حتى لا يكون هناك المزيد من داعشيات سعوديات!

  • 8/21/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا يزال خبر استرجاع ثلاث نساء سعوديات حاولن الالتحاق بصفوف تنظيم داعش مثار التناول الإعلامي؛ في ذات السياق استرجع سؤالاً طرحته علي مقدمة إحدى البرامج التلفزيونية المتخصصة قبل بضعة أعوام؛ عندما سألتني في أعقاب الحادثة الإرهابية في محطتي قطارات الأنفاق في موسكو عن مدى احتمالية ظهور امرأة إرهابية في مجتمعنا، أو تحديداً تحوّل تنظيم القاعدة لاستخدام النساء. فكانت إجابتي: السؤال الذي يجب أن نعلّقه دوماً ولا نتجاهله مطلقاً: إلى أي مدى المرأة في مجتمعنا بعيدة عن إمكانات التجنيد الإرهابي أو قريبة منها؟ مع الأخذ في الاعتبار أن الوصول للمرأة ووسائل تجنيدها أقل كلفة من تجنيد الرجل في ذات الوقت هي أكثر فداحة من حيث النتائج. الخطورة الحقيقية التي تكمن في التطرف وقدرة الجماعات الإرهابية على تجنيد مناصرات من النساء لها أو منفذات لأجندتها حتى إن سلّمنا بأنها لا تشكل ظاهرة كما لدى الرجال، أن العلاقة التي تربط المرأة بأفراد المجتمع تشكل شبكة مركزها المرأة (الأم). أن تجنّد امرأة إرهابياً هذا يعني تزيد من نسبة تجنيد نصف المجتمع أضعاف ما يحققه رجل لجماعة إرهابية! طالما كنت أردد ومنذ بدايات اشتغالي البحثي واهتمامي في هذا المجال أن دور المرأة هو النقطة العمياء التي لم ينظر إليها المجتمع بذات الأهمية للرجل! أو بصورة أدق قلل من شأن أهميتها ولا أدري هل تناسى ذلك المجتمع أو غفل عن حقيقة مؤكدة:أن الإرهابي في أصل تكوينه ونشأته هو جزء من نسيج اجتماعي يتكون من ذكر وأنثى. فالمرأة حاضرة لا محالة في نشأة هذا الإرهابي أماً كانت، أو أختاً، أو زوجة وابنة، أو قريبة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تكوّن الفكر المتطرف لدى الفرد الإرهابي ودور تدين المرأة الأم بشكل متطرف ومتشدد فيه فإما أن تضمهم هذه الأم لدائرتها المتطرفة أو ينفلتوا من زمام سيطرتها فتفقد الأمل فيهم. وأستحضر كيف أنه لم يكن من المفاجئ لي إطلاقاً تلقي خبر الكشف عن هوية جانيت ذات الـ17 ربيعاً المنحدرة من منطقة شمال القوقاز إحدى المرأتين اللتين فجرتا نفسيهما في محطتين لقطارات الأنفاق في العاصمة الروسية موسكو ٢٠١٠م، بحسب ما كشفه محققون روس وتناقلته مواقع الأخبار، سوى قلق من السؤال القديم الذي يطلّ برأسه: عن احتمالية تحوّل تنظيم القاعدة إلى الانتحاريات لتنفيذ عمليات انتحارية مع كل عملية إرهابية تنطلق من قاعدة الفكر الإرهابي نفسه وتكون بطلتها امرأة انتحارية تحديداً وإن اختلفت ظروف المجتمع الشيشاني عن مجتمعنا، أقصد دوافع التحول وظروفها بين مجتمعنا وطبيعة المجتمع الشيشاني ودور المرأة فيه، من حيث ترجيح كثير من المحللين أن ظاهرة الأرامل السود أو الانتحاريات الشيشانيات لا يمكن فصلها عن سياقها السياسي بمطالبة الشعب الشيشاني بالاستقلال عن روسيا وتعرضه للاضطهاد، واختلافه عن حرب الكفار في فكر جماعات الإسلام السياسي الإرهابية عموماً.. فهل أدركنا خطورة ودور المرأة وتداركنا..؟!

مشاركة :