غيب الموت صباح أمس، طارق الوادعي صاحب الإعاقة الذي حفظ القرآن الكريم كاملا، ودأب على تصفح صفحاته باستخدام أسنانه. ويقول شقيقه حمود "إن طارق حفظ القرآن الكريم خلال أربع سنوات، وكان يستعد لصلاة الفجر قبلها بفترة زمنية، ويتيمم بحكم المشقة اللاحقة به بفعل الوضوء"، لافتا إلى أنه بعد صلاة الفجر يتدحرج على جنبيه، ويبدأ بالسلام على والدته أولا، ويصر على أن تضع يدها أرضا بالقرب منه حتى يقبلها، ثم يطلب منها ثانية الدنو أكثر ليقبل رأسها، مشيرا إلى أن والدته كانت تأخذه إلى دورة المياه المعدة سلفا له، وتقوم بغسله وتجفيفه وإلباسه. ويضيف "أن طارق كان يعود إلى ورده اليومي من القرآن، عقب تناول وجبة الإفطار بعد أن بدأ به في الصباح، وكان يتفرغ لمدة ساعة للتواصل مع أعضاء المحادثة في هاتفه لتحفيظ القرآن الكريم". والتقى قبل نحو 4 أعوام معلم حلقات التحفيظ، عضو مجلس حلقة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بجامع الصديق بقرى الوهابة في محافظة سراة عبيدة حسين آل جعثم، صدفة بوالد المعوق طارق الوادعي، وأقنعه بالحاق ابنه بإحدى حلقات التحفيظ، لكن إعاقة الطالب الكبيرة حالت دون التمكن من الالتحاق مع أترابه في جامع أو مدرسة. ويعاني الوادعي البالغ من العمر 35 عاما ضمورا في العضلات، وانحناء في العمود الفقري، ومن شكل قدميه اللتين تكونان كقطعة واحدة، حيث ينام على بطنه وصدره، ويتقلب مشيا على بطنه وجنبيه، منتقلا من غرفة إلى أخرى. كما أنه يستغرق حوالي الربع ساعة للوصول من غرفة نومه إلى المكان المخصص للدراسة، ويشرب بأسنانه، ويأكل بفمه في مكان مرتفع قليلا عن الأرض، ويستخدم هاتفه بالضغط على الحروف بأنفه ولسانه، إضافة إلى إتقانه الحاسب الآلي، والتواصل مع علماء الشريعة بالإنترنت، ولديه شهادات من بعض علماء المملكة، وكان أمله أن يصبح معلما للقرآن الكريم.
مشاركة :