دبي: أحمد مصطفى وصف سعيد عبد الغفار نائب رئيس اتحاد الكرة، والأمين العام للجنة الأولمبية سابقاً، ما يحدث في الساحة الرياضية الإماراتية عقب الخروج بميدالية وحيدة من أولمبياد ريو دي جانيرو، بالفوضى الرياضية، مؤكداً أن ما يحدث عقب الإخفاق في كل دورة من امتعاض ورفض ونقد، ثم وعود وعهود بتغيير المعايير والحسابات والرؤى، هو سيناريو مكرر وأسطوانة كما يقال مشروخة يعاد تدويرها من دون ملل. وأضاف: للأسف تلك الأسطوانة ذاتها تدور على مسامعنا من المسؤولين كأنهم غير مسؤولين لماذا أخفقنا، ومن يتحمل مسؤولية الإخفاق، ويتم تبادل الاتهامات من دون الوصول إلى متسبب، والنتيجة هي المواصلة على المنوال نفسه، من دون العمل في سبيل ما تحدثنا عنه أو تمت مناقشته، وبالتالي نعود من حيث بدأنا. وتابع أمين عام اللجنة الأولمبية ونائب رئيس اتحاد الكرة السابق، قائلاً: علينا أن نسأل أنفسنا لماذا نمارس الرياضة أولاً؟ هل ذلك من أجل التسلية وقتل الوقت وتفريغ الطاقات، أم أنها من أجل حصد البطولات وتحقيق الميداليات ورفع علم الإمارات، كما نقول قبل أي بطولة؟ فلابد أن تكون هناك رؤية وآلية عمل واضحة، ومن الواضح إننا نستهدف الأمرين، وإلا لما توجعنا من عدم تحقيق الميداليات والنتائج. وأشار عبد الغفار إلى أنه لابد من الوقوف والتمهل قليلاً للمراجعة وإعادة صياغة كل التوجهات من خلال قانون رياضي شامل يضمن للرياضة الإماراتية أن تكون في المقدمة، من خلال أسس وقوانين ولوائح صريحة وواضحة تعاقب كل من يخطئ أو يتهاون في تحقيق أهداف المنظومة الرياضية. وأكد سعيد عبد الغفار أنه ليس من المعقول أن تتكرر الأسطوانة ذاتها للاتحادات الرياضية المختلفة في كل دورة، فكل شيء يتغير إلا الوعود والأعذار كما هي، وفي لقاءات كثيرة سابقة جمعتني مع الإعلاميين على فترات متفاوتة قلت هذا الكلام، وقد ذكّرت به مؤخراً رئيس القسم الرياضي في "الخليج" للتأكيد على أن الواقع لم تتغير معطياته، ولذا لا أتوقع أن يحدث تغيير محسوس، ما لم تتغير القناعات القائمة منذ أمد بعيد، والعقليات التي تعتقد أنها على صواب في ما تفعل، فالنتائج المرجوة لن تتحقق إلا بالارتقاء بالعمل الرياضي وبمستوى اللاعبين المشاركين في البطولات الخارجية. وتساءل: إلى متى سنظل بهذه الطريقة من دون أن نجد من يحاسب، أو آلية معروفة للرقابة بمعناها الصحيح، من ليست لديه المقدرة على المواصلة وتحقيق النتائج الأفضل أن يترك مكانه لغيره، من دون أن يواصل تقديم الوعود والأعذار ويبيعنا الوهم. وأضاف: كثير من المسؤولين في الاتحادات يتعاملون مع جمهور الشارع الرياضي بهذا المنوال، ويطالبون بعد كل إخفاقة بمزيد من الدعم على الرغم من أنه موجود ومتوفر، ولكن هي أيضاً أسطوانة مكرورة سئمنا منها، ولا أريد أن أتحدث عن شخص بعينه في هذه الجزئية، لأن الأمثلة كثيرة. وعاد عبد الغفار ليوجه سؤالاً آخر قائلاً: هل من المعقول أن يشارك اللاعب سعود الزعابي في الأولمبياد في مسابقة غير مسابقته (1500م بدل 800م)، وأن يعرف ذلك قبلها بأسبوعين فقط؟ حتى لو كانت المشاركة ببطاقة دعوة ويلد كارد، فقد كان من الممكن أن تكون المشاركة أكثر إقناعاً وفائدة ومردوداً مما كانت عليه، هل وصل بنا الاستهتار إلى هذا الحد في الرياضة الإماراتية عند المشاركة في دورة أولمبية، ومن المسؤول عن هذه الفوضى؟ وفي ما يتعلق بدور الهيئة والاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية قال: الهيئة تلقي بالمسؤولية على الاتحادات الرياضية، ويدها كما لو كانت مغلولة، والاتحادات، المفروض أنها خاضعة لرقابة ومتابعة أولمبية، لكنها عملياً بلا رقيب أو محاسبة يعني لاحول ولا قوة، وهذا ما يعود بنا للتساؤل لماذا لا توجد جهات محاسبية للرياضة، مثل أي مجال آخر، فلن يكون هناك ارتقاء بالرياضة طالما لا توجد محاسبة، أو ردع لكل من وعد وأخلف، أو حصل على دعم ولم يحقق نتيجة إيجابية، خاصة أنه في الرياضة لا نعرف من يحاسب من؟. وتابع: دولة الإمارات وصلت إلى أعلى المحافل وفي مختلف المجالات وإنجازاتها يتحدث عنها العالم، وأصبحت الرقم واحد في الكثير من المجالات إلا الرياضة، لا شيء لم نقدم جديداً، ولا يوجد لدينا إنجاز كبير نتحدث عنه. ووجه عبد الغفار رسالة إلى رؤساء الاتحادات الرياضية قائلاً لكل من يعنيه الأمر: أنت قاعد شو تسوّي منذ سنوات، لو لم تستطع تقديم الأفضل والارتقاء بمستوى لعبتك فعليك بالاستقالة فوراً، أو عدم الترشح لدورة جديدة، لا نريد أن نسمع منك نفس الحديث ونفس الأعذار كل مرة دون فائدة. وعاد ليتساءل مرة أخرى: هل أصبحت الرياضة سبوبة من أجل سفر الإداريين والمسؤولين للتنزه والسياحة بصحبة الفرق؟ حقاً أصبحنا لاشيء في الرياضة، الكل يتحدث ولا يقدم شيئاً، يعِد ولا يفي، ولو شبهنا ما يحدث في الرياضة بجريمة أرتكبها أحد الأشخاص سيجد الشرطة تحاسبه على مخالفته، ولو كسر إشارة حمراء سيجد من يوقفه، لكن في الرياضة لا رادع ولا حساب. وأضاف: عقب كل دورة أولمبية أو إخفاق رياضي تتكرر الأسئلة نفسها، والمناقشات نفسها، من دون أن نجد حلولاً جذرية وإيجابية، الكل يتحدث وفي النهاية يتكرر ما يحدث ثانية من دون فائدة. وقال عبد الغفار مسترسلاً: لابد أن نحدد أهدافنا من الرياضة، ونغير النظرة القائمة لها من قبل المسؤولين، ومسألة رفع العلم في المحفل الأولمبي يجب أن نكون على قدرها، لا سيما وأن علم الدولة مرفوع في كل المحافل، بك أو بدونك يا من تدعي ذلك، وحتى في الدورات الأولمبية العلم يرتفع بمجرد المشاركة، إنما الذي نبحث عنه هو رفع العلم بإنجاز رياضي حقيقي يثبت فيه ابن الإمارات حضوره وتمثيله المشرف للدولة، ليس مطلوباً أن ننافس أمريكا، أو روسيا، أو الصين، في كم وكيف الميداليات، ولكن فقط أن يكون الحضور بإثبات للوجود وبتمثيل مشرف، تماما كما حدث في وقت ما في دورة أثينا 2004 عندما حقق الشيخ أحمد بن حشر ذهبية الدبل تراب، ولكن يجب في الوقت نفسه أن نعترف بأن ميدالية الشيخ أحمد تحسب له بالمقام الأول، لأنه تعب وأعد نفسه بنفسه من الألف إلى الياء. وختم عبد الغفار كلامه قائلاً: لو قارنّا أنفسنا بجيراننا من حيث الصرف، لا يمكن بأي حال أن نكون أقل، لكن المردود عندهم أفضل، وهذا واضح، ولكن الصرف عندنا في غير محله بالتأكيد، وهذا يعود بنا إلى سؤال المحاسبة، وضرورة عقد منتدى أو مؤتمر لبحث الموضوع برمته، والوصول فيه إلى توصيات ملزمة بتغيير الخريطة الرياضية، فالرياضيون لا يتمتعون بحصانة من أي نوع حتى لا يحاسبهم أحد. رسالة إلى أصحاب الفكر القديم استشهد سعيد عبد الغفار خلال اللقاء بأكثر من مقولة لتأكيد الأفكار والمعاني التي يؤمن بها في سبيل التغيير المنشود بالنسبة إلى رياضة الإمارات، ومن أبرزها مقولة الشاعر الفرنسي فيكتور هوجو: لا يوجد شيء أقوى من فكرة حان وقت تنفيذها، وليس هناك شيء أسوأ وأضر من شخص لا يزال يعمل بالفكر القديم.
مشاركة :