فيما كشفت مصادر يمنية مطلعة أن السبب في تغيب المخلوع، علي عبدالله صالح، عن حضور التظاهرة التي شهدها ميدان السبعين، بالعاصمة صنعاء، أول من أمس، يعود إلى "مخاوف أمنية"، عقب ورود معلومات عن احتمال تعرضه لمحاولة اغتيال، بدا رئيس ما يسمى بـ "المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، مرعوبا وهو يجلس خلف زجاج مضاد للرصاص. وكان السكرتير الصحفي للمخلوع، أحمد الصوفي، زعم أن صالح قرر عدم الحضور للميدان، حتى لا يجذب الأضواء إليه، على حساب بقية الحضور، وقال "بمجرد حضور صالح كان سيلغي وجودهم". إلا أن مصادر إعلامية أكدت تزايد الخلافات بين طرفي الانقلاب خلال الفترة الماضية، بسبب الصراع على الاستحواذ بالسلطة، والانفراد باتخاذ القرار. وأضافت أن مصادر أمنية طالبت صالح بعدم الحضور، مؤكدة وجود مخطط لاغتياله، وهو ما دفع صالح إلى عدم الحضور، رغم أنه بذل جهودا كبيرة لإنجاح تلك التظاهرة، وأنفق عليها أموالا طائلة، كما عقد اجتماعات متواصلة مع عناصر حزبه، هددهم فيها من التقاعس عن رفد التظاهرة بأعداد كبيرة من المشاركين. تفاقم الصراع أوضح رئيس مركز المدار اليمني للدراسات، الدكتور فضل الربيعي أن من أبرز الأسباب التي أدت إلى غياب صالح عن تظاهرة السبعين، وجود صراعات بين المؤتمر الشعبي والحوثيين، وخلافات كبيرة جدا، وأن الدكتور عادل الشجاع أشار قبل أيام إلى وجود خلافات بين الجانبين، وأضاف "صالح لديه مخاوف من الاغتيالات، ولذا فإن تحركاته محدودة جدا وظهوره بات نادرا، رغم أنه يسعى إلى العودة للسلطة عبر بوابة تلك الحشود التي تحضر إما بالترغيب أو الترهيب، وكثير ممن حضروا التظاهرة كانوا يرون أنه إذا توفرت المواصلات والقات، فإن ذلك كاف في نظرهم، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها. كما لجأ المخلوع إلى تهديد الموظفين بإيقاف رواتبهم، إذا رفضوا الحضور للمظاهرة، إضافة إلى مطاردة المتخلفين. وأضاف الفضلي أن المجلس السياسي بين الحوثيين والمؤتمر مصيره الفشل بسبب عدم وجود حد أدنى من الاتفاق بين طرفي الانقلاب.
مشاركة :