولة والمنطقة. وتالياً تفاصيل الحوار: ما تقييمك لرحلة نجاح دبي للاستثمار الصناعي على مرّ الأعوام؟ لم تقتصر مساهمة دبي للاستثمار الصناعي من خلال الشركات التابعة لها العاملة في قطاعات متنوعة، على زيادة الأرباح الإجمالية للشركة فحسب، بل تعدت ذلك إلى المساهمة في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات. وعززت الشركة أيضاً حضورها عبر مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك تصنيع مواد البناء والسلع الاستهلاكية سريعة الحركة والمواد الصيدلانية، إلى جانب الاستثمار في حلول تقنية المعلومات والتعليم والرعاية الصحية وغيرها. ومن خلال شركة دبي للاستثمار الصناعي، استطاعت دبي للاستثمار أن تقدم قيمة للمساهمين فيها تمثلت في تمكينهم من فرص الاستثمار الناجح في شركات نامية، والقيام بعمليات تخارج استراتيجية. تنويع الاستثمارات أوضحْتَ أن محفظة الشركة الاستثمارية متنوعة، فما هي القطاعات التي تعطيها دبي للاستثمار الصناعي أولوية في التركيز؟ تعتبر دبي للاستثمار الصناعي المثال الرائد ضمن شركات دبي للاستثمار في اعتماد استراتيجية تنويع الاستثمارات، ولاسيما في قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات. لذلك حرصت الشركة على التسريع من وتيرة جهودها لتوسيع نموذج أعمالها، والتحول لدخول قطاعات جديدة واعدة. وفي هذا السياق، فإن قطاعات التركيز الرئيسية للشراكات الاستراتيجية هي الرعاية الصحية والتعليم. وتُعد استراتيجية دبي للاستثمار الصناعي في تنويع الاستثمارات جزءاً لا يتجزأ من نجاحها في تعزيز استفادتها من الفرص المتاحة في الأسواق النامية في قطاعي الرعاية الصحّية والتعليم. وضمن هذا الإطار، أسهمت دبي للاستثمار الصناعي في إنشاء مشروع عيادات مستشفى كينغز كوليدج في دبي. وبفضل هذا المشروع، ستحظى دبي بمنشأة استشفائية من الطراز العالمي، تضم 100 سرير تقريباً، وذلك بحلول عام 2018، وعدداً من العيادات بحلول نهاية عام 2016، أو مطلع السنة المقبلة على أقصى تقدير. كما أسهمت دبي للاستثمار الصناعي أيضاً بما يقدر ب 90% من الكلفة الإجمالية لمشروع حرم جامعة مودول دبي النمساوية، وهو أول فرع للجامعة خارج فيينا. وإجمالاً، يعد قطاع التعليم قطاع نمو رئيسياً بالنسبة ل دبي للاستثمار الصناعي، وتشكل جامعة مودول دبي قيمة مضافة كبيرة لنموذج أعمال الشركة الحيوي، واستثماراً استراتيجياً. وفي حين أن قطاعي الرعاية الصحّية والتعليم هما محور تركيزنا حالياً، إلا أن دبي للاستثمار تتطلع أيضاً إلى تعزيز حضورها الإقليمي وتوسيع نطاق أنشطتها الاستثمارية والشراكات الاستراتيجية في قطاعات أخرى. طرق مبتكرة هل يمكنك أن تلقي الضوء على القطاعات الاستثمارية المتنوعة، وتعطينا نبذة عن المشاريع التي تنوون الدخول فيها، أو بصدد تدشينها؟ تتطلّع دبي للاستثمار الصناعي دائماً نحو اعتماد طرق مبتكرة لتوسيع وتنويع مجموعتها من الصناعات، بما يتماشى ورؤية دبي للاستثمار. وفي هذا الإطار، دخلت الشركة في مشروع مشترك مع شركتي دوبال القابضة، إحدى الشركات التابعة ل مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، ومارس وهي مجموعة صناعية يوجد مقرها في سنغافورة، وذلك لإنشاء مصنع جديد للفائف الألمنيوم المتداول اسمه إميرول أوالإمارات للألمنيوم المتداول، وهي شركة محدودة المسؤولية. وسيكون هذا المصنع جاهزاً للتشغيل في الربع الثالث من عام 2017 في منطقة خليفة الصناعية في أبوظبي (كيزاد). سنكون مستفيدين بذلك من عامل الطلب المرتفع على الألمنيوم في المنطقة. وسيسعى المصنع إلى الإسهام في تغطية جانب من الطلب المرتفع على الألمنيوم في مجال الصناعات التحويلية، بمنطقة الشرق الأوسط. كما وقعت دبي للاستثمار الصناعي مذكرة تفاهم مع شركة أبوظبي الوطنية لمواد البناء لإنشاء مصنع للصلب في منطقة المصفح الصناعية، بكلفة 250 مليون درهم. وتمتلك دبي للاستثمار الصناعي حصة 51% في المشروع المشترك، الذي سيعمل على تلبية الطلب المحلي على الصلب في ظل نمو مشاريع الإنشاءات في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. ويُعدّ الاستثمار في مجالي الألمنيوم والصلب جزءاً من استراتيجية دبي للاستثمار الصناعي، الرامية لدعم تطوير القطاعات غير النفطية في الإمارات وتعزيز مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. عمليات التخارج في ظل زخم عالمي لعمليات دمج واسعة، ارتأت دبي للاستثمار الصناعي أن تجري عمليات تخارج في الأعوام الأخيرة، حدثنا عن هذه التجربة؟ إحدى أبرز هذه العمليات حصلت في يونيو/حزيران عام 2014، عندما أجرت دبي للاستثمار الصناعي عملية تخارج على ما نسبته 66% من أسهمها في شركة غلوبال فارما للأدوية التابعة لها، لصالح تحالف استثماري تقوده شركة سانوفي. وفي الربع الأول من عام 2016، توصلت دبي للاستثمار أيضاً إلى اتّفاق مع الجهات المعنية لنقل عمليات شركة تابعة ل دبي للاستثمار الصناعي، وهي مزرعة مرموم لإنتاج الألبان وذراعها للتوزيع يونايتد سيلز بارتنرز ضمن إطار زمني متفق عليه، وإعادة قطعة الأرض إليها. ووفقاً لذلك، قبلت هذه الجهات بدفع تعويضٍ يشمل قيمة الأرض والمنشآت والمعدّات، إضافة إلى الخسارة في الأرباح. ما خططكم الطموحة لتعزيز الفرص الاستثمارية المستقبلية لشركة دبي للاستثمار الصناعي؟ قياساً على نجاح الشركة السابق، فإن دبي للاستثمار الصناعي مستعدة وجاهزة للفرص الاستثمارية المستقبلية، فالشركة مدعمة بعوامل النجاح الرئيسية اللازمة التي تساعدها على التأقلم، وسط طبيعة الأعمال المتغيرة، وتتهيّأ لتحقق نقلة نوعية في مسيرة نموّها في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وقد شهدت المنطقة تقدماً كبيراً في العقدين الأخيرين، سواء فيما يتعلّق بمعايير الصناعة أو على مستوى الخدمات. محفظة استثمارية متنوعة تعتبر دبي للاستثمار الصناعي منطقة الشرق الأوسط سوقاً نامية ومستدامة وطويلة الأجل، لذا تواصل الشركة استراتيجية التوسع في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والأسواق الإقليمية، لتوسع محفظتها الاستثمارية، في مجال تبادل المعرفة وتحسين القدرة التنافسية، وفي الوقت نفسه فتح مجالات جديدة للنمو. وتتمثل الاستراتيجية الاستثمارية في الاستفادة من نموذج الأعمال الحيوي والمتنوع للشركة، والذي يشمل شركات دبي للاستثمار الصناعي، الإمارات لأنظمة المباني الحديدية - ذ.م.م، مزرعة مرموم للألبان، شركة الزيوت الطبيعية - ذ.م.م، دبي للرافعات والخدمات الفنية المحدودة، الإمارات لسحب اللدائن - ذ.م.م، تك سورس ذ.م.م، جامعة مودول دبي كينغز كوليدج للرعاية الصحية ذ.م.م، الإمارات للألمنيوم إيميرول ذ.م.م غلوبال فارما للأدوية وهي تابعة لسانوفي. تبادل المعرفة تطرق محمد الرقباني، مدير عام دبي للاستثمار الصناعي، إلى المزايا الاستثمارية والتشغيلية التي تقدّمها دبي للاستثمار الصناعي إلى شركائها الحاليين والمفترضين مستقبلاً في خططها المقبلة، وقال إنه يمكن للمؤسسات الشريكة، من خلال الخبرة والقيادة اللتين تتمتع بهما دبي للاستثمار الصناعي، أن تحسن من قدراتها التنافسية، إضافة إلى اكتساب موارد إضافية تتيح لها النمو والتوسع، وإدخال مهارات مهمة إليها في مجال الأعمال. وفي عالم الأعمال التنافسي، كما تقدم دبي للاستثمار الصناعي، عبر شبكة الشركات التابعة لها، فرص تبادل المعرفة والقدرة على تعزيز التعاون مع شركات أخرى. تحديات الاستثمار أكد مدير عام دبي للاستثمار الصناعي، الذراع الصناعية التابعة ل دبي للاستثمار أن التحدّيات هي جزء من طبيعة عمل الشركات الاستثمارية كافة، ومع ذلك، فقد تمكنت دبي للاستثمار الصناعي من تخفيف آثار التقلّبات الاقتصادية، والاستمرار في الحفاظ على دور إنتاجي، وذلك بفضل محفظتها المتنوّعة التي ساعدت الشركة في المحافظة على صافي أرباحها، وأسهمت في توسيع نموذج أعمالها بشكل عام. وأضاف: هناك تحد رئيسي آخر، يتمثل في التطوير المستمر بهدف الحفاظ على موقع متقدم، والتأكد من أننا كشركة قادرون على التغيير والتطور وفقاً للفرص الناشئة، ونحن كشركة، نعمل على التحسن المستمر، لا سيما في طرق التفكير المبتكرة، وبالتالي، فإن دبي للاستثمار الصناعي تتبع استراتيجية شراكة حيوية بفضل قدرتها ودرايتها التقنية، الأمر الذي يسهم في إدارة الفرص الاستثمارية الجديدة بفاعلية. وأضاف: من خلال الحفاظ على هذا التوازن، تهدف دبي للاستثمار الصناعي إلى تحقيق نمو مستدام، وبالتالي عوائد مجزية لأداء الأعمال.