هذه الشجرة قد تكون أقدم شيء لازال على قيد الحياة في أوروبا

  • 8/22/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أكثر من ألف عام، وبالتحديد عام 940م، كانت أوروبا مكاناً مختلفاً تماماً عما هي عليه الآن، إذ كانت الإمبراطورية البيزنطية في أوج عظمتها وشعوب الفايكينج تُبحر عبر مختلف بحار ومحيطات العالم، وفي خضم كل هذا كانت هناك شتلة صغيرة قد غُرست في الأرض، وهي الشتلة التي كبرت وما زالت تنمو وتزدهر حتى يومنا هذا. ووفقاً لبعض العلماء، فإن عمر شجرة الصنوبر البوسني -والتي تنمو في مرتفعات شمال اليونان- يزيد على الـ1075 عاماً مما يجعلها الشجرة الأقدم في أوروبا حالياً. ووصف بول ج. كروسيك، طالب الدرسات العليا في جامعة ستوكهولم وأحد أفراد البعثة الاستكشافية التي عثرت على تلك الشجرة، بالشيء الفريد من نوعه. وأضاف "ليس لهذه الشجرة القدرة على الانقسام، أو حتى الاعتماد على شجرةٍ أم، أو حتى استنساخ نفسها من أجل البقاء، فالاستنساخ هو أحد الاستراتيجيات التطورية الفعالة للغاية من أجل البقاء على قيد الحياة." ومن الشائع نسبياً داخل الولايات المتحدة، إيجاد بعض الأشجار المستقلة التي تُقدر أعمارها بألآف السنين، ولكن أقدم الأشجار التي تم العثور عليها في أوروبا كان يبلغ عمرها بالكاد ألف عام. ولأن الصنوبر البوسني (الذي يُلقب بأدونيس) هو ذلك النوع من الأشجار الذي تزيد حلقات الشجرة الخاصة به، والتي تعرف أيضاً بحلقات النمو، بمعدل حلقة واحدة في كل عام، فإنه من اليسير حساب عمره بشكل دقيق. حساب عُمر الشجر وقد تخصص كروسيك في هذا الأسلوب الذي تُستخدم فيه طريقة حلقات الشجرة لتحديد العمر، والذي يُعرف باسم علم تحديد أعمار الأشجار. وأصبح كروسيك مهتماً بمجال الغابات الإغريقية، وذلك منذ أن قرأ أطروحة أكاديمية لها علاقة بهذا المجال منذ سنواتٍ مضت. كروسيك لم يخرج في تلك البعثة الاستكشافية للعثور على أقدم شجرة موجودة في القارة الأوروبية، بل ذهب في تلك الرحلة الاستكشافية لمعرفة المزيد عن تاريخ التغييرات المناخية وبعض التغييرات البيئية الأخرى، مستخدماً في ذلك وسيلته لمعرفة عمر الأشجار. ولكن في خضم كل هذا شعر كروسيك بأن الذهاب لإلقاء نظرة على مجموعة بعينها من الأشجار الموجودة في اليونان يستحق الجهد. ويتذكر كروسيك تلك الأطروحة التي قرأها منذ سنوات ويقول "في تلك الأطروحة، كان هناك الكثير من الصور لتلك الأشجار الملتوية المدهشة." وأضاف "لقد كانت تلك الأشجار تشبه مجموعة ضخمة من الأشجار المتقدمة في السن التي كنت قد رأيتها في منطقة الحَوضُ العظيم بالولايات المتحدة. فهي تعيش في ظروف بيئية متشابهة، بيئة صخرية للغاية وشبه جافة، وهو ما قد يعني ضمنياً أن تلك الأشجار الموجودة باليونان تحتوي على السمات التي تدفع المرء للاعتقاد بأنها قديمة للغاية." وللتأكد من عمر بعضٍ من تلك الأشجار، استخرج كروسيك وزملاؤه من جامعتي ماينز وأريزونا اللُباب لحساب حلقات النمو الخاصة بالأشجار. والجدير بالذكر أن تلك العملية لا تتسبب في حدوث أي نوع من الضرر للنباتات، فقطر اللُباب لا يتجاوز الـ5 ملليمترات. قام العلماء بعد الحلقات، ثم قارنوها ببعضٍ من تلك الأشجار القريبة الموجودة حولها لمعرفة ما إذا كان هناك أي نوع من أنواع الانحرافات (على سبيل المثال، ففي بعض الأحيان، فإن بعضٍ من تلك الحلقات لم تكن قد أكملت اللفة الخاصة بها حول الشجرة، وهو ما يعني أن اللباب الخاص بالشجرة قد فقد عاماً من عمره). ويقول كروسيك "في الواقع، فإننا لم نتمكن من الوصول للقلب". وهو ما يعني أن بعضاً من الحلقات الخاصة بتلك الأشجار لم يؤخذ في الحسبان أثناء عملية العد، وأن الُلباب لم يُستخرج من القاعدة الخاصة بالشجرة. ويُضيف كروسيك "من المؤكد أن عمرها كبير للغاية، فنحن نقوم فقط بالتبليغ عن عدد الحلقات الفعلي." وبالإضافة إلى شجرة أدونيس، وجد الباحثون ما يتجاوز الدزينة من الأشجار المجاورة لها والتي زُرعت منذ ألف عام. وبالنسبة لكروسيك، فإن الشيء المثير للاهتمام حول تلك الأشجار هو الكيفية التي استطاعت من خلالها الصمود والبقاء على قيد الحياة في تلك المنطقة المزدحمة نسبياً، وذلك لأن معظم الأشجار القديمة في الأميركتين التي استطاعت الصمود حتى يومنا هذا كانت قد نمت في مناطق فارغة تماماً. ويعتقد كروسيك أن تكيف تلك الأشجار مع البيئة المحيطة بها هو الشيء الذي مكّنها من البقاء على قيد الحياة إلى يومنا هذا. ويقول كروسيك أن النتائج الخاصة بحساب عمر أدونيس لن يتم نشرها في أى مجلة، فالهدف الأساسي لرحلته الاستكشافية يتركز على دراسة تلك الأشجار التي لم يحالفها الحظ للبقاء على قيد الحياة. وسيقوم كروسيك والباحثون الآخرون بدراسة تلك الكبسولات الزمنية للحصول على تلميحات فيما يخص التغييرات التي حدثت في هذه المنطقة على مر الزمن. - هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة Washington Post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط .

مشاركة :