كان موضوع حلقة البرنامج الشهير الذي تبثه قناة HBO لهذا الأسبوع يتمحور حول المدارس الحكومية مستقلة المنهاج، لكن المذيع جون أوليفر أبى أن تمر الحلقة التي ستعقبها عطلة شهر كامل من دون الإتيان على ذكر "دمية الشعوذة العنصرية المصنوعة من فضلات شعر الهررة" المدعو دونالد ترامب، حسب تقرير لصحيفة الأميركية. في البدء اعتذر المضيف عن ترديده موضوع مرشح الحزب الجمهوري كثيراً مؤخراً، لكنه بعد ما شهد الأسبوعُ هبوط شعبية ترامب في استطلاعات الرأي، وبعدما خسر ترامب رئيس حملته الانتخابية بول مانافورت، تنبأ أوليفر بأن هذه قد تمثل "مفترق الطرق" لحملة ترامب، "فهو إما سيهوي إلى قاع الحضيض قبل أن ينتفض وينتزع نصره، وإما أنها بداية النهاية". تكثيف الكراهية من وجهة نظر أوليفر يوجد أمام ترامب حلان: أولهما خسارة مدوية أمام هيلاري كلينتون، والثاني فتح صفحة جديدة تماماً تمكنه من تغيير الأمور والفوز. وهكذا في ضوء هذين الحلين خاطب أوليفر المرشح ترامب مباشرة طوال بقية الحلقة قائلاً: "يبدو أنك أمام حلين سيئين هنا. إن استمريت فستقضي الـ11 أسبوعاً القادمة في تكثيف الكراهية بخطاباتك وبث سم في دماء الأميركيين لن يزول قبل أجيال، كما ستحرم البلاد من سباق الأفكار الذي يفترض أن يكون هو جوهر سباق الرئاسة"، وفي النهاية قال أوليفر إن ترامب إما سيفوز وإما سيخسر لكنه في كلتا الحالتين سيغدو "تعيساً". ثم اقترح أوليفر على ترامب حلاً ثالثاً "انسحب". إذ خاطبه قائلاً: "انسحب ببساطة وقل لأميركا إن ترشحك كان مجرد تمثيلية ساخرة هدفها كشف عيوب النظام". مميزات ترشح ترامب ثم طفق أوليفر عبر الدقائق التالية يعرض خياره على ترامب محاولاً إقناعه، حيث قال إن حملة ترامب رغم كونها "محرقة جثث في جنازة مهرج متعصب" إلا أن ترامب "بمحض الصدفة فعل خيراً إذ خرج لنا بـ4 نقاط" على مدار حملته. فمثلاً لقد عرّى ترامب أخطاء وعيوب نظام تمويل الحملات الانتخابية الذي هو نظام مفلس مهترئ، كما أنه تمكن من إيجاد طريقة يستغل بها وسائل الإعلام للحصول على وقت مجاني للبث على الهواء، كما أنه أثبت أن الجمهوريين دوماً سيختارون الولاء للحزب على الأخلاق العامة في كل وقت وحين. ثم قال أوليفر: "لكن أكبر وأقوى ما أنجزه هو أنه كشف لنا أخطاءنا نحن الناخبين. تخيلوا نشوة النصر التي كانت لتعتريه على التلفزيون الرسمي إن قال: لقد رشحت نفسي بناء على أرضية مقترحات مستحيلة مشبعة بالتعصب العرقي، فلم يوقفني أحد، بل بالعكس ساندتموني فيها، فماذا كان ذاك بحق الجحيم؟". وتابع أوليفر: "إن انسحبتَ الآن بحجة أن تلقن أميركا درساً، فلن تكون خاسراً بل ستغدو أسطورة". الطفل الذي ترشح للرئاسة ولكي يفلح في إقناع ترامب بالأخذ بنصيحته قدم أوليفر نسخة من كتاب أطفال حقيقي اسمه The Kid Who Ran for President (الطفل الذي ترشح للرئاسة) الذي تدور قصته حول ولد في الـ12 من العمر يترشح للرئاسة على سبيل النكتة؛ حتى أن الكاتب ويل آرنيت سجّل لترامب نسخة صوتية من الكتاب كي يساعده على تخيل الأبعاد الدرامية للقصة والمشهد، يضم التسجيل خطاباً يلقيه الطفل عندما ينجح بالانتخابات الرئاسية ينتهي باستقالته على الفور. وأعلن أوليفر أنه لن يسمح باستضافة ترامب في برنامجه إلا أن وافق الأخير على إلقاء الخطاب المكتوب في قصة الأطفال على مسامع البلاد. وفي الختام قال أوليفر: "في فبراير/شباط 2015 وقفتُ هنا ونعتُّك بالفنان الهرائي القميء الذي يخدع أميركا كي يخدم نفسه"، في إشارة إلى حلقته التي كانت عن الوسم #MakeDonaldDrumpfAgain (أعيدوا اسم ترامب إلى درمف ثانية)، وختم بالقول: "رجاء أثبت لي خطئي وأثبت أنك فنان هرائي قميء مكعب يخدع أميركا ليخدم أميركا". - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Beast الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط .
مشاركة :