لا يكاد يمر يومٌ دون أن تطالعنا وسائل الإعلام والتواصل بأخبار لجرائم قتلٍ من مناطق مختلفة في المملكة، بصور وأساليب شنيعة، ومما لا شك فيه أن هناك فرقاً كبيراً بين انتشار هذا النوع في الجرائم حاليا وقبل 10 أعوام مثلا؛ إذ ترتفع نسبة الجرائم بصورة ملحوظة بين عينات متفاوتة في مجتمعنا. وبالرغم من اختلاف الأسباب والدوافع خلف هذه الجرائم إلا أن حصيلتها واحدة وهي هدر للنفس البشرية التي عظم الله شأنها وساواها بكل الأنفس في الموت والحياة، فارتفاع نسبة القتل يدعونا إلى تساؤل منطقي حول الدافع المشترك لانتشار هذا النوع من العنف في «الفعل»، ورد «الفعل» لدينا. هل للظروف الاجتماعية للناس علاقة بذلك؟ أم إن المسألة نفسية تربوية بحتة؟ ماذا عن محفزات العنف كالأفلام والألعاب الإلكترونية؟ وأيا كانت الدوافع خلف ذلك، فجريمة القتل خطر اجتماعي يؤثر على الفرد والمجتمع والبيئة والأجيال، ونحن بحاجة لأكثر من مجرد دراسات واستطلاعات أو إحصاءات حول ذلك، نحتاج بشكل جدي للاهتمام ببحث الدوافع الخفية ومعالجتها قبل تفاقمها وتحولها إلى ظاهرة تصعب السيطرة عليها.