بيروت: رنة جوني الحصادون، عنوان المعرض العلمي الذي أقامه طلاب مدرسة بلدة كفر رمان في جنوب لبنان. المعرض والطلاب، اسم على مسمى، ذلك أن الطلاب سلطوا الأضواء على بعض المشكلات الاجتماعية الخطرة، مثل التدخين والتلوث البيئي، والكهرباء وبعض الأمراض، وذلك باعتماد مواد طبيعية بسيطة لمعالجتها بينها الخضار والفاكهة. في هذا الإطار، كشفت معلمة مادة الفيزياء في المدرسة جمال عبدو، أن الاكتشافات الحديثة منحت الطلاب مجالاً لاستنباط الأفكار وتحويلها إلى واقع، ولفتت إلى أن طلابها وظفوا الإنترنت للأبحاث العلمية، وباتوا أكثر إدراكاً لقيمة التطورات التقنية والعلمية، وقالت: نحن مازلنا في أول الطريق، ندرب الطلاب على الاستفادة من التطورات العلمية وخصوصاً في الفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية، ولو عرفنا كيف نستغل هذه التطورات لتمكنا من ابتكار وسائل جديدة تساهم في معالجة العديد من المشكلات ووضعنا لبنان على خريطة الابتكارات العلمية العالمية. وما أوضحته معلمة الفيزياء جمال عبدو تجسّد في أعمال الطلاب المشاركين في معرض الحصادون، بين هؤلاء الطالب عبدالحسين الذين طالما فكّر بتشييد بيت صغير من عيدان البوظة، كانت الفكرة تدور في ذهنه، حتى توافق مع بعض زملائه في المدرسة، على تشييد بيت قروي تحيط به حديقة بسيطة، ويضم مخبزاً ومسكناً. وبالذهنية نفسها اختارت سارة وياسمين، القرنبيط والخيار والطماطم، جسّدتا بها جسم الإنسان، على اعتبار أن إهمال الإنسان لصحته، وعدم إمداد جسمه بالمواد الغذائية سيعرضه لعدد من الأمراض، كما أوضحت ياسمين، سارة من جهتها قالت: إن الابتكار ليس صعباً على العقل، وأضافت: حاولنا توظيف العلوم لإنجاز مشاريع بسيطة، مثل توليد الكهرباء من الطماطم. زينة ووردة عرّفتا مشروعهما المشترك، بسرطان مجتمع، تناولتا فيه مضار تدخين السيجارة والنرجيلة، ورأت زينة أن الملوثات البيئية لا تكفينا، فبدأنا نلوث أجسادنا بإرادتنا، ولفتت وردة إلى أن هذا الإدمان الخطير، جعلنا نغوص أكثر في البحث العلمي، لنصل إلى معالجة هذه الآفة الخطرة. علي فرحات المشرف على معرض الحصادون، اعتبر أن تشجيع الطلاب على البحث العلمي يقودهم إلى اللحاق بحتمية التطور، الذي تشهده العلوم، وبالتالي يحفّز الطلاب على التفوق والتميز. فرحات، أكد أن لبنان يمتلك طاقات علمية كبيرة، تحتاج إلى تشجيع وتحفيز، وأضاف: من لا شيء أنجز الحصادون مشاريعهم، مستعينين بمواد أولية بسيطة ومتوفرة.
مشاركة :