استقبلت الساحة الفنية بكل قطاعتها إعلان وزارة الثقافة والإعلام عن الموافقة الملكية على إنشاء المجمع الملكي للفنون، بتفاؤل كبير، مرتئية في ذلك فرصة لتأطير النشاط الفني في سياق مؤسسي، يقوم على نهج مدروس، واستراتيجية واضحة الأهداف والمعالم، مقدمين جملة من المقترحات والآراء مساهمة في وضع أسس النجاح للمشروع المقترح، وجاء لقاء وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، بالفنانين والفنانات التشكيليين يوم الأربعاء الماضي، ليصب في ذات الإطار، الذي تسعى الوزارة من خلاله إلى الوقوف على آراء القطاعات المعينة بهذا المجمع ورؤيتها له، ومقترحاتها حول. وعقب ذلك اللقاء، تحدث لـ»المدينة» عدد من التشكيليين. حيث ألمح رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للثقافة والفنون سلطان البازعي لما دار في اللقاء بقوله: كان معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، حريصًا على الالتقاء بمجموعات مختلفة من كافة شرائح المجتمع، فقد كان حريصًا ومهتمًا بكل الآراء والأفكار، وحريصًا على الاستماع من الجميع. وكان الهدف من اللقاء هو شرح فكرة المجمع الملكي للفنون، والأفكار الرئيسية للخطة التشغيلية، والاستماع للآراء.. وسوف يعقب هذا الاجتماع اجتماعات أخرى، بالإضافة لسلسلة ورش عمل تعقد على مستوى المملكة. والجميع يتطلع لحراك متميز. ويختم البازعي بقوله: وأعتقد أن المرحلة المقبلة مبشرة بالكثير من التطوير، واحتواء قدر كبير من المبدعين الذين وصل إبداعهم للمحافل الدولية، بالإضافة للاهتمام بالمواهب الشابة. ترتيب وإعادة صياغة ويمتدح مدير الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية محمد المنيف فكرة إنشاء المجمع الملكي للفنون بقوله: لا شك أن ما يدور في المحيط الإبداعي بمختلف تنوعاته من سعادة غامرة بمشروع المجمع الملكي للفنون يعود إلى أن إضافة الصفة الملكية تعد تكريمًا وارتقاءً بالإبداعات الإنسانية؛ من مسرح، بكل ما يشتمل عليه من تمثيل وفلكلور شعبي وطرب، وكذلك الإبداعات البصرية من فنون تشكيلية وخط عربي وتصوير فوتوغرافي، إلى آخر المنظومة كونها أحد رموز الحضارة، حيث تأتي هذه المبادرة من حكومتنا الرشيدة بوصفها أحد مشاريع الرؤية 2030 التي يتم العمل من خلالها لتحقيق التحول الجديد لمستقبل حافل بالتطور في مختلف شؤون الحياة، بما يتوازى مع طموح أجيال الوطن محتفظة بتراث الماضي ومسايرة للحاضر ومتأهبة للمستقبل. ويضيف المنيف: يأتي هذا المجمع في وقته الذي أصبح فيه المجتمع السعودي مستعدًا لكل جديد وحديث معاصر، وقد سعدنا بهذا الإنجاز الذي نتمنى سرعة تحقيقه، خصوصًا ما يتعلق بالفنون التشكيلية، وما سيتم من إنشاء صالات عرض متنوعة تخدم الرواد والأجيال الجديدة والمستقبلية تلم فيها التجارب الأولى بالفنون الحديثة، وصولًا إلى صالات عرض للفنون العالمية، وبهذا سيصبح الفن ومن خلال المجمع الملكي للفنون أحد وجوه الحضارة، وعنوانًا راقيًا لقيمة إبداع الإنسان السعودي. ويختم المنيف بقوله: وفق المأمول من هذا المجمع أن يوظف النشاط الفني بشكل استثماري واقتصادي، وعلى هذا فالمأمول وزارة الثقافة والإعلام أن تعيد ترتيب وصياغة الساحة الفنية بصورة منهجية، تضمن الوصول إلى الهدف، وذلك عبر تصنيف المستويات والأجيال استعدادًا لوضع اللبنة الأخيرة في بناء هذا الفن، وفي مقدمتها إعداد قاعدة ببانات، ورصد مسيرة هذا الفن التي سبق وأن قدمت الجمعية السعودية للفنون التسكيلية لها عرضًا للوزارة. تذليل العقبات أما مدير فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بجدة نهار مرزوق فيقول: من الطبيعي أن نحلم بواقع مختلف، وهذا ما نطالب به في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية؛ فالفنان التشكيلي معني بالمجمع الملكي للفنون لتكون هيئة تحسين المستوى في الرسم والنحت والأطروحات المعاصرة، ومعني أيضًا بأن يقدم كل وسائل التشجيع للفنانين المعاصرين، دعمًا للمجمع في البداية ليتسنى لنا الاعتماد على النفس في النهاية كما هو موجود في كثير من الدول لاستيعاب جميع النشاطات الثقافية والفعاليات المتنوعة، وأن يحتل مكانه الريادي في خدمة الحركة الثقافية السعودية، وليبقى منارة تواصل حضاري مع الثقافات الأخرى العربية والإسلامية والإنسانية. ويخلص نهار إلى القول: إن زارة الثقافة والإعلام وبالتعاون مع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية ستعملان معًا على تذليل العقبات، التي تعيق الحركة التشكليلة وتحجم دور أبنائنا من الفنانين، الذين حملوا على عاتقهم رفعة مشعل الرؤية واعتلاء منصات الفنون بجهودهم الذاتية، ونحن ذاهبون لذات المكان لبناء صورة لحواضرنا العريقة لتبقى وتنافس وتحتل الريادة في هذا المجال. مجمع شامل وتقول الفنانة نجلاء السليم: حلم أي فنان وجود مجمع للفنون، وقد وعدنا معالي الوزير بأن هذا المجمع سيكون شاملًا بحيث يضم كل الفنون، وسيكون هناك أجنحة لأعمال رواد الفن التشكيلي، بالإضافة للاهتمام بالمكتبة التشكيلية، ومتاحف للأعمال الفنية السعودية؛ بحيث يكون المتحف مواكبًا لأبرز المتاحف العالمية، بالإضافة للأكاديمية، التي تهتم بالفنون، وسيكون مزارًا للجمهور للاطلاع على الفنون، بالإضافة للكتب الخاصة برواد التشكيل.
مشاركة :